
محمد المكي أحمد:
أكدت المنظمة الدولية للهجرة إن تفاقم انعدام الأمن في ولاية غرب كردفان أجبر ما يقرب من 47,000 رجل وامرأة وطفل على مغادرة مدينتي الخوي والنهود هذا الشهر ( مايو 2025) وأن العديد من هؤلاء الأشخاص نزحوا داخليا بالفعل، وهم الآن مجبرون على النزوح للمرة الثانية.
وتزامن كشف عدد النازحين في غرب كردفان مع تصريح أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم 22 مايو 2025 ، إذ أكد أن تصاعد القتال في مناطق مختلفة، في جميع أنحاء السودان ، يدفع المدنيين إلى ترك منازلهم واللوذ بالملاجئ.
6 آلاف نازح من ابو شوك والفاشر
وبشأن ولاية شمال دارفور، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة إن حوالي 1,000 شخص نزحوا من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر خلال الأسبوع الماضي وحده بسبب انعدام الأمن، ولجأ معظم هؤلاء الأشخاص إلى مناطق أخرى من محلية الفاشر بحثا عن الأمان، بينما فر آخرون إلى الطويلة.
وأفادت المنظمة بأن إجمالي عدد النازحين من أبو شوك والفاشر بلغ هذا الشهر 6000 شخص، وتشير التقديرات إلى أن ولاية شمال دارفور تستضيف أكثر من 1.7 مليون نازح.
وذكَّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه وشركاءه عززوا حجم المساعدات في الطويلة خلال الأسابيع الأخيرة، كما لفت إلى إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وأعرب كذلك عن القلق إزاء زيادة حالات الكوليرا في بعض المناطق بولاية الخرطوم.
وأضاف أن الوضع في الخرطوم نفسها يتفاقم بسبب انقطاع التيار الكهربائي شبه الكامل خلال الأسبوع الماضي، والذي أفادت تقارير بأنه ناجم عن هجمات بطائرات مسيرة على البنية التحتية الحيوية للطاقة.
وقال إن الهجمات أدت أيضا إلى تعطيل الوصول إلى المياه والرعاية الصحية بشدة، بما في ذلك في المستشفيات حيث تشتد الحاجة إليها.
ونبه مكتب أوتشا إلى أن السكان يلجؤون إلى مصادر مياه غير آمنة، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه.
وصول لاجئين من جنوب السودان
وقال مكتب أوتشا إن الاحتياجات في ولاية النيل الأبيض، تتزايد مع وصول مزيد من الأشخاص من جنوب السودان المجاور، هربا من انعدام الأمن وتدهور الأوضاع هناك.
وعُلم أنه على مدار الأسابيع الستة الماضية، عبر أكثر من 25,000 لاجئ من جنوب السودان، معظمهم من النساء والأطفال، إلى النيل الأبيض بحثا عن الأمان، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بناء على معلومات وردت من الحكومة هناك.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه رغم أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة المحتاجين، فإن هناك حاجة ملحة لمزيد من الوصول والتمويل المرن.
وبشأن التمويل أكد أنه حتى الآن، لم يتم تلقي سوى 552 مليون دولار أمريكي من التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام. وهذا يمثل ما يزيد قليلا عن 13 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب والبالغ 4.2 مليار دولار أمريكي.