
محمد المكي أحمد
في حدث تاريخي يُجدد التأكيد على فاعلية السياسة والدبلوماسية القطرية، بالتعاون الوثيق مع مصر وأميركا، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي في الدوحة مساء اليوم ١٥ يناير ٢٠٢٥، نجاح الوساطة في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة.
وقال إن تنفيذ الاتفاق سيبدأ يوم الأحد المقبل ١٩ يناير ٢٠٢٥، ونوه بدور مصر وأميركا في التوصل لهذا الاتفاق بين إسرائيل وحركة( حماس) مؤكدا أن ( مصر وأميركا ساعدتا قطر للوصول إلى هذه اللحظة).
ووفقا للاتفاق تشمل المرحلة الأولى خمس خطوات هي وقف إطلاق النار، انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، عودة النازحين، دخول المساعدات الإنسانية ، وتبادل الأسرى .
وأوضح الشيخ محمد، الذي بدا مرتاحا لنجاح بلاده في بلورة اتفاق لوقف شلال الدم في غزة أن ( حماس) ستطلق سراح 33 رهينة مقابل اطلاق سراح فلسطينين، وان الوساطة ستضع آلية لمتابعة تنفيذ الاتفاق، مشددا على ان ضمانة التنفيذ تكمن في التزام طرفي الاتفاق وفي جهود الوساطة، وأكد أن تنفيذ الاتفاق سيتم في مراحل، وأن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة للاتفاق ستُعلن بعد الانتهاء من المرحلة الأولى .
من جهته نوه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن في بيان تلفزيوني بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ولوحظ أنه تحدث في مؤتمر صحافي عن الاتفاق فور انتهاء المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء القطري.
ويبدو أن هذه الخطوة الأميركية تجيء في إطار التقدير الأميركي لدور الدوحة في هذا الشأن، وحرص واشنطن على أن تُعلن الدوحة أولا التوصل لاتفاق.
يُشار إلى أن قطر شهدت مفاوضات صعبة ، لكنها تكللت بالنجاح الباهر، لأن الاتفاق سيوقف – إذا تم الالتزام به – شلال الدم في غزة، وسيُفرج عن رهائن وأسرى من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، كما سيفتح هذا الاتفاق التاريخي أبواب الإغاثة الانسانية لسكان غزة الذين يعانون من أزمة غذاء طاحنة، وانعدام الدواء وكل مقومات الحياة .
وبدا لافتا في هذا السياق أن تنفيذ الاتفاق يبدأ الأحد ١٩ يناير الجاري عشية دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يوم الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥.
وقال ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن ما كان سيتحقق من دون انتصاره (التاريخي)، وكان أطلق تحذيرات وتهديدات تحدثت عن ” حجيم” قادم و” مشكلات كبيرة” في حال عدم التوصل إلى اتفاق يضمن اطلاق الرهائن، وبينهم أميركيون، وقد طرح عنوان فلسفته لتحقيق ( السلام) في العالم خلال فترة رئاسته ، وهي تستند إلى استخدام (القوة) لكن لم تتضح ملامحها وكيفيات استخدامها .
وبقدر ما يُشكل اتفاق وقف الحرب في غزة وإطلاق سراح رهائن واسرى اسرائيليين وفلسطينيين انتصارا للدبلوماسية القطرية والمصرية والاميركية، فان هذا الانجاز الكبير هو أول انتصار لترامب ، قبل أن يجلس مجددا على كرسي الرئيس في البيت الأبيض، على رغم أن بايدين هو صاحب المبادرة الأولى في هذا الشأن.
وتزامن هذا التطور الايجابي الذي أعلنته الدوحة مع تشديد قطري على عدالة القضية الفلسطينية، وضرورة حلها حلا عادلا، إذ اعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن (أمله أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلاً عادلاً وفق قرارات الشرعية الدولية).
ووصف تميم عبر حسابه في منصة ” اكس” ( الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول لهذا الاتفاق) بأنه ( واجبنا الإنساني قبل السياسي، ونشكر جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية على جهودهما المقدرة).
اجراءات وآليات تنفيذ
أعلنت في الدوحة اجراءات وآليات تنفيذ تبادل الرهائن وعودة الهدوء، وهي:
1- الاستعدادات للمرحلة الثانية:
إن هدف الطرفين والوسطاء هو للوصول إلى توافق نهائي لتنفيذ اتفاق 27 مايو 2024 لتبادل الرهائن والمسجونين والعودة للهدوء المستدام بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار بين الطرفين. إن جميع الإجراءات في المرحلة الأولى ستستمر في المرحلة الثانية ما دامت المفاوضات بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية مستمرة، والضامنون لهذا الاتفاق سيعملون على ضمان استمرار المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق.
