أخبار وتقاريرأميركاالاماراتالسودانبريطانيا و أوروبا

مجلس الأمن يدين “الفظائع “في الفاشر.. وسجال ساخن بين سفيري السودان والإمارات

تنديد بالعنف في الفاشر وبارا .. وأميركا تدين "الإبادة الجماعية" وتشدّد على "المحاسبة وبريطانيا تدعو إلى الهدنة والعملية السياسية"

لندن – ( إطلالة)

أدان مجلس الأمن، في جلسة ساخنة عقدها اليوم، هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر وأثره المدمر على السكان المدنيين.

وفي هذا الإطار أدان أعضاء المجلس ما وصفوه بــ”الفظائع ” المُبلغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين، بما في ذلك عمليات الإعدام بإجراءات موجزة (أي القتل المتعمد للأفراد خارج أي إطار قانوني) وأدانوا  الاعتقالات التعسفية.

وعبر المجلس في بيان عن قلقه البالغ “إزاء تزايد خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها فظائع بدوافع عرقية”.

وأعرب  أعضاء مجلس الأمن  عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر، شمال دارفور، وما حولها.

كما عبروا  أيضاً عن قلقهم البالغ إزاء تزايد خطر وقوع فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الفظائع ذات الدوافع العرقية. ودعوا إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.

واستذكرالمجلس  القرار 2736 الصادر عام 2024 ، الذي طالب في وقت سابق قوات الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر، ودعا إلى الوقف الفوري للقتال وتهدئة الأوضاع في الفاشر وما حولها، حيث يُخشى من انتشار المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الشديد، وحث قوات الدعم السريع بشدة على تنفيذ أحكام هذا القرار.

وأكد أعضاء مجلس الأمن  مجددا أن الأولوية هي أن تستأنف الأطراف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة وجامعة ومملوكة للسودانيين.

وحث مجلس الأمن جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، ودعم جهود السلام الدائم، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

إدانة جماعية لاستهداف المدنيين

ولاحظ  موقع ( إطلالة)  أن كل الدول التي تحدث ممثلوها في مجلس الأمن أدانت استهداف المدنيين في الفاشر ، وأدان بعض المشاركين في كلماتهم  العنف الذي مارسته قوات الدعم السريع ضد مدنيين في مدينة بارا، الاستراتيجية والعريقة  بولاية شمال كردفان.

وبرزت في المداولات تعابير  وأوصاف  أدانت ممارسات قوات الدعم السريع في الفاشر ، وتناولت ” الفظائع في الفاشر وبارا” وأن “ما حدث رمز للانهيار الأخلاقي” و”لا حل عسكريا للصراع” و” أزمة السودان أزمة إقليمية” ونددت بعض الدول بقرار حكومة بورتسودان بابعاد مسؤولين في منظمة الأغذية العالمية، و انطلقت دعوات تنادي بضرورة ” مساءلة المجرمين” وتم التشديد على أن “مستقبل الحكم في السودان يعود للسودانيين” وأهمية ” العملية السياسية” و”ما ارتكبه المتمردون صورة صادمة” و”ندعو للضغط على الطرفين من أجل التفاوض” وضرورة ” وقف التدخل الخارجي والتسليح” والدعوة إلى ” محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجنسية للنساء”.

سجال بين مندوبي السودان والإمارات

شهدت جلسة مجلس الأمن سجالاً ساخناً  تضمن انتقادات متبادلة بين مندوبي السودان والإمارات بعدما خاطب المندوب الإماراتي جلسة مجلس الأمن.

وكان مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبو شهاب قال: إنه يجب على الأطراف المتحاربة في السودان الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك توفير ممرات إنسانية وآمنة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية السريعة ودون عوائق وتسهيلها على نطاق واسع لجميع الذين يتحملون وطأة هذه الحرب، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن.

وتابع: “في وقت تنتشر فيه المجاعة، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تصل المساعدات إلى الناس في جميع أنحاء السودان وأن يُسمح للأمم المتحدة بأداء وظيفتها”.

وأكد على ضرورة عدم السماح بتدهور الوضع الإنساني أو التغاضي عن تلك الفظائع، مضيفا: “يجب محاسبة مرتكبي تلك الجرائم”.

