
لندن – (إطلالة)
أظهرت تفاعلات لقاءات أجرتها المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، مع “ناجيات من العنف الجنسي في السودان” بعض حقائق مأساتهن ، وهي واحدة من أبشع الفواجع ، في زمن الحرب.
وكشفت تفاصيل قصة شابة تعرضت لاغتصاب ، ووصفتها بأنها القصة ” الأسوأ” التي سمعتها خلال 30 عاما.
وأفادت في حوار مع ” أخبار الأمم المتحدة” بأن “حوالي 84,000 امرأة حامل في السودان من المرجح أن يلدن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة في ظروف مليئة بالتحديات. “
:وأضافت”كوني امرأة أتمنى لو أنني كنت واحدة من اللواتي يتطلعن إلى تلك اللحظة، ولكن بقليل من القلق”.
ولكن – والحديث للسيدة ليلي – اذا كنتِ تتعرضين في كل زاوية للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي في بعض الحالات، حيث يكون الطعام نادرا، وحيث تكون الرعاية الصحية في أفضل حالاتها بدائية، يمكنكِ تخيل القلق الذي تمر به تلك المرأة”.
قصة مؤثرة
وروت ليلى بكر قصة وصفتها بأنها “واحدة من أسوأ القصص” التي شهدتها على الإطلاق خلال عملها في المجال الإنساني لأكثر من 30 عاما.
حكت قصة شابة في الثالثة والعشرين من عمرها التقتها في أحد الملاجئ خلال زيارتها إلى السودان في سبتمبر من العام الماضي .
كانت المرأة خجولة وغير قادرة على الكلام بسبب الصدمة، لكنها تمكنت أخيرا من الهمس بكلمة “اغتُصبت” في أذن ليلي ، معترفة بأنها المرة الأولى التي تستطيع فيها النطق بهذه الكلمات.
حماية الخصوصية
ووصفت ليلى لقاءها مع المرأة بأنه كان بمثابة نقطة تحول، وأكدت إلى أنها قامت بحماية خصوصية الفتاة أمام الآخرين، قبل أن تستمع إلى قصتها الكاملة في هدوء.
وقالت إنه بفضل خدمات المركز الذي يدعمه الصندوق، استطاعت هذه المرأة الشابة أن تبدأ رحلة التعافي من صدمتها، بعد أن كانت مجبرة على مواجهة مغتصبها يوميا في مكان عملها.
وأعربت ليلى عن قلقها إزاء ما وصفته بـ “التراخي والصمت حول الوضع في السودان، وقلة الاهتمام العالمي بما يحدث، والفشل في ضمان ألا يكون أمان وسلامة المرأة أمرا ثانويا”.
أمان المرأة حق عالمي
وقالت إن أمان المرأة وسلامتها في ولادة كريمة، وقدرتها على رعاية نفسها وعائلتها، والوصول إلى رعاية صحية آمنة، هي حقوق عالمية.
وتابعت:”آمل أن نتمكن من زيادة الوعي حول كيفية إعادة السلام والأمن إلى السودان والانتقال به إلى بيئة مستقرة يمكننا فيها مواصلة البناء على بعض الجهود التي بذلناها من قبل”.
خدمات للنساء والفتيات
المسؤولة الدولية تلتقي ناجيات من العنف الجنسي
وأوضحت أن صندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية وشركاءه في السودان يبذلون قصارى جهدهم لتقديم خدمات منقذة للحياة بالنسبة للنساء والفتيات ولا سيما الناجيات من العنف الجنسي.
دعوة للمجتمع الدولي والأطراف المتحاربة
ودعت المجتمع الدولي والأطراف المتحاربة عدم السماح باستخدام النساء والفتيات كأدوات للحرب مؤكدة أن هناك تحديات تواجه النساء في السودان وأشارت إلى دور الصندوق في مساعدتهن.
وقالت إن الصندوق يبذل جهوده للتأكد من أننا نستطيع إيصال المساعدات الإنسانية وتيسير الولادة الآمنة لتلك المرأة. وأضافت: “نقوم بأشياء لا يوليها الآخرون اهتماما، لكنها مفيدة بشكل لا يصدق ومنقذة لحياة النساء المصابات بالصدمات”.
مساعدة ” لا تحقيق”
وشددت على أن الصندوق لا يمارس دور المحقق، بل يركز على توفير المساعدة الفورية لكل من يطلبها دون تمييز.
وشرحت ذلك بالقول: “عندما تدخل إلينا امرأة أو فتاة، لا نسألها عن هوية الجاني أو عما حدث لها، بل نركز على تقديم الرعاية الجسدية والاستشارات اللازمة لمساعدتها على تجاوز الصدمة”.
“ماذا يخيفني في السودان”؟
سئلت عن أكثر ما يخيفها بشأن الوضع في السودان، وما الذي يمنحها الأمل، ردت المسؤولة الأممية: “أكثر ما يخيفني هو أن هذا البلد هو واحد من أجمل البلدان التي زرتها على الإطلاق، به الكثير من الأشخاص الرائعين والودودين، وموارد وفيرة، وذات يوم كان يطعم القارة الأفريقية بأكملها بالقمح. يخيفني جدا – والحديث لليلى- أن يواجه الآن المجاعة. أكثر ما يزعجني هو أننا لا نستطيع إنهاء الصراع بسرعة كافية وضمان أن يكون التعافي فوريا، ولكنه مستقر أيضا، حتى لا تتكرر دورات العنف هذه”.