أخبار وتقاريرالسودان

المحكمة الجنائية الدولية تدين كوشيب بالإجماع

 المحكمة تربط  بين دور"الجنجويد" و "حكومة السودان" وتقدم  أدلة عن ممارسات لا إنسانية

لندن – ( إطلالة)

في حكم هو الأول من نوعه ضد سوداني متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أدانت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم،  علي محمد علي عبد الرحمن (علي كوشيب)، وأعلنت  أنه “مذنب” .

وأدانته المحكمة الدولية  على إرتكابه سلسلة من الجرائم  ضد مواطنين مدنيين  في دارفور ( من قبيلة الفور) بالتعاون مع حكومة السودان ( حكومة الرئيس المعزول عمر البشير ).

   وقالت المحكمة بعدما قدمت شرحا تفصيلياً  مطولاً عن طبيعة الجرائم وتاريخها وتوقيتها وكيفيات حدوثها إن  المتهم مذنب ومدان لارتكابه  عدداً من الجرائم في صداراتها  جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 وشملت الجرائم، الإعتداء على الكرامة الشخصية والإغتصاب والتعذيب والقتل العمد والشروع  في القتل والإضطهاد  لأسباب جنسية وإثنية.

وأكدت المحكمة أنها مقتنعة بأن المتهم الذي أدانته هو الرجل الملقب علي كوشيب، وأن جرائمه موثقة ، وتثبت دوره في إرتكاب الجرائم .

وكان المتهم أنكر أنه على كوشيب.

وأوضحت المحكمة الدولية أن هناك أدلة إضافية تؤكد علاقته بحكومة السودان لا سيما مع أحمد هارون وغيره من القادة العسكريين والمدنيين( في حكومة البشير) إذ أن الجرائم وقعت في الفترة بين 2003 و2004.

وقالت المحكمة  إن المتهم كان يؤكد أن تعليماته تأتي ” من أعلى،  ومن هارون وعبد الرحيم محمد حسين” ، و أشارت إلى  علاقته مع  قادة محليين  .

ولفتت المحكمة  إلى أن المتهم كان يوزع العتاد على أفراد ” الجنجويد” ، وقد مارس السلطة والسيطرة، وأن حكومة السودان  كانت تطلق عليه ” قائد الفرسان” و” الجنجويد”.

وأكدت المحكمة  أنه قام بدور نشط في الجرائم المرتكبة ضد مدنيين، وأصدر تعليمات  أدت إلى قتل وتدمير واغتصاب، مشيرة  إلى أنه كان  يوجه بـ ” الكسح” و” قشوا قش ما تجيبوا حي”.

 وخلصت المحكمة إلى أنها مقتنعة بما لا يدع مجالاً للشك أن المتهم مذنب وأنها أصدرت حكمها بالإجماع.

ولوحظ أن المحكمة ربطت غير مرة بين ممارسات  “قوات الجنجويد وحكومة السودان ” وقالت إنه أطلق  النار على معتقلين وقتلهم بحرقهم، وأكدت أن حكومة السودان استخدمت الجنجويد في حربها بدارفور.

وأضافت في شرحها للجرائم  أن القتلة ساروا فوق جثث  مدنيين  بأقدامهم، واستخدموا عبارات مسيئة منها  ” عبيد” و” حمير” كما تم حرق بمكواة وقطع آذان مواطنين .

 وشرحت المحكمة كيفيات الإعتداء والامساك بنساء  لاغتصابهن ، وقدمت شهادات روتها نساء وفتيات تعرضن للإغتصاب.

وبدا واضحاً أن إفادات المحكمة والتفاصيل المدهشة والمحزنة التي قدمتها في بث مباشر لا تشكل إدانة  لكوشيب فقط بل هي إدانة  قوية لسياسيين وعسكريين حكموا السودان في مرحلة تحَكم فيها البشير وجماعته في مصير السودان والسودانيين، وقدموا للعالم تجربة سيئة ، لم تدمر السودان فحسب بل أهانت إنسانه وقتلته في دارفور ومناطق أخرى من خلال أسوأ الممارسات اللاإنسانية، التي ترفضها كل الأديان ، والمواثيق الدولية ، ومنظمات حقوق الإنسان.

يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية تطالب السلطات السودانية بتسليم البشير ، وأحمد هارون، وعبد الرحيم محمد حسين، وهي تتهمهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

لمزيد من المعلومات عن بيان للمحكمة في وقت سابق  :

المحكمة الجنائية الدولية تصدر اليوم حكمها  بتبرئة أو إدانة علي كوشيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *