كيف تفاعل غوتيرش مع الضربة الصاروخية الإسرائيلية في قطر؟

محمد المكي أحمد:

كشف الهجوم الذي نفذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو  في الدوحة مواقف دول العالم كافة تجاه كيفيات  تحقيق الاستقرار والسلام  في العالم ، وتجلى ذلك بوضوح هذه الأيام  في مناقشات مجلس الأمن أمس، حيث أدانت دول عدة ، الهجوم الإسرائيلي، وشكل هذا أبرز عنوان في مداولات مجلس الأمن قبل إصدار بيان  توافقي يمثل 15 دولة، وبينها أميركا، التي ترفض صدور قرار  يُسمي إسرائيل، في كل مواقفها داخل الأمم المتحدة.

أكدت هذه الأزمة ما تتمتع به قطر من شبكة علاقات إقليمية ودولية، لكن الأزمة غير المسبوقة في الدوحة ، وتداعياتها الخطيرة تحتاج أيضا إلى استخلاص الدروس والعبر، قطريا وخليجيا وعربيا، في عالم تحكمه المصالح، لا الأخلاقيات ، ويسوده منطق الغاب، ورغبات أشرار   في الهيمنة  ، ولا  يأبه  بالنيات  الطيبة..

وفي سياق تفاعلات هذه الأزمة الخطيرة على دول الخليج كافة والمنطقة، برز موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش،  فور سماعه  نبأ  الضربة  الصاروخية الإسرائيلية في الدوحة.

غوتيرش، رجل مواقف مبدئية، أخلاقية، في أصعب المحكات،  لا تعرف التلون،  والأساليب الحربائية، التي يمارسها أصحاب مواقف حربائية.

 أعلن غوتيرش موقفه المندد بالعدوان، في التاسع من سبتمبر الجاري، فور سماعه  بوقوع  الهجوم الصاروخي الإسرائيلي في قطر  .

وصف غوتيرش ما جرى بـ”الهجوم  الصارخ على سيادة قطر وسلامة أراضيها”.

وشدد على أن ” قطر تقوم بدور إيجابي للغاية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن”.

وأكد على “ضرورة أن تعمل جميع الأطراف باتجاه التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لا تدميره”.

موقفه في هذا الشأن جدير بالاحترام، كما أن موقفه بشأن الحرب على غزة كان وما زال متميزاً، وكذلك اهتمامه بمأساة الشعب السوداني الناجمة عن الحرب الحالية.

بشأن السودان، يحرص على إعلان مواقف تدعو لوقف الحرب وإحلال السلام ، وتندد بقتل المدنيين، وتشجب استباحة بيوتهم وممتلكاتهم، ومرافق مدنية  وقصفها ، وهو يركز على حقوق الإنسان السوداني في العيش الكريم، وفي هذا السياق تصدر الأمم المتحدة تقارير مهمة ، تكشف مأساوية الأوضاع في السودان.

غوتيرش وتميم

وفي أحدث تفاعل مع الأزمة الحالية في قطر ، وبالتزامن مع  اجتماعات مجلس الأمن، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  اتصالاً هاتفياً من غوتيريش ، أمس ، 11 سبتمبر الجاري.

ووفقا للديوان الأميري، أكد  الأمين العام للأمم المتحدة ” تضامنه مع دولة قطر وقلقه البالغ إزاء الهجوم الإسرائيلي على مدينة الدوحة”، وأعتبره ” انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية كافة ، وتهديداً خطيراً لأمن دولة قطر ودول المنطقة.”

وأضاف الديوان الأميري أن غوتيرش شدد على أنه ” يجب على الجميع العمل على ضرورة تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، بدلا من تدمير المسارات المؤدية إليه.

وأكد أمير قطر لغوتيرش أن “دولة قطر ستتخذ كافة الإجراءات لحماية أمنها وسلامة أراضيها”، وأعتبر ” الهجوم الغادر استخفافاً بحياة الأبرياء، وانتهاكاً خطيراً يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وقال الديوان الأميري أن “الأمير أعرب خلال الاتصال عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة على مشاعره الصادقة وتضامنه المقدر مع دولة قطر وشعبها”.