
محمد المكي أحمد:
وسط مراسم ترحيب باهرة، عكست عراقة التقاليد البريطانية، وخصوصية العلاقات الأميركية البريطانية،استقبل الملك تشارلز الثالث وعقيلته الملكة كاميليا ، الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأميركية الأولى ميلانيا ، اليوم، في قلعة ويندسور Windsor Castle.
وتعتبر هذه القلعة أكبرقلعة” ماهوله في العالم، ومن أكثر القلاع شهرة في العالم. وتبلغ مساحة أرض القلعة حوالي 484000 قدم مربع (حوالي 45000 متر مربع).
ووصفت زيارة ” الدولة” الثانية لترمب، للملكة المتحدة بـ ” التاريخية” .
وكان الأمير وليام، أمير ويلز، وزوجته كاثرين، في استقبال الرئيس الأميركي وقرينته لدى وصولهما إلى القلعة، بطائرة مروحية ، ثم استقبلهما الملك والملكة وانطلق موكب عربة تجرها خيول، جلس داخلها في الصف الأول تشارلز الثالث وترمب، ثم كاميليا و ميلانيا ، وفي الصف الثالث وليام وكاثرين.
وُذكر أن 120 حصانا و1300 جنديا شاركوا في العرض، واستعرض ترمب في قلعة ويندسورحرس الشرف، بمرافقة الملك .
مباحثات ترمب وستارمر
في اليوم الثاني للزيارة غدا الخميس، سيجتمع ترمب مع رئيس الوزراء البريطاني السير/ كير ستارمر، لبحث ملفات التعاون بين البلدين في المجالات الإقتصادية والسياسية.
و سيعقد الإجتماع في مقر إقامته الريفي في تشيكرز، على بعد 70 كيلومترا من لندن، وسيبحثان قضايا اقتصادية وسياسية ساخنة بشأن عدد من بؤر التوتر في العالم .
يُشار إلى أن حكومة ستارمر أبرمت اتفاقا تجاريا مع أميركا في ظل أجواء ساخنة وتوتر ساد أوروبا، بعدما فرض ترمب في وقت سابق رسوما جمركية عالية على حلفائه في القارة العجوز، ما أشعل حربا جمركية ما زالت نيرانها مشتعلة حتى اليوم.
وكان ترمب وستارمر أعلنا في مايو 2025 التوصل إلى اتفاق تجاري ، وصفه الجانبان بـ” التاريخي” وكان الإتفاق شكًل انتصارا لرئيس الحكومة البريطانية ستارمر، إذ أن الرسوم الجمركية الأميركية شكلت مشكلة كبرى واجهت حكومته ، إضافة إلى مشكلات اقتصادية أخرى بينها ما أفرزه خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
وقال ستارمر عن الاتفاق التجاري بين لندن وواشنطن إن “اتفاق الازدهار الاقتصادي التاريخي يحمي قطاع الأعمال، ويوفر آلاف الوظائف في بريطانيا بأجور مجزية”.
وكان أوضح أن الاتفاق” يزيل التعريفة ( المفروضة أميركيا ) على صناعة الصلب والالمونيوم البريطانية ويخفضها إلى الصفر” مشيراً إلى أهمية الاتفاق وفوائده للمزارعين البريطانيين من دون المساس بمعايير بريطانية عالية المستوى.
وبشأن قطاع السيارات أكد أن التعريفة الأميركية ستخفض من 27.5 في المائة إلى 10 في المائة لـ 100 ألف سيارة سنويا، ووصف هذا التخفيض بأنه “ضخم ومهم”.
وعبر ستارمر فور توقيع الإتفاق عن سعادته بالوصول لهذه النسبة من التخفيض ، ونوه بأداء فريقه الذي عمل في هذا الشأن مع الجانب الأميركي ، وقال إن “الفريق عمل بجد ليلا ونهارا لأسابيع ، وكنت أعمل معهم”.
و بشأن الاستثمارات المشتركة قال ” لقد استثمرنا 1.5 تريليون جنيه إسترليني، في كلا البلدين، و خلقنا 2.5 مليون فرصة عمل “.
وكان الرئيس ترمب بادر بالإعلان عن التوصل لهذا الاتفاق مع المملكة المتحدة ، وهو أول صفقة جرى إعلانها بعدما فرض رسوما جمركية اثارت جدلا واسعا في العالم ، واشعلت حربا تجارية خصوصا مع الصين .
ويؤشر الاتفاق التجاري الأميركي البريطاني إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دخلتا مرحلة تعاون جديدة ، وبتنسيق أكبر، على طريق تعزيز العلاقة الاستراتيجية، و الشراكة الاقتصادي، ويتوقع أن يكون الملف الإقتصادي في صدارة ما سيبحثه ترمب وستارمر غدا.
ملفات ساخنة تشمل أوكرانيا وغزة والدولة الفلسطينية
ويتوقع أن تشمل الملفات السياسية التي سيبحثها الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة البريطانية، الحرب في أوكرانيا، والوضع المشتعل في الشرق الأوسط، وخصوصا في غزة، والتوجه البريطاني الهادف إلى الإعتراف بـ ” الدولة الفلسطينية” في إطار ما أعلنته حكومة ستارمر بـشأن دعمها “حل الدولتين” ( دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل).
ومعلوم أن ترمب يرفض هذا التوجه، الذي تتبناه دول حليفة لواشنطن في أوروبا، وفي صداراتها فرنسا التي قادت مع السعودية مبادرة شراكة اسفرت عن عقد مؤتمر دولي ناجح دعم حل الدولتين، وتبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة . “.
تظاهرة في لندن تنتقد ترمب
وشهد وسط لندن خروج جشد من المتظاهرين، المنددين بزيارة ترمب، ورفعوا أعلاما فلسطينية ، ولافتات تقول ” لا لترمب” و ” أوقفوا تسليح إسرائيل” وشعارات تحمل انتقادات عدة لترمب ، وجرى ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، ومعلوم ان القانون البريطاني ىيتيح حق التظاهر، ويحمي المتظاهرين السلميين .