وحض مجلس الأمن إلى الضغط على الأطراف المتحاربة واستخدام جميع أدواته لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بالتزام حقيقي بالسعي إلى السلام.

وقال: “نعلن اليوم عن تبرع إضافي بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للحياة في الفاشر.

وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستواصل دعم الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق السلام والاستقرار والأمن الذي ينادي به الشعب السوداني”.

مندوب السودان :”الإمارات  تلعب الدور الأخطر”

رد مندوب  السودان  السفير الحارث إدريس على كلمة  مندوب الإمارات، وقال :”لا توجد حرب أهلية في السودان، بل هي حرب عدوان تشنها الإمارات عبر وكيلها الإقليمي؛ (قوات) الدعم السريع”.

وأضاف: “كيف يُسمح لممثل دولة تلطخت أيديها بدماء الأبرياء في السودان أن يخاطب هذا المجلس الموقر وكأنها دولة حريصة على السلام والاستقرار”.

ورأى أن  “مجرد سماع هذا الممثل يتحدث عن الأوضاع في السودان، وكأن السودان تحت وصاية حكومة أبو ظبي يعد إهانة لمجلس الأمن”، وقال إنه “أصبح معلوماً للقاصي والداني أن نظام أبو ظبي لعب ولا يزال يلعب الدور الأخطر في العدوان على السودان”.

وتابع “كيف يعقل أن تتحدث دولة عن السلام في هذه القاعة بينما هي تملأ فضاء السودان بالطائرات والذخيرة وترسلها إلى من يقتلون النساء والأطفال”.

مندوب الإمارات ينتقد “تخريب القوات المسلحة السودانية لجهد السلام”

رد مندوب الإمارات على اتهامات مندوب السودان بقوله: “من العبث أن يواصل أحد الأطراف المتحاربة تسييس هذا المنتدى بنشر مزاعم كاذبة لا أساس لها”.

وقال “هذا طرف  (يعني الجيش السوداني) مسؤول مسؤولية مباشرة عن دمار بلده، وله سجل حافل بعرقلة جهود السلام ورفض الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار”.

وأضاف أن “القوات المسلحة السودانية استولت على السلطة في 2021 في انقلاب مع شريكها في ذاك الوقت، قوات الدعم السريع، وأنه “منذ ذلك الحين، خربت القوات المسلحة السودانية كل جهد سلام ذي مصداقية. وأدى عنادها إلى الكارثة التي نشهدها اليوم”.

ورأت الإمارات  أنه  “لا يمكن لأي خطاب يُلقى في هذه القاعة من قبل ممثل أحد الفصائل المتحاربة أن يخفي هويتهم أو ماهيتهم،  يجب على العالم أن يتحدث مع المدنيين السودانيين، لا مع جلاديهم”.

مندوب السودان: ” المليشيا منظمة إرهابية”

وكان المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس رأى  في كلمته قبل أن يوجّه انتقادات لدولة الإمارات أن “مدينة الفاشر أصبحت رمزاً جديدا للمأساة الإنسانية التي يصنعها الإجرام المنظم لمليشيا الدعم السريع الإرهابية ومن يرعاها ويقف خلفها ويمولها ويغذيها بالسلاح والمال والمرتزقة، والإسناد السياسي والدبلوماسي والإعلامي”.

ولفت إلى أن  بعض الفاعلين الدوليين اختاروا أن يساووا بين الدولة السودانية ذات السيادة وبين مليشيا متمردة تم وصمها بالإدانة والتقتيل الممنهج، مما شكل خطأ أخلاقيا وسياسيا وقانونيا فادحا”.

ودعا  دعوة بلاده إلى إدانة  المجازر التي “ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها الأجانب وداعموها الإقليميون” في الفاشر وعموم السودان بلغة صريحة ومشددة.

كما دعا إلى تصنيف “مليشيا” الدعم السريع منظمة إرهابية وفقا للمعايير الدولية لمكافحة الإرهاب، وتجريم كل من يتعامل معها أو يمدها بالسلاح أو المرتزقة أو المُسيرات ويسمح لعبورها عبر حدودهم، فضلا عن “فرض عقوبات مستهدفة على كل من يمول هذه المليشيا أو يمدها بالسلاح أو يوفر لها الملاذ الآمن من الدول والأفراد وهم معروفون لديكم”.

