
محمد المكي أحمد:
دعت القمة العربية التي عقدت في العراق اليوم، 17 مايو 2025 إلى ” بحث امكانية الدعوة لاستئناف مسار جده 3 ( منبر جدة) للتوصل إلى الحلول السلمية المستدامة ” في السودان. و دعت مجموعة الاتصال العربية المُشكًلة من وزراء خارجية جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية ، والأمين العام للجامعة العربية إلى مواصلة جهودهم ومساعيهم الحميدة، بغية التوصل إلى حلول تلبي التطلعات السودانية في الاستقرار والتنمية”.
ويشكل هذا الموقف العربي دعما لجهود السعودية، التي تسعى لوقف الحرب واحلال السلام في السودان، ويأتي هذا الدعم العربي لمسار جدة بعد دعم خليجي وأميركي تعزز في محادثات الرئيس الاميركي دونالد ترمب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض ، وأيضا في القمة الخليجية الأميركية التي شهدتها السعودية في 14 مايو 2025.
السعودية تدعو لوقف كامل لاطلاق النار
وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير ، في كلمة بلاده في القمة العربية ،إن ” المملكة مستمرة في عملها الدؤوب تجاه الأشقاء في جمهورية السودان”، وشدد على “أهمية مواصلة الحوار بين أطراف النزاع وصولًا إلى وقف كامل لإطلاق النار وإنهاء الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والمحافظة على سيادة السودان ووحدته واستقراره وسلامة مؤسساته”.
و أكد “إعلان بغداد” الصادر عن القمة العربية الـ 34 ، والقمة التنموية، الاقتصادية والإجتماعية بدورتها الخامسة ” التضامن مع جمهورية السودان وشعبه الشقيق في سعيه لتأمين مقدراته، وحماية أرضه وبنيته التحتية، والحفاظ على استقلاله ووحدة أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه، وتعزيز جهوده في الحفاظ على مؤسساته الوطنية، والحيلولة دون انهيارها عن طريق تشكيل حكومة مدنية مستقلة ومنتخبة”.
ودعت قمة بغداد “الدول الأعضاء والمنظمات العربية ذات الصلة إلى تقديم الدعم الانساني العاجل إلى السودان وشعبه ، وإعادة تأهيل المرافق المتضررة، وإلى زيادة الاستجابة اقليميا ودوليا، بما يعزز صمود السودان في مواجهة اي تهديدات لوحدته، وتجاوز الآثار الكارثية التي يعيشها الشعب السوداني الشقيق”.
تجديد الدعوة لـ” حل الدولتين”
وركزت القمة العربية على قضايا عربية في صدارتها الوضع في غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني، و طالبت بوقف فوري للحرب الاسرائيلية في غزة، وأكدت الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وأدانت سياسات التجويع والأرض المحروقة التي تمارسها سلطات الاحتلال .
ورأت أن تلك السياسات تهدف لاجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه، ودعت إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وجددت الموقف العربي الداعم لـ” حل الدولتين” ( دولة فلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل).
وأكد إعلان بغداد على أن “الخيار الديمقراطي والاحتكام إلى صندوق الاقتراع هما الطريق الوحيد لاحترام إرادة الشعب، لاختيار من يُمثّله عبر انتخابات عامة رئاسية وتشريعية تُجرى في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
يُشار إلى أن العراق نجح في تنظيم القمة العربية، ونوه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري بـ “نجاح الأجهزة الأمنية في تأمين أجواء القمة العربية” وأعتبر ذلك “مفخرة للوزارة”،وفقا لوكالة الأنباء العراقية.
ولفت الى ” أن الجهود التي بذلت تليق بحجم حدث لا يتكرر إلا كل 10-15 عامًا” وقال إن “العمل كان دقيقًا ومميزًا في تأمين الحماية والحركة للقادة والوفود العربية، وجاء كحرص وشعور عالٍ بالمسؤولية من قبل قوات وزارة الداخلية”.