2- انسحاب القوات الإسرائيلية:
انسحاب القوات الإسرائيلية شرقا من المناطق المكتظة بالسكان على طول حدود قطاع غزة، بما يشمل وادي غزة (محور نتساريم ودوار الكويت). القوات الإسرائيلية ستعيد انتشارها في محيط (700) متر باستثناء 5 نقاط محددة والتي ستزيد بما لا يزيد عن (400) متر إضافية والتي سيحددها الجانب الإسرائيلي، جنوب وغرب الحدود ويكون ذلك على أساس الخرائط المتفق عليها بين الجانبين والتي سترفق بالاتفاق.
3- تبادل الأسرى:
أ- الرهائن الـ 9 من المرضى والجرحى من قائمة الـ 33 سيتم إطلاق سراحهم بمقابل إطلاق سراح 110 سجناء فلسطينيين من المحكومين بالمؤبد.
ب- ستطلق إسرائيل سراح 1000 معتقل من غزة من الذين اعتقلوا من 8 أكتوبر 2023 والذين لم يكونوا مشاركين في أحداث 7 أكتوبر 2023.
ج- فئة كبار السن (الرجال فوق الـ 50) من قائمة الـ 33 سيتم إطلاق سراحهم بموجب مفتاح 1: 3 محكومين بالمؤبد +1: 27 محكومين بأحكام أخرى.
د- ابرا منغستو وهشام السيد – سيتم إطلاق سراحهما وفقا لمفتاح تبادل 1: 30 بالإضافة إلى الـ 47 سجينا، شاليط.
هـ- سيتم إطلاق سراح عدد من المسجونين الفلسطينيين في الخارج أو في غزة بناء على القوائم المتفق عليها بين الطرفين.
4- محور فيلادلفي:
أ- يقوم الجانب الإسرائيلي بخفض القوات تدريجيا في منطقة الممر خلال المرحلة الأولى، وفقا للخرائط المتفق عليها والاتفاق بين الجانبين.
ب- بعد إطلاق سراح آخر رهينة من المرحلة الأولى، في اليوم 42، تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابها وتستكمله بما لا يتجاوز اليوم 50.
5- معبر رفح:
أ- سيكون معبر رفح جاهزا لنقل المدنيين والجرحى بعد إطلاق سراح جميع النساء (المدنيات والمجندات). ستعمل إسرائيل على تجهيز المعبر فور توقيع الاتفاق.
ب- تعيد القوات الإسرائيلية انتشارها حول معبر رفح وفقا للخرائط المرفقة.
ج- سيسمح بعبور 50 فردا من العسكريين الجرحى يوميا برفقة (3) أفراد. ويتطلب كل من هؤلاء الأفراد الحصول على موافقة إسرائيل ومصر.
د- سيتم تشعيل المعبر استنادا إلى مشاورات أغسطس 2024 مع مصر.
6- خروج المرضى والجرحى المدنيين:
أ- يسمح لجميع المدنيين الفلسطينيين المرضى والجرحى بالعبور عبر معبر رفح، وفقا للبند 12 من اتفاق 27 مايو 2024.
7- عودة النازحين داخليا دون حملهم للسلاح (محور نستاريم):
أ- العودة متفق عليها على أساس اتفاق 27 مايو 2024، المادة 3- أ و3- ب.
ب- في اليوم السابع، سيسمح للنازحين داخليا المشاة بالعودة شمالا، دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد. وفي اليوم 22، سيسمح لهم بالعودة شمالا من شارع صلاح الدين أيضا، دون تفتيش.
ج- في اليوم 7 سيتم السماح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات من قبل شركة خاصة يتم تحديدها من قبل الوسطاء بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وبناء على آلية متفق عليها.
8- بروتوكول المساعدات الإنسانية:
أ- الإجراءات ذات الصلة بالمساعدات الإنسانية وفقا للاتفاق سيتم تنفيذها استنادا للبرتوكول الإنساني الذي تم الاتفاق عليه تحت إشراف الوسطاء.
تستحق قطر ان يكون لها الشرف دوما فى نجاح الواسطات التى تقوم بها دائما لما تتمتع به من صدق النوايا لا لمكاسب او مطامع .. شكرا سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى وقف هذا النزيف الدموى للشعب الفلسطيني .. شكرا للشعب القطرى الكريم المضياف ودعواتنا بالتقدم والازدهار لهذه الدولة الصغيرة مساحة والكبيرة شأنا .