أخبار وتقاريرالسودانسوريا

مفوضية شؤون اللاجئين: سوريا تفقد لقبها والسودان يحتل الموقع

122.1 مليون نازح  في العالم.. وفي السودان  14.3 مليون نازح يمثلون ثلث إجمالي السكان

لندن: محمد المكي أحمد:

كشف  أحدث تقرير أصدرته ” مفوضية  شؤون اللاجئين” أرقاما صادمة بشأن عدد النازحين قسرا جراء الحروب والعنف والإضهاد في جميع أنحاء العالم”، إذ بلغ عددهم 122.1 مليون شخص بحلول نهاية أبريل 2025 وبزيادة عن الفترة نفسها من العام الماضي ، التي بلغ فيها العدد 120 مليونا ، و”هو ما يمثل ارتفاعا سنويا على مدى حوالي عقد من الزمن في أعداد اللاجئين وغيرهم من المجبرين على الفرار من ديارهم.”

وقال التقرير الذي صدر اليوم 12 يونيو 2025 “أن سوريا تفقد لقبها بوصفها أكبر أزمة نزوح في العالم، بعدما أحيت الإطاحة بنظام  (  بشار) الأسد أملا جديدا في عودة معظم السوريين إلى ديارهم قريبا”، و”قد أدت أكثر من عامين من الحرب الأهلية في السودان إلى تجاوزه لسوريا في أعداد النازحين ليسجل أكبر أزمة نزوح داخلي على الإطلاق. فمنذ أبريل 2022، نزح 14.3 مليون شخص ، منهم 11.6 مليون نازح داخليا.،هذا العدد يمثل ثلث إجمالي سكان السودان”.

فشل في السودان وميانمار وأوكرانيا

ووفقا لتقرير” الاتجاهات العالمية” السنوي الصادر عن مفوضية شؤون اللاجئين، فان سوريا سابقا اعتُبرت أكبر أزمة نزوح عالمية، حيث نزح 13.5 مليون شخص. لكن هذا لم يعد الحال، و في ديسمبر الماضي ( 2024) ، أحيت الإطاحة بنظام الأسد أملا جديدا في عودة معظم السوريين إلى ديارهم قريبا. وحتى مايو (2025 )، عاد نحو نصف مليون لاجئ و1.2 مليون نازح داخليا إلى مناطقهم الأصلية.

وقال التقرير”لا تزال النزاعات الكبيرة في السودان وميانمار وأوكرانيا من العوامل الرئيسية للنزوح، بالإضافة إلى الفشل المستمر في وقف القتال.

وسلًط تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الضوء على الحجم الهائل لمشكلة النتزوح في العالم  لافتا إلى  إلى حالات نزوح “مرتفعة بشكل لا يُطاق. ومع ذلك، يحمل التقرير أيضا “بصيص أمل”، على الرغم من التأثير المباشر لتخفيضات المساعدات في عواصم العالم هذا العام.

وقال  المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: “نحن نعيش في زمن يتسم بتقلبات شديدة في العلاقات الدولية، حيث تخلق الحروب الحديثة مشهدا هشا ومروعا يتسم بمعاناة إنسانية حادة”.

قصص  نزوح روتها مفوضية اللاجئين

صادقة وابنها لاجئان واجها نزوحا متكررا. فرا من ميانمار بعد مقتل زوج صادقة في عام 2024. في بنغلاديش، عاشا في مخيم للاجئين الروهينجا المسلمين، لكن المخيم كان مكتظا، مما دفعهما إلى الفرار مرة أخرى عبر قارب.

صعدت على متن القارب دون أن تعلم إلى أين يتجه. في النهاية، تم إنقاذ السفينة بعد أسابيع في البحر، والآن، تعيش هي وابنها في إندونيسيا. قالت صادقة: “نحن نبحث عن مكان يمكننا العيش فيه بسلام.”

هناك قصص لا حصر لها مثل قصة صادقة، ومع ذلك، قال غراندي إن هناك “بصيص أمل” في التقرير. هذا العام،  إذ تم إعادة توطين 188,800 لاجئ بشكل دائم في البلدان المضيفة في عام 2024، وهو أعلى رقم يتم تسجيله على مدى 40 عاما.

وأضاف: عاد 9.8 مليون شخص إلى ديارهم في عام 2024  بمن فيهم 1.6 مليون لاجئ و8.2 مليون نازح داخليا و معظمهم في أفغانستان وسوريا.

تحديات يواجهها العائدون

وجاء في التقرير الدولي أنه “عودة 8.2 مليون نازح داخلي إلى ديارهم يمثل  ثاني أكبر عدد مسجل في عام واحد” لكنه لفت إلى  استمرار التحديات التي يواجهها العائدون. على سبيل المثال، شهد العام الماضي ترحيل العديد من اللاجئين الأفغان والهايتيين من بلدانهم المضيفة.

وشدد التقرير أن العودة يجب أن تكون طوعية وأن كرامة وسلامة العائد يجب أن تُصان بمجرد وصوله إلى منطقته الأصلية، وهذا يتطلب بناء سلام طويل الأمد وتقدم أوسع في التنمية المستدامة.

وقال غراندي: “يجب أن يكون البحث عن السلام في صميم جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حلول دائمة للاجئين وغيرهم ممن أجبروا على الفرار من ديارهم.”

وأكد التقرير أن العقد الماضي شهد  تضاعف عدد الأشخاص الذين نزحوا قسرا في جميع أنحاء العالم، لكن مستويات التمويل التي تلقتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ظلت دون تغيير إلى حد كبير.

وأوضح أن هذا النقص في زيادة التمويل يعرض المجتمعات النازحة الضعيفة أصلا للخطر ويزيد من زعزعة استقرار السلام الإقليمي. وقالت المفوضية إن “الوضع لا يطاق، الأمر الذي يفاقم من حالة الضعف التي يمر بها  اللاجئون وغيرهم من الفارين من الخطر “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *