
محمد المكي أحمد:
في إطار أول حدث من نوعه منذ العام 2021 ،أطلقت لندن سلسلة مواقف ورسائل بشأن القضية الفلسطينية، وتزامنت مع ” أول لقاء يجريه رئيس الحكومة كير ستار مع “رئيس وزراء السلطة الفلسطينية” محمد مصطفي ، الذي يزور لندن اليوم في أول ” زيارة رسمية من نوعها منذ سنوات .
ويأتي في صدارة أهم المواقف التي أعلنتها لندن مجددا اليوم ” التزام المملكة المتحدة بحل الدولتين (دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية) باعتباره أفضل خيار لتتمكن إسرائيل من أن تعيش بأمان وأمن إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقادرة على البقاء” .
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، تلقيت نسخة منه، أن “المملكة المتحدة والسلطة الفلسطينية “ستتفقان خلال زيارة رئيس وزراء السلطة الفلسطينية على مقاربة مشتركة بشأن مستقبل غزة، استنادا إلى مبادرات الدول العربية وبقيادة فلسطينية”.
و عن الرهائن وحركة ” حماس” أضافت أن ” المملكة المتحدة سوف تؤكد بوضوح بأن يجب على (حماس) الإفراج فورا عن الرهائن والتخلي عن سيطرتها على غزة”.
وأوضحت لندن أن وزير الخارجية ديفيد لامي ورئيس الوزراء مصطفى “سيوقعان مذكرة تفاهم بشأن ضمان التزامهما بإحراز تقدم تجاه قيام الدولة الفلسطينية في سياق حل الدولتين، وتشدد المذكرة على مكانة السلطة الفلسطينية بأنها السلطة الشرعية الوحيدة الحاكمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وتؤكد مذكرة التفاهم على ” توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة السلطة الفلسطينية”،كما “تؤكد أيضا التزام السلطة الفلسطينية بتطبيق برنامجها للإصلاح باعتبار ذلك أولوية.”
وعلم أن “مذكرة التفاهم تضع إطارا جديدا للتعاون البريطاني-الفلسطيني، يؤكد التزام الطرفين بحل الدولتين، والسعي إلى مزيد من التعاون في مجالات من بينها التنمية الاقتصادية والتجارة والأمن”.
وتتضمن مذكرة التفاهم ” دعم حل الدولتين للمساعدة في إحلال السلام والأمن على المدى الطويل في الشرق الأوسط، وإعلان تقديم تمويل بريطاني جديد لدعم الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمساعدة في برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية.”
وقالت الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة ستقدم حزمة من الدعم للأراضي الفلسطينية المحتلة تبلغ 101 مليون جنيه إسترليني، وهي مخصصة للمساعدات الإنسانية، والدعم لتطوير الاقتصاد الفلسطيني، وتعزيز حوكمة وإصلاح السلطة الفلسطينية.
وسيخصص التمويل المعلن عنه لسنة واحدة (السنة المالية 2025/2026)، وأن “أي إنفاق مستقبلا سوف يكون رهنا بمراجعة الإنفاق المستمرة”.
ورأت الحكومة البريطانية أن دعوتها “رئيس وزراء السلطة الفلسطينية” لزيارة لندن” تمثل دعم المملكة الراسخ للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، في هذا الوقت الحرج في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية”.
وشددت على أن” تعزيز الشراكة البريطانية – الفلسطينية يمثل عنصرا أساسيا في خطة الحكومة البريطانية لأجل التغيير، في سعيها لدعم السلام والاستقرار للمدى الطويل في الشرق الأوسط ، ومن خلال العمل بشكل وثيق أكثر مع السلطة الفلسطينية” .
ووصف وزير الخارجية، ديفيد لامي زيارة محمد مصطفي ” بأنها ” خطوة كبيرة في تعزيز علاقاتنا مع السلطة الفلسطينية ، التي هي شريك أساسي لأجل إحلال السلام في الشرق الأوسط ، في وقت حرج”.
وقال إن “موقف المملكة المتحدة واضح، لا يمكن أن يكون لحماس دور في مستقبل غزة، وبأننا ملتزمون بالعمل مع السلطة الفلسطينية باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد الحاكم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.”
وشدد لامي “لن نتخلى عن السعي إلى حل الدولتين، ليتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا إلى جنب بسلام وكرامة وأمن، وإنني أؤكد التزام المملكة المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كمساهمة في تلك العملية، في الوقت الذي يكون لذلك الاعتراف أكبر أثر”.
وذُكر أن رئيس الوزراء الفلسطيني سيشرح برنامج السلطة الفلسطينية للإصلاح، الذي يركز على تعزيز الاستدامة المالية، وتعزيز الشفافية الحكومية، وتحسين تقديم الخدمات للمواطنين الفلسطينيين.
يُشار إلى أن أخر زيارة لرئيس وزراء فلسطيني سابق أجراها محمد شتيه في العام 2021 ، لحضور مؤتمر الدول الأطراف (كوب 26.)