
لندن – محمد المكي أحمد
على الرغم من أن زعيمي فرنسا والمملكة المتحدة اتفقا على عدد من ملفات التعاون الثنائي والاستراتيجي، فان دعوة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر إلى وقف الحرب الاسرائيلية على غزة ، وتاكيدهما دعم “حل الدوليتن” يُشكلان أبرز نتائج القمة الفرنسية البريطانية، في لندن، بشأن قضية الشعب الفلسطيني، باعتبارها واحدة من أهم وأسخن قضايا الساعة في العالم .
و بدا واضحا من تصريحات ما كرون وستارمر أن العلاقات بين باريس ولندن دخلت مرحلة جديدة من أبرز عناوينها تعزيز التعاون الدفاعي والأمني والتوافق بشأن كيفيات معالجة قضية المهاجرين عبر القوارب من فرنسا إلى بريطانيا ، والاتفاق على تنسيق المواقف السياسية بشأن قضايا ذات أهتمام مشترك أوروبيا ودوليا.
وجاءت دعوة الرئيس ماكرون إلى اعتراف فرنسي بريطاني مشترك بدولة فلسطين وتأكيد رئيس الوزراء البريطاني أن “السياسة الراسخة” لحزبه ( (العمال) وحكومته هي “الاعتراف بفلسطين كجزء من العملية” وقوله ” هذا هو موقفنا” لتؤكد مجددا دعم الجانبين البريطاني والفرنسي لـحل الدولتين (دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل) وأن تفاهمات تمت خلال زيارة ماكرون للندن التي استمرت ثلاثة أيام.
وبينما يؤشر هذا الموقف البريطاني الفرنسي المشترك الداعم لحل الدولتين إلى أن باريس ولندن متفقتان على دعم هذا الخيار ، لا يستبعد أن يعلن الجانبان اعترافا مشتركا بالدولة الفلسطينية في توقيت تراه لندن وباريس مناسبا ، خصوصا أن ستارمر رأى أن “التركيز الآن يجب أن ينصب على تأمين وقف إطلاق النار” كي ” يسمح للمسار السياسي بأن يحلّ مكان المعارك ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة”.
وفي هذا السياق، رأى ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع ستارمر ، في 10 يوليو 2025 ، في ختام زيارته للملكة المتحدة أن حرب غزة لا نهاية لها ، ولا أهداف استراتيجية لها ، مشددا على الحاجة لمسار سياسي يؤدي لحل الدولتين، وقال ” أؤمن بحل الدوليتن” وأكد أن هذا الحل ” سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها”.
وفي لفتة تؤشر إلى تفاهمات مع ستارمر ، أضاف الرئيس الفرنسي ” أومن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وفي كل مكان للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها الى أفق للسلام”.