أخبار وتقاريرالسودانفلسطين

غوتيريش: المدنيون في السودان يقتلون ويجوعون والنساء يواجهن عنفا والشعب يستحق السلام والكرامة والأمل

"لا حل عسكريا للصراع وأدعو لإنهاء الدعم الخارجي الذي يغذي سفك الدماء.. و" حل الدولتين" الوحيد القابل للتطبيق"

محمد المكي أحمد:

في خطاب تاريخي، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في افتتاح الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم ، في نيويورك ، مواقف مهمة وواضحة ، تناولت أزمات العالم  الساخنة، وطرح رؤاه ورسائل إلى قادة العالم المشاركين في هذا المحفل الدولي ، وتصدرت الأزمة السودانية قائمة الأزمات التي تناولها ، كما تصدرت  كلمته ، المأساة في غزة   .

 وقال إن ” المدنيين في السودان يُقتلون ويُجوعون وتُسكت أصواتهم، وأن النساء والفتيات يواجهن عنفا لا يمكن وصفه”.

وأكد “عدم وجود حل عسكري للصراع”. وحضً ” كل الأطراف، بمن فيهم الموجودون في قاعة الجمعية العامة ( للمشاركة في اجتماعات نيويورك) على إنهاء الدعم الخارجي الذي يغذي سفك الدماء  “.

 وشدد على أن  “الشعب السوداني يستحق السلام والكرامة والأمل.”

غزة والمحكمة الجنائية الدولية

وبشأن غزة، قال الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته التي وزعتها الأمم المتحدة إن “الأهوال – التي تشرف على عام وحشي آخر – ناجمة عن قرارات تتحدى أبسط قواعد البشرية” واكد أن “حل الدولتين” هو الوحيد القابل للتطبيق.

ورأى  أن نطاق الموت والتدمير في غزة يتعدى أي صراع آخر شهده خلال فترة توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

وشدد على ضرورة تطبيق التدابير المؤقتة الملزمة قانونيا، التي أصدرتها  محكمة العدل الدولية في قضية: “تطبيق اتـفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة”.

وجدد التأكيد على عدم وجود ما يبرر الهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر 2023 وأخذ الرهائن، أو ما يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج لغزة.

ودعا إلى التعجيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم والإفراج عن جميع الرهائن وضمان الوصول الإنساني الكامل.

وطالب بمواصلة الجهود على مسار حل الدولتين ، ورأى أنه  الحل الوحيد القابل للتطبيق لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

 خيارات أمام قادة العالم

وتميز خطاب غوتيرش بتوجييه دعوة محددة النقاط والمرتكزات، إلى قادة دول العالم المشاركين في الإجتماع الدولي ، ودعاهم إلى  اتخاذ خمسة خيارات:

أولا: اختيار السلام المتجذر في القانون الدولي.

وقال إن  السلام هو “أول التزاماتنا”، وقال إن الإفلات من العقاب هو “أم الفوضى”.

ثانيا اختيار الكرامة البشرية وحقوق الإنسان.

ثالثا اختيار العدالة المناخية.

رابعا وضع التكنولوجيا في خدمة البشر.

خامسا تعزيز الأمم المتحدة للقرن الحادي والعشرين.

وعن “ميثاق المستقبل” الذي وضعته الدول الأعضاء ليعكس إصرارها على بناء أمم متحدة أقوى وأكثر شمولا وفعالية، قال إن هذا هو المنطق وراء مبادرته المعروفة باسم (الأمم المتحدة -80). وذكر أنه قدم في إطارها عدة مقترحات منها تعديل ميزانية العام المقبل لتقليل النفقات وتحسين العمل، وإدخال إصلاحات عملية لتطبيق المهام بشكل أكثر فعالية وتأثيرا.

ودعا إلى الاستثمار في أمم متحدة تتكيف وتبتكر وتكون قادرة على خدمة الناس في كل مكان.

مسالة حياة أو موت

وكان غوتيرش استهل خطابه  بالحديث عن  إنشاء الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وقال إن قادة العالم قبل 80 عاما، أقدموا على اختيار التعاون مقابل الفوضى، والقانون بدلا من غيابه، والسلام بدلا من الصراع، وإن هذا الخيار نتج عنه ميلاد الأمم المتحدة.

وشدد على أن الأمم المتحدة ليست فقط مكانا للالتقاء، لكنها بوصلة أخلاقية وقوة للسلام وحفظه وحامية للقانون الدولي ومحفز للتنمية المستدامة وشريان حياة للناس في الأزمات ومنارة لحقوق الإنسان.

دعوة لحماية  الحقوقيين والصحافيين

وعن تحديات العصر الحالي، تساءل عن “طبيعة العالم الذي سنختاره”. وقال إن العالم يصبح أكثر فأكثر متعدد الأقطاب، وقد يكون ذلك أمرا إيجابيا يعكس ساحة دولية أكثر تنوعا، ولكن تعددية الأقطاب بدون مؤسسات فعالة متعددة الأطراف تؤدي إلى الفوضى.

وشدد على الأهمية القصوى للتعاون الدولي. وقال إن الخيارات التي يواجهها العالم اليوم ليست جزءا من نقاش أيدلوجي، ولكنها مسألة حياة أو موت للملايين.

 وخصً الحقوقيين والصحافيين باهتمام  وقال لدول العالم ” يجب حماية المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين وينبغي حماية حرية التعبير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *