
محمد المكي أحمد:
في مشهد حاشد وغير مسبوق، تظاهر صحافيون بريطانيون، أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية ( 10 داوننغ ستريت) احتجاجا على إغتيال اسرائيل صحافيين فلسطينيين في غزة.
ودعا الإتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا لهذا الحدث، الذي شهدته لندن، اليوم 13 أغسطس 2025 ، وشارك في الوقفة التأبينية والاحتجاجية، بيني كوينتون نقيبة لندن للصحافيين المستقلين، ولورا دايفسون الأمين العام، وجون ماكدونالد النائب البرلماني ورئيس كتلة نقابة الصحافيين البرلمانيين، ومريم السايح العضو المنتخب في مجلس الاخلاق (المسؤول عن ميثاق الشرف المهني).
وندد الصحافيون المشاركون في الحدث الاحتجاجي الغاضب بعمليات الإغتيال والقمع التي تعرض لها عدد من الصحافيين الفلسطينيين .
وفجًر اغتيال ستة صحافيين في غزة في 10 أغسطس الجاري، (بينهم مراسلَان ومصوران لشبكة الجزيرة الإعلامية) غضبا عارما في الوسط الصحافي البريطاني، ما أدى إلى رفع معدلات الاحتجاج والدعوة لمناصرة الصحافيين الفلسطينيين وحمايتهم دوليا، في وقت تتصاعد فيه عمليات الاستهداف.
ولوحظ مشاركة وجوه صحافية من كل الأعمار في الوقفة الاحتجاجية، و شارك أيضا عدد كبير من الشباب من الجنسين ، وأطفال ، كما تميزت التظاهرة بمشاركة ممثلين لمنظمات حقوقية .
ورفع المشاركون في التظاهرة أعلاما فلسطينية وتوشح عدد منهم بالكوفية الفلسطينية، التي تمثل رمزا وطنيا للشعب الفلسطيني .
وفي لفتة مؤثرة ،وموجعة، ورائعة حمل المشاركون في الوقفة التأبينية أسماء كل الصحافيين الفلسطينيين الذين جرى اغتيالهم في غزة ، وارتفعت أصوات المشاركين في التابين أثناء قراءة أسماء الصحافيين الفلسطينيين الذين جرى أغتيالهم.
وخاطب الوقفة التأبينية عدد من مسؤولي نقابة الصحافيين البريطانيين ، وشددوا على تضامنهم مع الصحافيين الفلسطينيين الذين يقومون بأدوارهم المهنية، نقلا للحقيقة، كما نددوا بعمليات الاغتيال المتواصلة للصحافيين الفلسطينيين، وطالبوا بمحاسبة القتلة.
ودعا مشاركون في التظاهرة إلى تحرك حكومي بريطاني لحماية الصحافيين والتحرك دوليا في هذا الشأن.
وفي مشهد غير مسبوق، أقيمت في موقع التأبين صلاة الغائب على الزملاء الصحافيين الذين جرى اغتيالهم .
و طافت مسيرة ،شارك فيها عدد كبير من المشاركين في التظاهرة ،على امتداد شارع وايتهول Whitehall ثم واصلت سيرها إلى شوارع أخرى، في مشهد شد أنظار البريطانيين.
وقامت مريم السايح العضو المنتخب في مجلس الاخلاق باتحاد الصحافيين بدور حيوي في بلورة هذا الحدث الصحافي الاحتجاجي المهم ، وأيضا من خلال مخاطبتها المشاركين في هذا الحدث ، وشرح فعاليات الوقفة التأبينية.
سألت الزميلة، الأستاذة مريم، عن رأيها، بشأن الوقفة الاحتجاجية، ردت: ” اليوم هو بمثابة نقطة تحول سياسية للنقابة ،وللصحافيين البريطانيين، لأنه من غير المتعارف عليه أن يترجل الصحافيون في الشوارع للتظاهر والاحتجاج، إذ يمكن لأقلامهم أن تحل ما لا يمكن حله، لكننا دُفعنا دفعا للنزول والاعتراض “.
وشددت على أن :” أعضاءنا في استياء تام ، وفي حالة احباط شديدة”، وتابعت :” نحن نندد ونشجب وندين ، ثم ماذا بعد”.
وقالت” دُفعنا لهذا الأمر ( التظاهرة) واضطررنا اليها بكل أسف، ومن باب المساواة بالقيم البريطانية قمنا بأداء واجب العزاء على الطريقة الإسلامية”.
أضافت :”قمنا بأداء صلاة الغائب، وكنا استفتينا في هذا الشأن، لأن صلاة الغائب لا تقام على من ُصلًي عليه،لكن اقمناها اليوم لأنها لذوي الشأن، وليس هناك من هو أعظم شأنا من صحافيينا وأبطالنا في غزة “.
سألتها، ما رسالتكم إلى صحافيي العالم، أجابت :”دافعوا عن زملائكم لأن سكوتنا عار وجريمة، هم لا يقتلون زملاءنا فقط ، إنهم يستهدفون الحقيقة”.
وماذا تقولين للحكومة البريطانية بشأن الصحافيين في غزة، قالت:” سنوجه ( نقابة الصحافيين في بريطانيا) خطابا رسميا للحكومة البريطانية الأسبوع المقبل، بعدما نتفق على صياغته خلال هذه الأيام”.
سالت مريم عن مشاركة عدد من الشخصيات من خارج البيت الصحافي في الوقفة التأبينية الاحتجاجية ، أوضحت:” هناك تضامن من عدد من النقابات مع نقابة الصحافيين، وقد شاركت معنا نقابات ومنظمات حقوقية، امنستي ( منظمة العفو الدولية) هنا معنا ، وكل هؤلاء يمثلون تنظيمات محترفين في نقابات واتحادات عمالية معروفة وموثوقة”