أخبار وتقاريرالسودان

تقرير رويترز: الخرطوم دمرتها الحرب ولم تعد صالحة للسكن

الجسور المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ومحطات المياه الخاوية والمستشفيات المنهوبة شاهدة على الأثر المدمر للحرب

لندن (إطلالة):  نشرت رويترز، اليوم 28  مايو 2025  تقريرا عن الأوضاع في السودان، كتبه  الزميلان  خالد عبد العزيز والطيب صديق بعنوان (الحرب تدمر البنية التحتية في السودان وتكلفة باهظة لإعادة الإعمار).

رويترز وكالة أنباء عالمية عريقة، يتسم أداء صحافييها بالمهنية العالية، والصدقية، والحرص على دقة المعلومة.

لأهمية التقرير،أنشره في موقعي الالكتروني ( إطلالة)، كي يطلع عليه قراء الموقع من السودانيين وقراء العربية.

بدأ التقرير بلفت الأنظار إلى الآثار التي تؤشر إلى حجم التدمير الذي أصاب البينية التحتية، ولفت إلى ” الجسور المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ومحطات المياه الخاوية والمستشفيات المنهوبة في جميع أنحاء السودان” .

والقى الضوء على معاناة سكان الخرطوم مشيرا إلى “انقطاع الكهرباء والمياه غير النظيفة والمستشفيات المكتظة “.

وتضمن شهادة  تقول ” إن الخرطوم لم تعد صالحة للسكن بعد أن دمرتها الحرب”.

هنا نص التقرير الذي يعكس مأساة السودانيين :

تقف الجسور المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ومحطات المياه الخاوية والمستشفيات المنهوبة في جميع أنحاء السودان شاهدة على الأثر المدمر الذي لحق بالبنية التحتية جراء حرب ممتدة منذ عامين.

وتقدر السلطات أن هناك حاجة إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار غير أن الفرص تتضاءل أمام تحقيق ذلك على المدى القصير نظرا لاستمرار القتال وهجمات الطائرات المسيرة على محطات الطاقة والسدود ومستودعات الوقود.

وفي عالم صار أكثر عزوفا عن تقديم المساعدات الخارجية، خفضت الولايات المتحدة، أكبر المانحين، مساعداتها.

يخوض الجيش السوداني حربا مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أبريل نيسان 2023 أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الألوف من الناس ونزوح نحو 13 مليونا في ما وصفته منظمات الإغاثة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويضطر سكان العاصمة الخرطوم إلى تحمل انقطاع الكهرباء والمياه غير النظيفة والمستشفيات المكتظة لأسابيع طويلة. وتعرض مطار الخرطوم أيضا للهجوم وتجثم على مدارجه بقايا طائرات محترقة.

تعرضت معظم المباني الرئيسية في وسط الخرطوم لأضرار بالغة وصارت الأحياء، التي كانت ذات يوم راقية، مدن أشباح تنتشر في شوارعها سيارات مدمرة وقذائف لم تنفجر بعد.

وقال طارق أحمد (56 عاما) إن الخرطوم لم تعد صالحة للسكن بعد أن دمرتها الحرب، وعبر عن شعوره بأنه مشرد رغم عودة الجيش للسيطرة على الوضع.

عاد أحمد إلى منزله في العاصمة لفترة قصيرة حيث وجده منهوبا ثم غادره مرة أخرى، بعد أن طرد الجيش في الآونة الأخيرة قوات الدعم السريع من الخرطوم.

ويمكن رؤية إحدى تداعيات انهيار البنية التحتية في تفشي وباء الكوليرا السريع الذي أودى بحياة 172 من أصل 2729 مصابا خلال الأسبوع الماضي وحده، معظمهم في الخرطوم.

ودمرت الحرب أنحاء أخرى من وسط وغرب السودان، ومنها منطقة دارفور، غير أن الأضرار الواسعة التي لحقت بالخرطوم ألقت بظلالها على باقي أنحاء البلاد بعد أن كانت العاصمة ذات يوم مركزا لتقديم الخدمات.

وتقدر السلطات السودانية احتياجات إعادة الإعمار بما يصل إلى 300 مليار دولار للخرطوم و700 مليار دولار لبقية السودان.

وتعكف الأمم المتحدة حاليا على إعداد تقديراتها الخاصة.

وقال وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم لرويترز إن إنتاج السودان من النفط انخفض إلى ما يزيد على النصف ليصل إلى 24 ألف برميل يوميا وتوقفت قدراته التكريرية بعد أن تعرضت مصفاة الجيلي الرئيسية لتكرير النفط لأضرار بقيمة ثلاثة مليارات دولار خلال المعارك.

وأضاف أن السودان، بدون قدرة على التكرير، يصدر كل نفطه الخام ويعتمد على الواردات في حين يبذل جهودا مضنية من أجل الحفاظ على خطوط الأنابيب التي يحتاجها جنوب السودان لصادراته.

واستهدفت طائرات مسيرة هذا الشهر مستودعات وقود ومطار بورتسودان في هجوم حمَّل السودان مسؤوليته للإمارات، وهو ما نفته الإمارات.

وقال نعيم إن جميع محطات الكهرباء في الخرطوم تعرضت للتدمير.

وأعلنت شركة كهرباء السودان في الآونة الأخيرة خطة لزيادة الإمدادات من مصر إلى شمال السودان. وكانت قد ذكرت في وقت سابق من العام أن الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة على المحطات في محيط الخرطوم تستنزف قدرتها على الحفاظ على استمرار عمل الشبكة.

‫4 تعليقات

  1. حسبي الله ونعم الوكيل ،، شكرا لهذا الجهد لتوضيح حقائق غائبة عن الإنسان و مطالبات خجولة بالعودة لمدينة مدمرة

  2. الاستاذ الجميل ود المكي. كل هذا الدمار الهائل نتاج حرب بين أبناء الوطن الواحد. اهدرت دماء شباب سودانيين. سوا اكانوا من الجيش او الدعم السريع. هناك من يضحك علينا في الخفاء ويقول في نفسه دعهم يتقاتلون. فهذه أمة إن صحيت يمكنها قيادة العالمين العربي والافريقي. لا نريد لهذه الأمة ان تنهض. والله إن عاد بنا الزمن للوراء لنبذ الجميع كلمة حرب ووضعوا السودان نصب أعينهم، وننطلق. كل اختلافاتنا السياسية كانت مدمرة ولم تكن لمصلحة الشعب. ومازلنا لم نستوعب الدروس. وبدلا من أن يكون تنوعنا اثنيا وثقافيا واجتماعيا مصدر قوتنا بكل أسف أصبح مصدر شتات كان يمكن لجمه. وإذا لم نصلح ما بأنفسنا فلن يستقيم الطريق ولن نلتمس الإرادة الصادقة ولن نتدوق حب الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *