
لندن- ( إطلالة)
أعلنت المملكة المتحدة تقديم مساعدات جديدة، وصفتها وزارة الخارجية بأنها “منقذة لحياة النساء الحوامل والأمهات حديثات الولادة، و (توفر) لوازم الحيض لآلاف النساء والفتيات” في غزة .
وأفادت وزارة الخارجية، في بيان تلقى موقع ( إطلالة ) نسخة منه ، بأن التمويل، البالغ 3 ملايين جنيه إسترليني، والمقدم من خلال صندوق الأمم المتحدة للسكان المعني بالصحة الجنسية والإنجابية، يدعم عمل القابلات لتوفير رعاية منقذة للحياة للأمهات حديثات الولادة ومواليدهن في مناطق الصراع والأزمات.
أزمة إنسانية كارثية
وقالت وزارة الخارجية، إن الإعلان عن تقديم هذه المساعدات للنساء الحوامل والأمهات حديثات الولادة ” يأتي في خضم أزمة إنسانية “كارثية” في غزة، حيث “تتحمل النساء والفتيات وطأة المعاناة”.
وأوضح البيان “إن على خلفية الأزمة الإنسانية الفظيعة في غزة تعهدت المملكة المتحدة بتقديم تمويل حيوي لتوفير قابلات وإمدادات طبية طارئة للأمهات حديثات الولادة في غزة”
وأضافت لندن أن “هذه المساعدات يمكن أن تصل للآلاف، لكن فقط في حال سمحت إسرائيل بزيادة مستدامة من المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع”.
وأشارت الخارجية البريطانية إلى أن هذا الإعلان يأتي بعد أن أكدت لجنة مراجعة المجاعة وجود مجاعة في أجزاء من غزة.
ماذا قال وزير الخارجية عن استئناف المساعدات ومعاناة النساء؟
ودعا زير الخارجية ديفيد لامي إلى استئناف كامل لدخول المساعدات إلى غزة، حيث تواجه الفتيات والنساء خطر مضاعفات الحمل والأمراض.
وأكدت المملكة المتحدة مجددا، أن “رفض إسرائيل السماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة قد تسبب في هذه الكارثة التي من صنع الإنسان، وتهيب بها العمل على تحسين الوضع فورا.”
وشدد وزير الخارجية على أن الوضع الإنساني في غزة يظل كارثيا، حيث توجد مجاعة في غزة، وتتحمل النساء والفتيات وطأة المعاناة.
وقال إن المملكة المتحدة تفعل كل ما في وسعها لتحسين الوضع، لكن موقفنا يظل جليا تماما، وهو لكي يكون للمساعدات أي أثر، يجب على إسرائيل ضمان السماح بدخولها وتوزيعها بأمان وأمن على المدنيين الذين في أشد حاجة إليها.
وأضاف إن نظام الرعاية الصحية في غزة دُمّر.، وباستمرار القصف الجوي على مراكز الرعاية الصحية، وخروج أغلب المستشفيات عن الخدمة تماما، ستشعر النساء الحوامل بقلق بالغ بشأن إمكانية الولادة بأمان.
ولهذا السبب – والحديث لوزير الخارجية البريطاني _ نعلن تقديم هذه المساعدات الجديدة اليوم كجزء من مساعداتنا الإنسانية المستدامة للأراضي الفلسطينية المحتلة.
التمويل يوفر قابلات
ورأى لامي أن هذا التمويل الجديد سوف يساعد في توفير القابلات لتكون الولادة آمنة، فذلك ضروري لتحسين الوضع بالنسبة للأمهات وأطفالهن حديثي الولادة.
لكنه رأى إن التمويل يمكن أن يكون له أكبر أثر فقط إن سمحت الحكومة الإسرائيلية بذلك، يجب على إسرائيل ضمان حماية المدنيين، بما في ذلك طواقم الرعاية الصحية والبنية التحتية الصحية، وتمكين دخول أدوية ومعدات طبية وإمدادات رعاية صحية منقذة للحياة إلى غزة.
وقال:”نحتاج إلى وقف إطلاق النار فورا، والإفراج عن كل الرهائن، وزيادة كبيرة في المساعدات، وإطار لإحلال سلام طويل المدى.
صندوق للأمم المتحدة يساعد مليون إمراة
وأفاد بيان وزارة الخارجية أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يقدم إمدادات صحية منقذة للحياة للنساء والفتيات في غزة، وأنه منذ اندلاع الحرب، استطاع الصندوق مساعدة ما يربو على مليون من النساء والفتيات بتوفير خدمات الرعاية الجنسية والإنجابية، وخدمات منع العنف ضدهن ودعم الاستجابة لدى وقوعه.
وذُكر أن الصندوق ضمن أن تتمكن أكثر من 150,000 امرأة وفتاة من شراء المستلزمات الأساسية للحيض والنظافة الشخصية لتلبية احتياجاتهن الأساسية.
النساء والفتيات يواجهن ظروفا مروعة
وقالت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية إن النساء والفتيات يواجهن ظروفا مروعة تتفاقم باستمرار في غزة ، حيث انتشار سوء التغذية والأمراض يعرض حياة النساء الحوامل والمرضعات وأطفالهن للخطر.
وُعلم أن “المساهمة االحيوية من المملكة المتحدة سوف تدعم جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان في توفير أدوية منقذة للحياة، وإرسال وحدات متنقلة لرعاية الحوامل والأمهات حديثات الولادة، ومساندة عمل القابلات في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه بالنظر إلى أن واحدا من كل خمسة مواليد يولدون خُدّجا أو أقل من الوزن الطبيعي، ومع انهيار الخدمات المتوفرة للحوامل والأمهات حديثات الولادة بسبب نقص الوقود والإمدادات، فانه يكررالمطالبة العاجلة بدخول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بلا عراقيل وبشكل مستدام دون أي تدخل عسكري.
و جاء في البيان البريطاني أن وزارة الخارجية والتنمية البريطانية تعمل مع المنظمة الخيرية البريطانية أوكسفام لتوزيع لوازم الحيض من منظمة ريمي، وهي منتجات يمكن إعادة استخدامها باستمرار، وهي مناسبة للنساء والفتات اللواتي تتوفر لهن كميات محدودة من المياه النظيفة.
واضاف أن أوكسفام وشركاؤها المحليون وزعوا ما يفوق 5,000 من منتجات ريمي في شمال غزة في أوائل 2025، في ظروف متزايدة في الصعوبة.
60 مليون جنية استرليني مساعدات إنسانية
وقالت وزارة الخارجية إن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الإنسانية في غزة، وقد أعلنت تقديم 60 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى الآن في السنة الحالية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت الحكومة البريطانية تقديم تمويل إضافي من خلال صندوق التمويل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للمساعدة في توفير الغذاء والماء والوقود للمناطق الأشد حاجة للمساعدة.
خدمات صحية وانجابية لنساء وفتيات
وكانت لندن طالبت إسرائيل بتيسير دخول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والشركاء في العمل الإنساني بشكل آمن وعلى نطاق واسع لتوزيع المساعدات على الأرض.
وذُكر أن هذا الدعم من الحكومة البريطانية يبني على أسس دعم سابق قدمته دعما للاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك توفير لوازم الصحة الإنجابية، ووحدات طبية متنقلة، وخدمات للناجيات من العنف ضدهن.
وأوضحت وزارة الخارجية أن الدعم البريطاني ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه في تقديم خدمات صحية وإنجابية حيوية لعشرات آلاف النساء والفتيات.