محمد المكي أحمد
أطلق دونالد ترامب في خطاب القسم، بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، اليوم 20 يناير 2025 سلسلة مواقف ستُحدث هزة كبيرة على مستوى العالم، رغم أنه استهل خطابه بالتركيز على سياساته الداخلية، التي تهدف إلى “بدء عهد جديد للولايات المتحدة” يحقق للمواطن الأميركي ” العدالة والمساواة”، ويحقق شعاره المفضل ” أميركا أولا”.
وتعهد الرئيس الأميركي الـ 47 في احتفال أقيم في الكابيتول ( مبنى الكونغرس) أن يضع نهاية للحروب ، وقال “ستُوقف قوتنا الحروب، وتجلب روحا جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضبا وعنيفا، وغير قابل للتبؤء تماما” وقال إن القوات المسلحة ستركز على مهمتها الوحيدة وهي الحاق الهزيمة بأعداء أميركا.
وفي إعلان لافت، أضاف ” أريد أن يكون إرثي أنني صانع سلام ” مشيرا إلى دوره في إطلاق الرهائن في الشرق الأوسط قبل يوم واحد من تسلمه مسؤولياته الرئاسية، وقال إن الرهائن عادوا إلى عائلاتهم ومنازلهم.
وتؤشر تأكيدات ترامب بشأن سعيه لوقف الحروب وتحقيق السلام إلى أن مناطق الحروب والتوتر في العالم ستحظى باهتمامه ، ويُتوقع أن يضع ملف الحرب في السودان ومعاناة السودانيين المتفاقمة في ملف أولوياته ، وُيتوقع أن تشكل قضية الشعب الفلسطيني العادلة وحريته اختبارا لصدقيته، ومدى تمسكه بقيم العدالة التي تحدث عنها في خطاب التنصيب.
وأعلن ترامب سلسلة مواقف ستسبب قلقا في عدد من الدول ،وبينها دول أوروبية، وأخرى تُصدر منتجاتها إلى أميركا، إذ قال ” سنفرض تعريفة جمركية وضرائب على منتجات الدول الأجنبية” و”سنستعيد قناة بنما” و” سنرفع العلم الأميركي على كوكب المريخ” كما سُيغير اسم خليج المكسيك ليكون خليج أميركا، وأعلن أن واشنطن ستنسحب من اتفاق باريس للمناخ، و أنه سيعلن “حالة طواريء خاصة بالوقود، وسنمتلك أكبر قدر من النفط والغاز وسنخفض الأسعار وسنُصًدر طاقتنا للعالم”.
وبشأن سياسته الخاصة بالمهاجرين، أكد أنه سيُعيد ملايين “المجرمين” الذين “دخلوا أميركا بطريقة غير قانونية” إلى الأماكن التي قدموا منها ،وأن حكومته ستتعامل مع المتسللين باعتبارهم إرهابيون.
وكان ترامب استهل خطابه بالتركيز على شؤون البيت الأميركي وقضايا المواطنين، وأكد أنه سيركز في سياساته على ” أميركا أولا” وهي السياسة التي رفع شعارها في دورة رئاسية سابقة، واعتبر أن يوم تنصيبه هو ” يوم للتحرير” ، وأن الانتخابات التي جاءت به إلى البيت الأبيض لأربع سنوات مقبلة هي الأعظم في تاريخ أميركا.
ووجه انتقادات لحكومة الرئيس السابق جو بايدن، وقال إنها فشلت في الدفاع عن الحدود والمواطنين، وقال” الآن لدينا حكومة تستطيع مواجهة الأزمة في بلادنا ، مشيرا إلى الوضع الصحي والنظام التعليمي، وشدد ” من هذه اللحظة ( لحظة تنصيبه) فان الانهيار الأميركي قد انتهي”، ولفت إلى محاولة اغتياله خلال الحملة الانتخابية، ورأى أن ” الله أنقذني لأجعل أميركا عظيمة”.
وخص السود الأميركيين بالتحية، إذ قال إن الأميركيين السود ومن أصول آسيوية ولاتينية صوتوا دعما له في الانتخابات الرئاسية، ووجه لهم الشكر ” على ثقتهم”، وأكد أن ” أولويتنا أن تكون أمتنا مزدهرة وحرة” و” سنستعيد العدالة والمساواة والقضاء العادل”.
وقرر في خطوة لافتة تُناقض سياسة سلفه جو بايدين أن سياسة حكومته تقر وجود جنسين فقط ، ذكر وأنثى .
واتسم انتقال السلطة من جو بايدين إلى دونالد ترامب، في مُناخ شديد البرودة، بسلاسة ودقة تُعبر عن عراقة المؤسسية في بلد يمثل قلعة للديمقراطية والحرية والقضاء المستقل.
وشكًل حضور بايدين ونائبته كامالا هاريس ورؤساء سابقين ، وهم بوش وكلينتون وأوباما مشهدا تميزت به عملية الانتقال الديمقراطي السلمي للسلطة في أميركا، كما حضر حفل التنصيب رئيس وقضاة المحكمة العليا وعدد من الشخصيات من الجنسين، و أسرة ترامب.
هنا رابط مقالي في ٦ نوفمبر في ٢٠٢٤ بعنوان ( الفيل يضرب حلفاء ومنافسين ومغلوبين على أمرهم)