
لندن – ( إطلالة)
أثار قرار إسرائيل احتلال غزة تنديدا وغضبا واسعا في عدد من دول العالم، وداخل إسرائيل، إذ انتقدته المعارضة وأسر الرهائن التي تتوق إلى أن تتوصل الوساطة القطرية المصرية التي رعتها أميركا إلى اتفاق يُعيد ذويهم في إطار صفقة مع ” حماس” تؤدي لوقف الحرب على غزة.
يُشار إلى أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أقر خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليل الخميس الجمعة ، وتهدف إلى السيطرة على مدينة غزة (احتلالها) بعدما دمرتها الحرب الاسرائيلية ، ويعاني سكانها حاليا من مجاعة طاحنة، وانتشار الأمراض، وانعدام الاحتياجات الأساسية، كالماء والطعام، والكهرباء، والدواء.
ستارمر: تشديد على الحل السياسي وحل الدولتين
أصدر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بيانا ، تلقى موقعي الإلكتروني ” إطلالة” نسخة منه ، وجاء فيه “إن قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد عملياتها العسكرية في غزة خطأ، ونحن نهيب بها إعادة النظر فورا، هذه العملية لن تساعد في وضع نهاية لهذه الحرب، ولن تساعد في تأمين الإفراج عن الرهائن. بل ستجلب مزيدا من إراقة الدماء. “
وأضاف ستارمر أنه “في كل يوم تزداد الأزمة الإنسانية في غزة سوءاً، والرهائن الذين تحتجزهم حماس محتجزون في أوضاع لا إنسانية. ما نحتاج إليه هو وقف إطلاق النار، وتدفق كبير بالمساعدات الإنسانية، والإفراج عن كل الرهائن المحتجزين لدى حماس، وحل يتفاوض عليه الطرفان. حماس لا يمكن أن يكون لها دور في مستقبل غزة، وعليها المغادرة إلى جانب وضع سلاحها”.
وقال “نحن نعمل، إلى جانب حلفائنا، على وضع خطة طويلة الأمد لتأمين السلام في المنطقة كجزء من حل الدولتين، وفي نهاية المطاف تحقيق مستقبل أكثر إشراقا للفلسطينيين والإسرائيليين.”
وشدد رئيس الحكومة البريطانية على أنه ” بدون انخراط كلا الطرفين في مفاوضات بحسن نية، نرى تلك الإمكانية تتلاشى أمام أعيننا. رسالتنا واضحة: من الممكن التوصل إلى حل سياسي، لكن على كلا الطرفين التراجع عن مسار الدمار”.
تباين الموقفين الأميركي والبريطاني
قال جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي في مستهل اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في جنوب إنكلترا، اليوم ،إن بريطانيا والولايات المتحدة قد تختلفان على كيفية معالجة الأزمة في غزة لكن يجمعهما هدف مشترك هو السعي لإنهائها، وفقا لرويترز.
وأشارت إلى أن فانس كان انتقد بريطانيا وحزب العمال الحاكم في وقت سابق.
الموقف السعودي : الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه
أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا ندد بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، وجاء فيه “تدين المملكة بشكل قاطع إمعانها ( سلطات الاحتلال الاسرائيلية) في ارتكاب جرائم التجويع و الممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.
ورأت السعودية في بيان لوزارة الخارجية “إن الأفكار والقرارات اللاإنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلية دون رادع، تؤكد مجددًا أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض”.
وشددت الرياض على أن “الشعب الفلسطيني صاحب حقٍّ فيها( في الأرض الفلسطينية)، استنادًا للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية”.
وحذرت المملكة من أن استمرار عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية فورًا، يقوض أسس النظام الدولي والشرعية الدولية، ويهدد الأمن والسلم إقليميًا وعالميًا، وينذر بعواقب وخيمة تشجع ممارسات الإبادة الجماعية والتهجير القسري.
