أخبار وتقاريرالسودان

منظمات دولية: كوليرا في طويلة ونزوح في كسلا وعائدون إلى الخرطوم والنيل الأزرق

 الذخائر غير المتفجرة من أكبر المهددات و40 ألف طفل دخلوا مستشفى وعائدون إلى قراهم يشربون من برك مياه ملوثة

لندن- محمد المكي أحمد:

أبرزت الأزمة في السودان،خلال هذه الأيام، عناوين متباينة في تقارير منظمات دولية، إذ تحدثت عن تفشي الكوليرا في دارفور، وعمليات نزوح بسبب فيضانات في ولاية كسلا، وتزايد أعداد العائدين إلى ولايتي الخرطوم والنيل الأزرق، و ارتفاع أعداد السودانيين، القادمين، من مصر.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن العائدين يواجهون تحديات عدة، بينها مشكلة ” التهديد الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة، وأن هذه الظروف غالبا تؤدي إلى عودة العائلات إلى مواقع النزوح” .

في هذا السياق “حذرت الأمم المتحدة من استمرار تدهور الوضع الإنساني في السودان”، وقالت “إن  تفشي الكوليرا وموجات النزوح الناجمة عن الفيضانات ونقص المساعدات يهدد حياة الناس في أنحاء متفرقة من البلاد”.

تفشي الكوليرا في طويلة

ولفتت المنظمة الدولية إلى أن منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور شهدت تسجيل أكثر من 1,300 حالة إصابة بالكوليرا في أسبوع واحد فقط، في ظل نقص كبير في الموارد الطبية.

وأضافت أن منطقة طويلة تستضيف آلاف النازحين، الذين فر معظمهم من الهجمات المميتة على مخيم زمزم المنكوب بالمجاعة بالقرب من الفاشر في منتصف أبريل  2025 .

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن شركاء الأمم المتحدة على الأرض يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة في تلك المنطقة، وحذر أيضا من ازدياد التحديات مع حلول موسم الأمطار.

 وجاء في تقرير لـ ( أوتشا)  أن  الشركاء المحليين والدوليين أقاموا  مراكز لعلاج الكوليرا، لكن الإمكانات الحالية بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية للتعامل مع تزايد عدد الحالات، و أكدت المنظمة الدولية، الحاجة الفورية لموارد إضافية، تشمل المزيد من مراكز العلاج، والمرافق الصحية المتنقلة، وسيارات الإسعاف، وأدوات إدارة النفايات.

سوء تغذية ” حاد ووخيم”

وكانت اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)  كشفت بيانات جديدة وصفتها بأنها  “مثيرة للقلق” ، عن ارتفاع كبير في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولايات دارفور الخمس بنسبة 46% خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.

ووفقا لأحدث المسوحات التي غطت الفترة حتى مايو 2025، أكدت إدخال أكثر من 40 ألف طفل لتلقي العلاج في شمال دارفور وحدها، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.

وفي 9 من أصل 13 منطقة في دارفور، تجاوز معدل سوء التغذية الحاد مستويات الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

 وقال  شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان  إن الأطفال في دارفور ( غرب السودان) “يعانون من الجوع بسبب النزاع( الحرب)، ويُحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذهم”.

نزوح 1.400 شخص وتدمير 280 منزلا

وبشأن ولاية كسلا في شرق السودان، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بنزوح أكثر من 1,400 شخص بسبب الفيضانات التي أعقبت الأمطار الغزيرة في الولاية التي تقع  شرقي السودان وتسببت في تدمير أكثر من 280 منزلا.

وقد وجدت بعثة تقييم سريع للاحتياجات أجراها مكتب (أوتشا) والشركاء في المجال الإنساني أن الأشخاص الذين عادوا إلى قراهم يضطرون للاعتماد على برك المياه المفتوحة الملوثة بالنفايات والملوثات الأخرى، لعدم توفر أي مصدر آخر للمياه الأمر الذي يزيد من مخاطر الإصابة الأمراض المنقولة بالمياه.

 ووفقا للتقرير الأممي ،  في ولاية النيل الأبيض، بدأ العديد من السكان في العودة إلى منازلهم في محلية أم رمتة، وقد وجد تقييم أجراه مكتب أوتشا والشركاء في المجال الإنساني الأسبوع الماضي أن هناك حاجة ماسة لدعم الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة. وقال إن الأمم المتحدة وشركائها يعملون على حشد الإمدادات قبل أن تقطع الأمطار سبل الوصول.

عائدون إلى الخرطوم والنيل الأزرق

و أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ” تزايد أعداد الناس العائدين إلى ولايتي الخرطوم والنيل الأزرق، حيث بدأت السلطات في استعادة الخدمات الأساسية، وعلى الحدود الشمالية للسودان، ارتفعت أعداد العائدين من مصر”.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بعودة ما يقرب من 200 ألف شخص إلى السودان حتى الآن، هذا العام، وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أنه  منذ نوفمبر من العام الماضي( 2024) عاد أكثر من 1.3 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية.

لكن المكتب الأممي  أطلق تحذيرا في هذا الشأن، ورأى “أن العائدين يواجهون تحديات خطيرة، لا سيما من التهديد الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة”، وقال:”غالبا ما تؤدي هذه الظروف إلى عودة العائلات إلى مواقع النزوح، ما يقوض استدامة هذه الجهود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *