
لندن- محمد المكي أحمد:
أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية القطرية اعترضت هجمة صاروخية إيرانية استهدفت قاعدة العديد الجوية، وقالت ” بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والاجراءات الاحترازية لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات”.
وأطلقت ايران اليوم 23 يونيو 2025 صواريخ بالستية على القاعدة الأميركية في قطر مع ظهور استعدادات في قاعدة أميركية في العراق، وقال مسؤول اميركي لقناة الحزيرة إن القوات الاميركية في العراق بحالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات.
وأكدت وزارة الدفاع القطرية أن ” أجواء وأراضي دولة قطر آمنة وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائما للتعامل مع أي خطر و نصح مصدر في الوزارة المواطنين والمقيمين بأخذ التوجيهات وآخر التطورات من المصادر الرسمية.
وأدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الايراني، واعتبرت أن الهجوم انتهاك صارخ لسيادة قطر ومجالها الجوي وللقانون الدولي.
وبينما قالت الدوحة أن قاعدة العديد كانت أخليت في وقت سابق وفقا للاجراءات الامنية الاحترازية، شددت على أن استمرار مثل هذه الاعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وقالت ايران أن الهجوم على قواعد أميركية في قطر والعراق جاء ضمن ما وصفته بـ ” عملية بشائر الخير”، وذكرت ان 6 صواريخ وجهت الى قاعدة العديد ، وأعلن التلفزيون الايراني أن “القوات المسلحة الايرانية بدأ ت ردا قويا على العدوان الأميركي”،وأوضحت القوات المسلحة الايرانية إن ” عملية الرد بدأت بعملية مشتركة للحرس الثوري والجيش.
قطر تغلق مجالها الجوي
وكانت قطر قررت اليوم، قبيل الهجوم الصاروخي الايراني “إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجواء الدولة”، وأعلن في الدوحة أن هذه الخطوة تجيء “في إطار حرص دولة قطر على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين “.
وذُكر أن وقف حركة الملاحة الجوية يأتي “ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استنادا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة” في اشارة ضمنية إلى تداعيات الهجوم الأميركي على ثلاث منشآت نووية إيرانية .
وقالت وزارة الخارجية في بيان بثته وكالة الأنباء القطرية ” أن الجهات الرسمية تراقب الوضع عن كثب وبشكل مستمر، وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وستوافي الرأي العام بالمعلومات المستجدة في حينها عبر القنوات الرسمية.”
وشددت على أن ” أمن وسلامة جميع الأفراد على أراضي دولة قطر تبقى أولوية قصوى، وأن الدولة لن تتوانى عن اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية في هذا الإطار”.
الوضع الأمني مستتب ولا تهديات محددة
وتزامن ايقاف الملاحة الجوية مع توضيحات حكومية ردت على ابلاغ سفارات في الدوحة لمواطنيها باتخاذ احتياطات أو تجنب بعض المواقع في قطر.
وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء،المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إن” تنويه عدد من السفارات لرعاياها باتخاذ احتياطات أو تجنب بعض المواقع في دولة قطر يأتي في إطار السياسات العامة المتبعة لدى عدد من الدول في ما يتعلق بإرشادات السفر وتحديثات الأوضاع الأمنية لرعاياها في مختلف دول العالم، ولا تعكس بالضرورة وجود تهديدات محددة.”
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء القطرية أن الوضع الأمني في الدولة مستتب، وأن الجهات المختصة تتابع الموقف عن كثب، وأنها على أهبة الاستعداد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن المواطنين والمقيمين والزوار، كما أنها ستبُقي الجمهور على اطلاع بأي مستجدات تستوجب التنبيه أو الإجراء، مؤكدا ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.”
وفي تأكيد جديد على الموقف القطري، الذي يشدد على الحوار و الحل التفاوضي ، قال إن بلاده “تواصل بذل جهود دبلوماسية حثيثة لخفض التصعيد في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، بالتواصل مع الأطراف الفاعلة والشركاء الإقليميين والدوليين”.
وكان الناطق باسم الخارجية قال بعد الهجوم الاسرائيلي على ايران، وقبل الهجمات الأميركية ، عن خطط الطوارئ ” إن دولة قطر لديها خطط طوارئ لكل السيناريوهات المحتملة في المنطقة، سواء على قطاع الطاقة أو على أمن المواطنين”، ولفت إلى أن “دولة قطر أثبتت في مختلف الأزمات الإقليمية جاهزيتها وقدرتها على الصمود في مواجهة أي أزمة.”
و رأى في وقت سابق، بعد شن اسرائيل الحرب على ايران ” أن الوضع حتى الآن لا يزال مستقرًا بالنسبة لقطاع الطاقة والملاحة في مضيق هرمز” لكنه أضاف بأنه “لا بد من التحذير من أن استمرار هذا التصعيد يمكن أن ينتج عنه خطوات غير محسوبة”.
وكانت وزارة الخارجية أهابت بالمواطنين القطريين الراغبين في السفر إلى الخارج تسجيل بياناتهم عبر تطبيق الوزارة لتسهيل التواصل معهم؛ تمهيدا لتقديم المساعدة والإرشادات اللازمة عند الضرورة.
وأكدت الوزارة في بيان “حرصها التام على سلامة المواطنين، واستعدادها الكامل لتقديم كافة التسهيلات في هذا السياق”.
الخطوط القطرية تؤكد الحرص على السلامة
وكانت الخطوط الجوية القطري شددت على أنها تركز على الحفاظ بشكل مستمر على السلامة والموثوقية والمرونة، وتتخذ الإجراءات اللازمة بشكل فوري، وذلك تعقيباً على إعلانها جدولة مواعيد رحلاتها الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد 22 يونيو 2025.
وأكدت في بيان نشرته في حسابها على منصة “إكس”، إنها تركز على الحفاظ بشكل مستمر على السلامة والموثوقية والمرونة خلال التطورات الراهنة في المنطقة، وعليه يستدعي هذا الأمر إعادة جدولة مواعيد رحلاتها الجوية لتعزيز عملية الربط الجوي في مدينة الدوحة، وقالت ” نود أن نؤكد التزامنا الراسخ تجاه أكثر من 100 ألف مسافر يسافرون معنا بشكل يومي على متن رحلاتنا”.
وتابعت: إن الخطوط الجوية القطرية تملك خبرة استثنائية ومعرفة تشغيلية واسعة فيما يتعلق بالظروف الحرجة، ومثال على ذلك جائحة كورونا حيث كنا واحدة من شركات الطيران العالمية القليلة التي واصلت الطيران خلال تلك الفترة.
وأشارت الشركة الى أنها تراقب الوضع ( في المنطقة بعد الهجوم الأميركي على ايران) وتقيمه باستمرار، وتتخذ الإجراءات اللازمة بشكل فوري لضمان مواصلة عملياتها التشغيلية في ظل أكثر الظروف أماناً، وقالت إنها ” تملك أفضل طواقم العمل التي تعمل خلف الكواليس للحفاظ على شبكة وجهاتها قوية وآمنة ولضمان بقائها شركة الطيران الموثوقة والمعتمدة لدى مسافريها”.
وعلم أن الإمارت والبحرين والكويت والعراق اغلقت المجال الجوي.