وشددت السعودية على أن ” أن هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة تحتم على المجتمع الدولي اليوم اتخاذ مواقف فعلية، حازمة ورادعة، تنهي الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتمكّن من تحقيق الحل الذي تجمع عليه الدول المحبة للسلام بتنفيذ حل الدولتين، وقيام دولةٍ فلسطينية على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً للقرارات الأممية ذات الصلة”.
9 دول كبرى:ملتزمون بحل الدولتين
وفي موقف جماعي ، أصدر وزراء خارجية المملكة المتحدة و أستراليا والنمسا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا والنرويج بيانا مشتركا أعربوا فيه عن رفضهم الشديد لقرار إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة ( احتلال )، وقال وزراء الدول التسع إنهم “يرفضون بشدة قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية الذي صدر في 8 أغسطس بشن عملية عسكرية إضافية واسعة في غزة.”ز
ورأى وزراء الخارجية، في بيان تلقى موقعي ( إطلالة) نسخة منه، أن العملية العسكرية الإضافية ستفاقم الوضع الإنساني الكارثي، وتعرِّض حياة الرهائن للخطر، وتزيد خطر النزوح الجماعي للمدنيين، وأن الخطط التي أعلنت عنها حكومة إسرائيل تخاطر بانتهاك القانون الدولي الإنساني، وأن أي محاولات لضم الأراضي أو التوسع الاستيطاني تشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وأضاف وزراء الخارجية “إننا نحث الأطراف والمجتمع الدولي على بذل كل الجهود لوضع نهاية لهذا الصراع الفظيع الآن، من خلال وقف إطلاق النار فورا وبشكل دائم لتمكين توفير مساعدات إنسانية فورية بكميات ضخمة وبلا عراقيل، حيث تتكشف أبعاد أسوأ سيناريوهات المجاعة في غزة، ويجب أن تُفرج حماس عن كل الرهائن بلا مزيد من التأخير أو فرض شروط مسبقة، وأن تضمن معاملتهم بإنسانية وعدم تعرضهم للقسوة والإهانة”.
وشددوا على أن الوضع الإنساني في غزة يظل كارثيا، “ونحن نطلب من حكومة إسرائيل إيجاد حلول عاجلة لتعديل نظامها الذي أقرته مؤخرا لتسجيل المنظمات الإنسانية الدولية، لضمان أن يستمر هؤلاء الفاعلين الحيويين الذين يقدمون المعونات الإنسانية في أداء عملهم الضروري مجددا، تماشيا مع المبادئ الإنسانية، للوصول إلى المدنيين المحتاجين للمساعدات في غزة. وسيُعتبر استبعادهم إشارة سافرة.”
وأكد وزراء الخارجية :”نحن متحدون في التزامنا بتطبيق حل للدولتين بالتفاوض، باعتباره السبيل الوحيد لضمان أن يتمكن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين من أن يعيشوا جنبا إلى جنب في سلام وأمن وكرامة، وأن الوصول إلى تسوية سياسية قائمة على حل للدولتين بالتفاوض يتطلب نزع سلاح حماس بالكامل، واستبعادها التام من أي شكل من أشكال الحكم في قطاع غزة الذي يجب أن يكون للسلطة الفلسطينية دور محوري فيه.”
رفض أوروبي واجراءات
وأكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن قرار إسرائيل “لا بد أن تكون له عواقب على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل”، و قالت ألمانيا أنها ستعلق تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة إلى إسرائيل.
وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعليق صادرات الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في غزة.
وقال المستشار في بيان: “أصبح من الصعب فهم كيف يمكن للخطة العسكرية الإسرائيلية أن تحقق أهدافها في قطاع غزة»، وتابع: “في ظل هذه الظروف، لا تسمح الحكومة الألمانية، حتى إشعار آخر، بتصدير المعدات العسكرية التي قد تُستخدم في قطاع غزة”.
وأدان وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية وقال إن خطة الاستيلاء على غزة “لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة”.
واستدعت بلجيكا السفيرة الإسرائيلية ، وقال وزير خارجيتها ماكسيم بريفو: إن “الهدف واضح وهو التعبير عن رفضنا التام لهذا القرار”.
مواقف مصر والاردن وتركيا
وفي مصر، أدانت وزارة الخارجية، “بأشد العبارات” الخطة الإسرائيلية وأكدت أنها تهدف إلى “ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، والقضاء على جميع مقومات حياة الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة وتصفية القضية الفلسطينية”.
وشددت على الخطة الإسرائيلية «انتهاك صارخ ومرفوض للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وأعلن الأردن أن الملك عبد الله الثاني شدد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على رفض الأردن القاطع وإدانته للخطوة الاسرائيلية التي تقوض حل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني، وتهدد الجهود الدولية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.
ورأت تركيا أن الخطة الإسرائيلية “ضربة قاسية” للسلام والأمن. ودعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته للحؤول دون تطبيق هذا القرار الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم.
الصين: غزة للفلسطينيين
ودعت الصين، إسرائيل : إلى “وقف تحرّكاتها الخطيرة فوراً”
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، في رسالة لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، بأن “غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزّأ من الأراضي الفلسطينية”.
غوتيرش وفولكر
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش خطة إسرائيل للسيطرة على غزة بأنها “تصعيد خطير”.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى الوقف الفوري لخطة الحكومة الإسرائيلية “الهادفة إلى السيطرة العسكرية التامة على قطاع غزة المحتل”.
وقال تورك، في بيان، إن ذلك “مخالف لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بوجوب أن تضع إسرائيل حداً لاحتلالها في أقرب وقت ممكن، وتحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم”.
وأوضح تورك أن جميع الأدلة حتى الآن تشير إلى أن هذا التصعيد الإضافي سيؤدي إلى مزيد من التهجير القسري الجماعي والقتل، ومعاناة التي لا يمكن تحملها، ودمار عبثي، وجرائم فظيعة. وأضاف: “يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن. ويجب أن يُسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش جنبا إلى جنب في سلام”.
وأضاف أنه بدلا من تكثيف هذه الحرب يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تبذل قصارى جهدها لإنقاذ أرواح المدنيين في غزة من خلال السماح بالتدفق الكامل وغير المقيد للمساعدات الإنسانية. و أكد أنه يتعين على الجماعات المسلحة الفلسطينية الإفراج عن الرهائن فورا، ودون قيد أو شرط، وضرورة الإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين تعسفيا من قبل إسرائيل فورا ودون قيد أو شرط.
موقف حماس
وأعتبرت حركة “حماس” أن الخطة “جريمة حرب مكتملة الأركان” وأنها تهدد حياة نحو “مليون شخص” وتعني “التضحية” بالرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة، ووفقا لوكالات أنباء عربية ودولية.
ونسبت وكالات الأنباء إلى حماس قولها في بيان إن “ما أقرّه المجلس الوزاري الصهيوني من خطط لاحتلال مدينة غزة وإجلاء جميع سكانها، يشكِّل جريمة حرب مكتملة الأركان”، وأنه “استمرار لسياسة الإبادة والتهجير القسري والممارسات الوحشية التي ترقى إلى التطهير العرقي”. وحذّرت”الاحتلال المجرم من أن هذه المغامرة الإجرامية ستكلفه أثماناً باهظة، ولن تكون نزهة”.
تململ في الداخل الإسرائيلي
في الداخل الإسرائيلي رأى زعيم المعارضة يائير لابيد إن إرسال قوات الإسرائيليةإضافية إلى غزة “كارثة”، واعتبر أن قرار حكومة نتانياهو يخالف توصيات المسؤولين العسكريين والأمنيين.
وجدد اتهاماته للوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش بانهما جرا نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب، ما قد يؤدي إلى مقتل رهائن وجنود. اسرائيليين.
حسبنا الله و نعم الوكيل علي الصهاينة المحتلين المجرمين القتلة لعنة عليهم و من ناصرهم.
اللهم احفظ اهلنا في فلسطين و لا سيما غزة و انصرهم علي من عاداهم و ظلمهم و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
حسبنا الله و نعم الوكيل
حسبنا الله و نعم الوكيل.