ودعا أيضا إلى دعم خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان للأمين العام للأمم المتحدة ودعم حكومتها الانتقالية الحالية، وإدانة “الطيران الأجنبي الذي تدخل طوال الأسبوع الماضي داعما لعمليات المليشيا”.

وبشأن انتقادات وردت في كلمات بعض مندوبي الدول  لقرار  “إبعاد موظفيْن” من برنامج الأغذية العالمي،  قال إن  القرار صدر بعد “رصد دقيق للعديد من التجاوزات التي تمس سيادة البلاد وأمنها القومي وتقدح في حيادية المنظمة”. وأضاف أن قرار الإبعاد ليس له صلة بعمل البرنامج أو باستمرار التعاون معه.

أميركا تدين “الإبادة الجماعية”

ووفقا  لـ ” أخبار  الأمم  المتحدة” في تغطيتها  الشاملة للجلسة،  أعلنت واشنطن  على لسان مندوبتها في مجلس الأمن  السفيرة الأمريكية دوروثي شيا أن  قوات الدعم السريع وحلفاءها “ارتكبوا إبادة جماعية”، مضيفة أن قتلهم الممنهج للرجال والفتيان، حتى الرضع، واستهدافهم المتعمد للنساء والأطفال بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي له دوافع عرقية.

وأكدت أن الولايات المتحدة تدين “هذه الفظائع البغيضة بعبارات لا لبس فيها”، وشددت على أهمية محاسبة المسؤولين عنها، بما في ذلك من خلال العقوبات.

ورأت  أن الوقت قد حان الوقت لتحديث قائمة العقوبات المفروضة على السودان، مضيفة أنه يجب على مجلس الأمن استخدام جميع الأدوات المتاحة له لتيسير التوصل إلى السلام في البلاد.ودعت الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف الأعمال العدائية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء البلاد وحماية المدنيين، وقالت: “لا يكفي أن تقدم قوات الدعم السريع التزامات إنسانية.. يجب عليهم تنفيذها”.

وشددت على أن إنهاء الحروب “أولوية للرئيس ترامب”، وإن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمل مع شركائها وأصحاب المصلحة الآخرين لحل الأزمة.

روسيا تدين “العنف بدوافع عرقية”

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا  الذي ترأس جلسة مجلس الأمن، عبّر عن  قلق موسكو  إزاء التقارير الواردة عن انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق، وأكد إن العنف ضد المدنيين وخاصة عندما يُرتكب بدوافع عرقية، غير مقبول.

وقال إن  “الفظائع المرتكبة من المتمردين ضد السكان المدنيين في الفاشر والصور المنتشرة على الإنترنت بهذا الشأن، صادمة”، مشيرا إلى  “فظائع مماثلة” وقعت في السابق في الجنينة والجزيرة في السودان.

وبعد هذه الحوادث، رأى  أن  أعضاء المجلس يجب ألا ينتابهم أي شك بشأن احتمال تكرار مثل هذه الممارسات في مناطق أخرى غير تابعة لسيطرة الحكومة السودانية.

ولفت إلى  تقارير عن زيادة أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف قوات الدعم السريع، بمن في ذلك القادمون من مناطق بعيدة عن السودان.

 ونبه إلى إن الوضع في الفاشر يجب أن يكون إشارة واضحة على أن السبيل الوحيد الممكن في السودان يتمثل في نشر الاستقرار وفرض النظام بجميع أنحائه ووجود مؤسسات حكومية مركزية موحدة. وأضاف أن أي مسار بديل سيؤدي إلى تفاقم التصعيد والعنف.

وأكد ضرورة السماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها، وأهمية مواصلة التنسيق عن كثب مع الحكومة السودانية بشأن توزيع الإغاثة.

واعتبر أن أي خطوات تساوي بين طرفي الصراع أو تقترح أن كليهما لا يتمتعان بالسلطة الشرعية، لن يُنظر إليها سوى بأنها تشجع على التجزئة.

وحض أعضاء مجلس الأمن على التركيز على الانخراط الإيجابي والتركيز على تقديم الدعم الملموس للشعب السوداني بدلا من تعزيز الانقسام.

الصين: “وقف النار أولوية”

خاطب مجلس الأمن نائب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة غانغ شوانغ وقال  إن  وقف إطلاق النار في السودان هو الأولوية الأهم والأكثر إلحاحا، مشيراً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي يطالب قوات الدعم السريع برفع حصارها للفاشر، ويدعو كل الأطراف بوقف الأعمال العدائية فورا وضمان حماية المدنيين.

وشدد على  ضرورة عدم تجاهل الإرادة الجماعية لمجلس الأمن أو السماح بتكرار الكوارث الإنسانية.

وأكد أن بلاده تدين بشدة الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وتطالبها بأن توقف فورا جميع أعمال العنف وتمتنع عن تخطي الخطوط الحمراء للقانون الدولي الإنساني.

ودعا كل أطراف الصراع إلى منح الأولوية لمصلحة السودان وشعبه، والإنصات لمناشدات المجتمع الدولي والامتثال الصارم لقرارات مجلس الأمن، والوقف الفوري والكامل لجميع الأعمال العدائية.

و شدد على ضرورة وقف التدخل الخارجي، واتخاذ جميع الإجراءات لحماية المدنيين.

ودعت الصين قوات الدعم السريع إلى  الرفع الفوري للقيود المفروضة على الوصول الإنساني إلى الفاشر، وضمان توزيع المساعدات بشكل آمن ومنظم وحماية المدنيين الراغبين في المغادرة طوعا وأمن وسلامة عاملي الإغاثة.

فرنسا: إدانة الهجوم  و”لا حل عسكريا للصراع”

  السفير الفرنسي جيروم بونافون أعلن  إدانة باريس الشديدة لتوسيع وتكثيف هجوم قوات الدعم السريع في الفاشر، مضيفا أن التقارير الواردة من المدينة “تذكرنا بالفظائع الجماعية التي ارتُكبت في دارفور قبل 20 عاما”.

وأدان الهجوم على المستشفى السعودي للولادة، وقال إن  التقارير الأولية لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى مقتل نحو 460 شخصا. وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، ودعا مجلس الأمن إلى “النظر في فرض عقوبات جديدة”.

وأكدت فرنسا عدم وجود حل عسكري للصراع في السودان، ودعا جميع الجهات الخارجية الفاعلة إلى وقف إمداد الأطراف ماليا وعسكريا. كما دعا الأطراف إلى الالتزام بحظر الأسلحة في دارفور، الذي جدده المجلس بالإجماع في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وقال إن فرنسا تدعو المجلس منذ شهور إلى اتخاذ إجراء أكثر حسما، مضيفا أنه من الملح “تجاوز هذا الجمود واتخاذ تدابير ملموسة”.

بريطانيا تشدد على “الهدنة والعملية السياسية”

استهل ممثل المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة السفير جيمس كاريوكي  حديثه مشيرا إلى أن بريطانيا إلى جانب الجزائر وسيراليون والصومال وغيانا والدانمرك  دعت إلى تقديم موعد هذا الاجتماع إلى اليوم (بدلا من موعده المقرر الشهر المقبل) “لأننا نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في الفاشر وعواقبه الوخيمة على السكان المدنيين”.

ودعا قوات الدعم السريع إلى الامتثال التام لالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين. وقال: “من الضروري أن توقف قوات الدعم السريع جميع الهجمات على عمال الإغاثة والبنية التحتية المدنية”.

وحض  الأطراف ( أطراف الصراع)  على التعاون الكامل مع الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الأخرى، ورفع القيود المفروضة على الحركة، وتقديم ضمانات أمنية للسماح بالوصول دون عوائق إلى الفاشر وما حولها.

وأكد  أنه “لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع”، و أن استمرار القتال لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وإطالة المعاناة، وأنه ينبغي لجميع الأطراف وقف القتال، وتطبيق هدنة إنسانية، والعودة إلى العملية السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *