أخبار وتقاريرأميركاالسودانبريطانيا و أوروبا

تورك يدعو للمساءلة في السودان ووقف تدفق السلاح ويندد بالعنف الجنسي

قتل صحافيين وحقوقيين .. و"طرفا الحرب" فشلا في احترام القانون الدولي الإنساني

محمد المكي أحمد:

كشف تقرير سيتم تقديمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع  للامم المتحدة في 27 فبراير 2025 معلومات  إضافية عن نوع وحجم الانتهاكات الصارخة التي  ارتكبها ” طرفا ” الحرب في السودان ( الجيش والدعم السريع).

وفي هذا السياق دعا  مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى بذل جهد دولي أوسع نحو المُساءلة في السودان، مشيرا إلى الانتهاكات الحقوقية تشمل الإعدام باجراءات موجزة والعنف الجنسي، وانتهاكات أخرى .

وأكد  ” الفشل التام لطرفي الحرب ( الجيش والدعم السريع)   في احترام قواعد ومباديء القانون الدولي الإنساني”.

وجاء في  تقرير أعدته مفوضية حقوق الإنسان، وجرى  كشف أهم مضامينه، اليوم، 18 فبراير 2024 “، ونشره ” موقع أخبار الأمم المتحدة” أن ترسخ حالة الإفلات من العقاب أدى إلى تأجيج الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان مع اتّساع رقعة القتال إلى أجزاء أخرى من البلاد وانخراط جهات مسلحة إضافية، داعيا إلى بذل جهد دولي أوسع نحو المساءلة ووقف تدفُق الأسلحة.”

واكدت المفوضية أن  التقرير وثًق  الهجمات على المناطق المكتظة بالسكان ومخيمات النازحين والمرافق الصحية والأسواق والمدارس. ووثـق تنفيذ إعدامات بإجراءات موجزة ذات دوافع عرقية، كما وثّق نمطا متواصلا للهجمات على المرافق الصحية.

جرائم حرب

أوضحت أنه في الفترة من 9 مايو إلى 23 يونيو 2024، وثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تسع هجمات استهدفت المرافق الصحية في مدينة الفاشر، نُسبت معظمها إلى قوات الدعم السريع.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الهجمات المستمرة والمتعمدة على المدنيين والأعيان المدنية، فضلا عن عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات والتجاوزات، “تؤكد الفشل التام لطرفي النزاع في احترام قواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

ولفت المفوض السامي إلى أن “بعض هذه الأفعال قد ترقى إلى جرائم حرب، ويجب التحقيق فيها بشكل فوري ومستقل، بهدف تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”.

وشدد التقرير  على الحاجة لإجراء مزيد من التحقيقات لتحديد ما إذا كان قد تم ارتكاب جرائم دولية جسيمة أخرى، بما في ذلك الجرائم الفظيعة، وأوصى بأنه ينبغي على المجتمع الدولي، من ضمن تدابير أخرى، توسيع نطاق حظر الأسلحة وامتداد الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية – وهما يقتصران حاليا على إقليم دارفور فقط – لتشمل كامل السودان.

العنف الجنسي

أفاد التقرير بتوثيق حوالي 120 حادثة عنف جنسي متصلة بالنزاع في الفترة بين أبريل 2023 نوفمبر 2024، شملت ما لا يقل عن 203 ضحايا، من بينهم 162 امرأة و36 فتاة.

وقال التقرير “يبدو أن تقارير العنف الجنسي تتبع نمطا جغرافيا مع انتشار القتال في مختلف أرجاء البلاد وتعدد جهات فاعلة يُزعم ارتكابها لهذه الانتهاكات، مما يوضح استخدام العنف الجنسي بشكل ثابت.

 وأشار التقرير إلى أن “النقص الشديد في الإبلاغ عن هذه الحالات يرجع بشكل كبير إلى وصمة العار والخوف من الانتقام وانهيار المؤسسات الطبية والقضائية”.

وقال تورك: “الاستخدام المستمر للعنف الجنسي كسلاح حرب في السودان أمر مروع للغاية. ويجب على الأطراف كافة اتخاذ خطوات عاجلة لوضع حد لذلك، ومحاسبة المسؤولين عنها وتوفير سبل الإنصاف للناجين”.

وأورد التقرير تفاصيل بشأن حالات الاختفاء واسعة النطاق وحالات القمع العامة للفضاء المدني، بما فيها قتل الصحافيين والاعتداءات على المدافعين عن حقوق الإنسان. حيث قُتل ما لا يقل عن 12 صحافيا، اثنان منهم أثناء الاحتجاز، واعتقل 31 آخرون تعسفيا، بينهم أربع نساء.

مقتل آلاف المدنيين 

ووثق مكتب حقوق الإنسان مقتل أكثر من 4,200 مدنيا في سياق الأعمال العدائية خلال العام الماضي. ومن المرجح أن يكون العدد الإجمالي للضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير، نظرا للتحديات الكبيرة المتعلقة بالأمن والوصول والاتصالات.

وأضاف التقرير أنه “في حادثتين من بين الأكثر دموية، قُتل ما لا يقل عن 141 مدنيا وجُرح أكثر من 200 آخرين عندما هاجمت قوات الدعم السريع قريتي السريحة وأزرق في ولاية الجزيرة في 25 أكتوبر 2024. وفي 4 أكتوبر 2024، قُتـل ما لا يقل عن 50 مدنيا وجُرح ما لا يقل عن 150 آخرون في غارة جوية يُشتبه في أن القوات المسلحة السودانية شنتها على سوق للماشية في الفاشر، شمال دارفور”.

وقال فولكر تور “مع احتدام حدة القتال للسيطرة على الخرطوم والفاشر، ما زلت أشعر بقلق بالغ بشأن حماية المدنيين، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى فئات تعرضت للتمييز المستمر”.

وشدد المفوض السامي على أن المساءلة، بغض النظر عن رتب الجناة وانتماءاتهم، أمر بالغ الأهمية لكسر دائرة العنف والإفلات من العقاب المتكررة في السودان.

وذُكر أن التقرير سيقدم  إلى مجلس حقوق الإنسان في 27 فبراير 2025.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *