أخبار وتقاريرالسودان

البرهان عن الفاشر: سنقلب الطاولة ونُحقّق النصر

رئيس"حكومة الأمل" يعقد إجتماعاً مع " قيادات حزبية وتشكيل لجنة للتنسيق مع الحكومة بشأن "الوفاق والحوار السوداني السوداني"

محمد المكي أحمد:

في أول  إطلالة، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، في يوم الأحد 26  أكتوبر 2025  قال ” قائد الجيش وهو  “رئيس مجلس السيادة”، في خطاب من مقره الحالي في  بورتسودان، إن ” القيادة الموجودة هناك ( في الفاشر)  بما فيها لجنة الأمن قدروا بأنه يجب أن يغادروا المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين، ووافقناهم على أن يغادروا المدينة ويذهبوا إلي مكان آمن حتى يجنبوا بقية المواطنين والمدينة الدمار “.

وحرص البرهان في ظهوره الأول ، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة ولاية شمال دارفور،على توجيه رسائل  طمأنة وإطلاق تعهُدات .

 وشدد في خطابه الذي بثه تلفزيون السودان مساء اليوم 27 أكتوبر الجاري، على أن  “القوات  المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والقوات الأخرى قادرة علي تحقيق النصر”  وفي تهديد وتحذير قال” نستطيع قلب الطاولة ، و”نطهر الأرض ونقضي على هؤلاء المرتزقة” ويعني ( قادة وجنود  قوات الدعم السريع من دون تسميتهم).

وبدا غاضباً، ووجه انتقادات بأوصاف لاذعة لقوات الدعم السريع، في خطابه القصير،  على غير عادته،إذ درج على القاء خُطب ُمطوّلة ، وقال ” سنحاسب هؤلاء المجرمين ( قادة وجنود قوات الدعم السريع من دون تسميتهم) ونقتص منهم”.

 وأضاف ” عازمون على أن نقتص  لكل شهدائنا، ولكل ما حدث في الفاشر”.

وأعتبر أن ماجرى في الفاشر ” محطة من محطات العمليات العسكرية التي فرضت علينا كشعب سوداني” وشدد على أن ” الشعب سينتصر، القوات المسلحة ستنتصر، المعركة ستحسم لصالح الشعب”.

و أرسل  البرهان ما رأى أنها رسالة طمأنه ، بقوله “نطمئن أهلنا أننا عازمون على أن نقتص لكل شهدائنا ، وأن نقتص لكل ما حدث لأهلنا في الفاشر”.

وبينما ندد بـ ” الانتهاكات” و” اليد الغادرة” وقال ” سنحاسب المجرمين” حيّا ” المقاتلين في كل مكان والمناصرين للقوات المسلحة”.

وتحدث عن ما وصفه بـ ” الجرائم التي ارتُكبت في الفاشر وكل السودان” ورأى أنها ” مخالفة لكل الأعراف الدولية التي تم انتهاكها، وقال في  انتقاد ضمني للمجتمع الدولي من دون أن يسميه أن  ” لا أحد يتحدث عن ذلك ” ويعني ما وصفها بـ ” الانتهاكات”.

 وأضاف ” نحن سنحاسب المجرمين” وقال إنهم (  قادة وجنود قوات الدعم السريع من دون تسميتهم ) لا ينتمون للسودان، و نحن عازمون على تطهير الأرض من كل دنس، ومن ما وصفهم بـ ” القتلة المأجورين”.

وكان البرهان استهل حديثه بتوجيه التحية إلى “الشعب السوداني، ولشرفاء السودان،” و”ترحم على  شهدائنا الكرام،”  و نوّه  بمدينة الفاشر، وقال إن ” الفاشر الصمود قدمت وقدم أبناؤها درساً في الوطنية والشجاعة  ونكران الذات”.

تشكيل لجنة  لبحث “الوفاق والحوار”

وفي خطوة لافتة في هذا التوقيت بعدما  سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، شدد دكتور كامل إدريس رئيس “حكومة الأمل ” التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها  على “أهمية الدور الذي تلعبه القوى السياسية الوطنية في إنجاح العملية السياسية”، داعياً إلى “التوافق وتوحيد الصف الوطني لتجاوز التحديات الراهنة بالبلاد” وفقاً لوكالة السودان للأنباء.

وكان رئيس حكومة بورتسودان يتحدث في  لقاء  عُقد  اليوم ببورتسودان مع عدد من “قيادات أحزاب وكتل وتنظيمات سياسية ” من دون تسميتهم.

ونسبت ( سونا) إلى مستشار رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل حاتم السر علي قوله: “تم خلال الإجتماع التوافق على تشكيل لجنة من القوى السياسية الوطنية تتمثل مهامها في الإتصال والتنسيق مع الحكومة حول قضايا الوفاق والحوار السوداني السوداني الشامل”.

 ووفقاً لوكالة السودان للأنباء، أشار إلى” الروح الوطنية العالية التي سادت الإجتماع وأهمية التسامي على الإنتماءات الحزبية والسياسية خاصة وأن البلاد تمر بالعديد من التحديات التي تتطلب توحيد الصف الوطني لأجل المصلحة العليا للبلاد”.

يُشار إلى أن الحرب الحالية في السودان  بين الجيش بقيادة البرهان قائد الجيش، ومحمد حمدان دقلو ( حميدتي)  قائد الدعم السريع انفجرت في أبريل 2023 وكان البرهان آنذاك رئيسا لمجلس السيادة وحميدتي نائبا له.

  ومعلوم أن  البرهان  نفّذ  بمشاركة حميدتي انقلاباً على سلطة مدنية انتقالية كانا على رأس سلطتها و شريكين لقوى سياسية  مدنية في الحكم .

 و كان السودانيون يتطلعون إلى دخول مرحلة انتخابات  تُسفر عن قيادات منتخبة، لكن الانقلاب أحبط وأسقط آمال السودانيين في دولة تسودها الحرية والعدالة والسلام ، و جاءت الحرب الحالية  لتقضي على الأخضر واليابس في السودان.

وتسببت الحرب بكارثة  إنسانية هي الأسوأ في العالم وفقاً للأمم المتحدة ، إذ قتل الصراع الدموي على السلطة  أعداداً كبيرة من السودانيين  يصعُب تحديد عددهم بدقة الآن، وشردت الملايين، وأصابت عددا من السودانيين بالجوع والمرض والفقر الشديد والرعب القاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *