
محمد المكي أحمد:
أوضح الرئيس دونالد ترمب أبعاد خطته للسلام في الشرق الأوسط،، في تغريدة نشرها، اليوم، على منصته ” تروث سوشيال” وتزامن ذلك مع كشف تفاصيل “إعلان السلام ” الذي جرى توقيعه في شرم الشيخ .
وقال في تأكيد يعكس أهدافا بعيدة المدى، ولا تتوقف في حدود وقف الحرب في غزة :” إن “غزة ليست سوى جزء من المهمة وإن الجزء الأهم هو السلام في الشرق الأوسط”.
ويعكس هذا التصريح أن الرئيس الأميركي يسعى إلى إطفاء كل الحرائق في الشرق الأوسط.
في تغريدته فور عودته إلى واشنطن وجّه رسالة، وقال :”الآن على الدول التي ناضلت كثيراً من أجل المنطقة أن تتكاتف وتنجز المهمة” .
مضمون رسالته يعني أنه يضع أزمات أخرى في المنطقة والعالم ضمن أولوياته، وبينها حرب السودان .
نشرت في موقعي ( إطلالة) بتاريخ 11 أكتوبر 2025 مقالة بعنوان “ماهي رسالة قمة شرم الشيخ للسودانيين بعدما أوقف ترمب حرب غزة”؟.
وجاء في المقالة أن تفاعلات المشهد في شرم الشيخ المصرية، سترسل رسائل إلى العالم، وخصوصاً إلى مفجري الحروب، الذين يعبثون بحياة البشر في بعض الدول، ويعرضون حياة الإنسان للموت بالأسلحة الفتاكة وبالرُعب ،والتشرد والجوع والمرض.
رأيت أن قمة شرم الشيخ برئاسة الرئيس ترمب والرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة قادة عشرين دولة، يوم الإثنين، 13 أكتوبر الجاري، سترسل رسالة ساخنة إلى هواة الحروب في المنطقة و العالم، وبينهم “قادة” في السودان.
أضفت أن مضمون الرسالة، استعدوا مرحلة إطفاء الحرائق في المنطقة قد بدأت، وحان وقت وقف مسلسل إراقة الدماء، لأن ترمب قادم بقوة ، وإذا لم تتجاوبوا استعدوا لضغوط هائلة، من أجل السلام ، للشعوب ، المنكوبة، والمقهورة، استنادا إلى منطق ” سلام القوة” الذي يتحدث عنه ترمب، بوضوح شديد..
أشرت في المقالة إلى أن زيارة ترمب لمصر مهمة، وتعكس أبعادا تتجاوز اتفاق سلام غزة، إلى قضايا ذات اهتمام أميركي مصري مشترك، وفي صداراتها الحرب في السودان.
وكشف ” البيت الأبيض” نص “إعلان ترمب للسلام الدائم والإزدهار” الذي وقعه الرئيس الأميركي في شرم الشيخ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمدآل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويحمل نص الإعلان الذي تلقيت نسخة منه، مضامين مهمة ،يُمكن في ضوئها قراءة مرتكزات وأبعاد التحركات المرتقبة لإطفاء الحرائق في الشرق الأوسط في الفترة المقبلة.
نص إعلان ترمب للسلام الدائم
نحن الموقعون أدناه، نرحب بالالتزام التاريخي الحقيقي من جميع الأطراف باتفاقية ترمب للسلام وتنفيذها، مما يُنهي أكثر من عامين من المعاناة الشديدة والخسائر الفادحة، ويفتح فصلًا جديدًا للمنطقة يسوده الأمل والأمن ورؤية مشتركة للسلام والازدهار.
نحن ندعم ونقف وراء جهود الرئيس ترمب المخلصة لإنهاء الحرب في غزة وإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط، معًا، سنُنفذ هذه الاتفاقية بطريقة تضمن السلام والأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة، بمن فيهم الفلسطينيون والإسرائيليون.
إننا ندرك أن السلام الدائم هو الذي يُمكّن الفلسطينيين والإسرائيليين من الازدهار مع حماية حقوقهم الإنسانية الأساسية، وضمان أمنهم، وصون كرامتهم.
ونؤكد أن التقدم الهادف ينشأ من خلال التعاون والحوار المُستدام، وأن تعزيز الروابط بين الدول والشعوب يخدم المصالح الدائمة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
كما أننا ندرك الأهمية التاريخية والروحية العميقة لهذه المنطقة لدى المجتمعات الدينية التي تتشابك جذورها مع أرض هذه المنطقة، بما فيها المسيحية والإسلام واليهودية. وسيظل احترام هذه الروابط المقدسة وحماية مواقعها التراثية أمرًا بالغ الأهمية في التزامنا بالتعايش السلمي.
نحن متحدون في عزمنا على تفكيك التطرف والتشدد بجميع أشكاله.
لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر عندما يصبح العنف والعنصرية أمرًا طبيعيًا، أو عندما تهدد الأيديولوجيات المتطرفة نسيج الحياة المدنية. ونحن ملتزمون بمعالجة الظروف التي تُمكّن التطرف، وبتشجيع التعليم والفرص والاحترام المتبادل كأساس للسلام الدائم.
ونلتزم بموجب ذلك بحل النزاعات المستقبلية من خلال الحوار الدبلوماسي والتفاوض بدلًا من استخدام القوة أو الصراع الممتد.
ونُقرّ بأن الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحمل دوامة مستمرة من الحروب المطولة، والمفاوضات المتعثرة، أو التطبيق المُجزّأ أو الناقص أو الانتقائي لشروط تم التفاوض عليها بنجاح.
يجب أن تكون المآسي التي شهدناها على مدى العامين الماضيين بمثابة تذكير عاجل بأن الأجيال القادمة تستحق ما هو أفضل من إخفاقات الماضي.
نحن نسعى إلى التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص للجميع، بشكل يضمن أن تكون هذه المنطقة مكانًا يمكن للجميع فيه تحقيق تطلعاتهم في سلام وأمن وازدهار اقتصادي، بغض النظر عن العرق أو المعتقد أو الأصل العرقي.
ونسعى إلى تحقيق رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة، مبنية على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك.
وانطلاقا من هذه الروح، نرحب بالتقدم المحرز في إرساء ترتيبات سلام شامل ودائم في قطاع غزة، وكذلك بالعلاقات الودية والمتبادلة المنفعة بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة.
ونتعهد بالعمل الجماعي من أجل تنفيذ هذا الإرث والحفاظ عليه، وبناء الأسس المؤسسية التي يمكن للأجيال القادمة أن تزدهر عليها معًا في سلام.
نحن نلتزم بمستقبل يسوده السلام الدائم.