
محمد المكي أحمد:
للمرة الثانية، خلال هذا الشهر، احتشد صحافيون بريطانيون أمام مقر رئاسة الحكومة (في 10 داونينغ ستريت) تضامنا مع زملائهم الذين اغتالهم اسرائيل بغارات ، في إطار حربها على صحافيين و مدنيين في غزة.
في يوم الوقفة الاحتجاجية، لصحافيين بريطانيين مستقلين، عصر الأربعاء 27 أغسطس 2025، تم تسليم خطاب من النقابة لرئيس الحكومة السير/ كير ستارمر.
ترحيب ببيان لرئيس الوزراء
استهلت نقيبة لندن للصحافيين المستقلين، بيني كوينتون، الرسالة إلى رئيس الوزراء، بالترحيب ببيان أصدره في 11 أغسطس 2025 ، أعرب فيه عن قلق بالغ ، بشأن قتل اسرائيل 6 صحافيين في 10 أغسطس 2025، كما رحبت بدعوة حكومته لإجراء تحقيق مستقل.
و أوضحت في رسالتها التي تلقيت نسخة منها ، أن فرع لندن يضم 3000 صحافي مستقل، ضمن عضوية الإتحاد الوطني للصحافيين البريطانيين.
و قالت إننا نود أن نعزز دعوة الأمينة العامة لإتحاد الصحافيين لورا دايفسون بأن إعتراف الجيش الإسرائيلي علنا بهذه الفظائع ( الأعمال الوحشية) يسلط الضوء بشكل حاد على الحاجة لإجراءات دولية لوضع حد للافلات من العقاب”.
ودعت الرسالة الحكومة البريطانية إلى ممارسة ضغوط جدية لحماية الصحافيين، واحترام القانون الدولي ودعم تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية بشأن الاستهداف السافر للصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام من القوات الإسرائيلية.
ورأت النقيبة في رسالتها أن ما يجري للصحافيين في غزة يتطلب أكثر من مجرد القلق والتحقيق، وطلبت من رئيس الحكومة توضيح ست نقاط.
أولا ، ماهي الخطوات التي ستتخذها حكومتك لضمان أن يكون الصحافيون، الذين هم على قيد الحياة ، قادرين على تقديم تقارير صحافية؟.
ثانيا، ما هي الخطوات التي ستتخذها حكومتك لتضمن أن تتوفر للصحافيين الفلسطينيين الأحياء إلى جانب بقية السكان إمكانية الوصول الآمن إلى الغذاء والماء والمعدات الضرورية؟.
ثالثا: ما هي الخطوات التي ستتخذها حكومتك لضمان دخول صحافيين غير فلسطينيين ( صحافيين أجانب) إلى غزة ليقدموا تقارير إلى جانب زملائهم الفلسطينيين ، وأنهم سيكونون قادرين على العمل بحرية واستقلالية؟.
رابعا: ما هي الخطوات التي ستتخذها حكومتك لدعم تحقيق تُجريه المحكمة الجنائية الدولية بشأن الاستهداف السافر ( الفظ) للصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام من قبل القوات الإسرائيلية؟.
خامسا: ما هي الخطوات التي ستتخذها حكومتك للاحتفال باليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب بشأن الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين ، وهو يوم دولي معترف به من الأمم المتحدة ، ويتم الاحتفال به سنويا في 2 نوفمبر ، لتسليط الضوء على استمرار ارتفاع مستوى الافلات من العقاب بشأن جرائم ارتكبت ضد صحافيين في جميع أنحاء العالم؟
سادسا: ما هي الخطوات التي ستتخذها حكومتك لضمان اعتماد اتفاقية أممية ملزمة ( في الأمم المتحدة) بشأن سلامة واستقلالية الصحافيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام؟.
” الحرية لفلسطين”
ولوحظ أن الصحافيين الذين شاركوا في التظاهرة رفعوا لافتات تركز على ” الحرية لفلسطين” وتدين إغتيال الصحافيين، و”الإبادة” في غزة.
واعتبر متحدثون خاطبوا الوقفة الإحتجاجية أن ما يجري من سفك لدماء الصحافيين الفلسطينيين والمدنيين هو” نتاج سياسة إسرائيلية”، ونوهوا بتمسك الفلسطينيين بارضهم وحقوقهم ، واستماتة الصحافيين الفلسطينيين في أداء مهماتهم المهنية، رغم الاستهداف وإراقة دماء عدد من زملائهم .
وأنطلقت تأكيدات بأن ذكرى الصحافيين والصحافيات الذين جرى اغتيالهم في فلسطين ستبقى حية وملهمة وحاضرة وستروى للأجيال، لتطًلع على “مهنيتهم ونضالهم “.
وبينما ارتفعت الأعلام الفلسطينية في موقع الوقفة الإحتجاجية وتوشح كثيرون بالكوفية الفلسطينية، انطلقت أصوات في التظاهرة تدعو الحكومة البريطانية إلى اتخاذ مواقف قوية وعملية للضغط على اسرائيل وحماية الصحافيين والمدنيين.
رسالة وائل الدحدوح
تميزت الوقفة الاحتجاجية برسالة صوتية مسجلة لمراسل ” الجزيرة” وائل الدحدوح الذي أصيب في وقت سابق، إصابات خطيرة بضربة إسرائيلية في غزة ، وكان فقد عددا من أفراد أسرته بغارات اسرائيلية، لكنه بقي صامدا، شامخا، مرفوع الرأس ، يمارس دوره بمهنية، ووطنية، وجسارة.
كلمة وائل المسجلة وجهها للمشاركين في التظاهرة باللغة العربية، وتُرجمتُ للغة الانكليزية، واستمع اليها المتظاهرون بصوت مريم السايح عضو مجلس الأخلاق باتحاد الصحافيين .
وقالت مريم قبل أن تقرأ النص الانكليزي للرسالة إن وائل الدحدوح ، مهني، قُتل عدد من أفراد أسرته،وهو ليس رمزا لقناة الجزيرة فحسب بل هو رمز لأي صحافي.
وبعدما حيا وائل، في رسالته الصوتية، الصحافيين البريطانيين، المشاركين في الوقفة الاحتجاجية ، وجًه “نداء.. نداء.. نداء” وقال ” نخاطب في النداء ضمائركم ، أخلاقكم ، انسانيتكم ، ومواثيق الشرف أن تقوموا بكل ما تستطيعون من أجل زملائكم ، ومن أجل الإنسانية في غزة”.
وناشد الحكومة البريطانية ورئيسها والبرلمان والصحافيين بأن يقوموا بكل ما يمكن القيام به، وبالكثير من المهمات ، واتخاذ خطوات تؤدي لوقف أخطر مجاعة وإبادة يشهدها العصر، مؤكدا في هذا السياق أن أكثر من 240 صحافيا قد قتلوا .
رسالتك وصلت..
هكذا ردت مريم السايح على نداء وائل الدحدوح..
وهكذا سجل صحافيون بريطانيون موقفا في الشارع لا داخل المكاتب، تضامنا مع زملائهم في غزة..