أخبار وتقاريرالسودانبريطانيا و أوروبا

مشاهدات منظمة “أنقذوا الأطفال”: لم نتخيل تحت الطين قرية بأكملها ومئات الجثث

ماذا قال مدير العمليات بالمنظمة عن الأطفال الضحايا وصعوبة انتشال الجثث في ترسين والحفر بالأيادي والناجين الجياع والدموع ؟

لندن – ( إطلالة)

روى مدير العمليات في منظمة “أنقذوا الأطفال” فرانشيسكو لانينو لوكالة فرانس برس عبر تطبيق زوم من مدينة بورتسودان مشاهدات فريق المنظمة الخيرية الذي وصل  إلى قرية ترسين ، المدمرة،بالإنهيارات الأرضية، في منطقة جبل مَرَّة بالسودان.

قال: “فقد الناس كل شيء”، و “هناك كثير من الألم والدموع” في المنطقة، و “الأهالي فقدوا العديد من أقاربهم، والعديد من أطفالهم، وبالطبع لا يعرفون كيف بإمكانهم إنقاذهم أو انتشال جثثهم”.

وكانت ثلاثة انهيارات أرضية مفاجئة ضربت الأسبوع الماضي قرية ترسين الجبلية النائية في إقليم دارفور بغرب السودان، ما أدى إلى إغراق منازل وحيوانات ومئات العائلات تحت الطين.

وتشبّعت الجبال فوق القرية بمياه الأمطار الغزيرة حتى انهار التل في غضون ثوانٍ، ما أدى إلى دفن ترسين بمن فيها.

وقال لانينو للوكالة  “عندما وصل أفراد فريقنا إلى القرية، كان من الصعب عليهم بطبيعة الحال أن يتخيلوا أن تحت الطين قرية بأكملها ومئات الجثث”.

وتشير أحدث حصيلة صادرة عن السلطات المحلية ومنظمة “أنقذوا الأطفال” إلى انتشال 373 جثة، غالبيتها لأطفال.

لكن يُعتقد أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وقد يتجاوز الألف.

وبحسب  منظمة”أنقذوا الأطفال”، لم يتم العثور حتى الآن سوى على 150 ناجيا، بينهم 40 طفلا، من ترسين والقرى المحيطة بها.

يحفرون بأيديهم بحثا عن أحبائهم

وأوضح لانينو أنه بسبب عدم توافر الأدوات والآلات، اضطر الناجون إلى الحفر في الطين بأيديهم العارية، بحثا بيأس عن أحبائهم المفقودين.

أما “الناجون فقد بقوا بدون مأوى وطعام وماشية، بقوا بلا شيء”.

ووفق فرانشيسكو لانينو، فان أهالي القرية المنكوبة “لا يعرفون إلى أين يتجهون، فجميع المناطق متأثرة بالأمطار الغزيرة. لا يعرفون حقا أي مكان آمن يقصدونه”.

على مدى ثلاثة أيام، تعرضت قرية ترسين والتجمعات المجاورة لثلاثة انهيارات أرضية منفصلة.

وقع الانهيار الأول عند الساعة الخامسة الأحد فأتى على ترسين في ثوانٍ، وغمر القرية بأكملها عند سفح الجبل.

وتبعه انهياران أرضيان الاثنين والثلاثاء، وقع أحدهما في وادٍ قريب، وحدث الآخر بينما كان الناجون يحاولون انتشال الجثث من الكارثة الأولى.

وشرح  لانينو للوكالة  أن “أناسا كثيرين ما زالوا خائفين من احتمال حدوث انهيار أرضي جديد”، فقد “سمعوا بعض الأصوات الآتية من باطن الجبال”.

وبالإضافة إلى هطول أمطار غزيرة، تعد منطقة جبل مرة واحدة من أكثر المناطق نشاطا جيولوجيا في السودان، اذ تقع فوق خط صدع تكتوني رئيسي.

حذّرت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية السودانية من أن الانهيارات الأرضية قد تؤدي إلى عواقب إنسانية وبيئية “كارثية”.

كما تسببت الانهيارات الطينية في نفوق نحو خمسة آلاف رأس من الماشية، تشمل الأبقار والماعز والإبل، ما ترك أسرا بلا طعام أو دخل.

كيف وصلت ” أنقذوا الأطفال” إلى القرية؟

وأرسلت منظمة “أنقذوا الأطفال” 11 موظفا، بينهم أطباء وممرضات وقابلات وعاملون اجتماعيون إلى قرية ترسين.

بعد السفر لمدة عشر ساعات شاقة على ظهور الدواب من بلدة قولو النائية عبر تضاريس وعرة بلا طرق وتحت أمطار غزيرة، وصل الفريق الخميس.

مخاوف من الكوليرا

أنشأت المنظمة غير الحكومية مركزا صحيا طارئا إلى جانب تنظيم مجموعات دعم نفسي واجتماعي للنساء والأطفال.

لكن التحديات لا تزال هائلة. فمع تلويث الفيضانات لمصادر المياه، أصبحت الكوليرا الآن تهديدا خطيرا.

يوضح مدير العمليات في المنظمة أنه “تم بالفعل تسجيل بعض حالات الكوليرا في المنطقة. لذلك، نحن قلقون للغاية من احتمال تفشي وباء الكوليرا بشكل واسع النطاق بين الناجين، وفي جميع المناطق المجاورة”.

وتضمنت الطلبات العاجلة التي قدمها الناجون الغذاء والبطانيات والمأوى.

وقعت الانهيارات الأرضية خلال موسم ذروة الفيضانات في السودان الذي يمتد من يوليو إلى تشرين أكتوبر، وفي خضم حرب تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث وفق الأمم المتحدة.

نتائج الحرب .. قتل ونزوح ومجاعة وكوليرا

واختتمت  الوكالة قصتها عن مأساة ترسين ووفد منظمة (أنقذوا الأطفال)  بالإشارة إلى  أن أكثر من عامين من القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو  أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين وترك بعض المناطق تعاني المجاعة والكوليرا.

وتقع منطقة جبل مرة التي ليس فيها شبكة للهاتف المحمول أو طرق مهيّأة، تحت سيطرة حركة/جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وهي جماعة مسلحة نأت بنفسها إلى حد كبير من النزاع الدائر ( الحرب الحالية في السودان).

( أنقذوا الأطفال) منظمة  بريطانية غير حكومية

يُشار إلى أن منظمة ( أنقذوا الأطفال  SAVE  THE CHILDREN) التي وصل فريقها إلى القرية السودانية المنكوبة  تُعرف ايضا بـ ( مؤسسة إنقاذ الطفل) وهي منظمة بريطانية  غير حكومية، وتولي اهتماما  بالطفل وحقوقه، وتدافع عنها  في دول  العالم . وتتمتع  بسمعة دولية، باعتباها أول حركة مستقلة للدفاع عن الطفل.

وتهتم المنظمة التي تأسسست  في  15 أبريل 1919و تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، بتحقيق الرفاهية والعيش الكريم للأطفال من خلال دعم التعليم، وفرص الاقتصاد، والاهتمام بالصحة، اضافة  إلى تقديم  العون للدول المنكوبة بتقديم المساعدات الطارئة عند تعرضها للكوارث والحروب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *