أخبار وتقاريرالسودانبريطانيا و أوروبا

ماذا قالت بريطانيا عن المجاعة بالسودان و”التحرك الجريء” ؟

محمد المكي أحمد:

فيما تنفي أصوات سودانية مؤيدة للحرب وجود مجاعة ,  عقد مجلس الأمن الدولي جلسة  اليوم 6 يناير 2025 عن ” الأوضاع الانسانية في السودان” و أكدت  المداولات أن 17 منطقة في السودان تواجه خطر المجاعة.

وأكدت مداولات مجلس الأمن الذي انعقد بمبادرة قادتها المملكة المتحدة بالتعاون مع غيانا وسلوفينيا  أن أكثر من 24.6 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد ( مجاعة).

السفير جيمس كاريوكي نائب المندوب  البريطاني الدائم  في مجلس الأمن، و الذي تُولي بلاده من خلال تحركاتها الدولية اهتماما متزايدا بالوضع الماساوي في السودان، أعرب عن انزعاج لندن مما جاء في  تقرير أعدته  ” لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”.

 وأكدت بريطانيا على لسان ممثلها في الاجتماع  أن ” المجاعة تنتشر بسرعة في السودان” وأضافت “هناك حاجة إلى اتخاذ اجراءات عاجلة  الآن، أو ستزهق المزيد من الأرواح”، ونددت لندن  بـ” نفي السلطات السودانية  انتشار عدم الأمن الغذائي ” ودعت  إلى ” التعاون الكامل مع الاستجابة الانسانية ” الدولية.

وفي اشارة لافتة  جددت بريطانيا  الدعوة  إلى “تحرك دولي جريء، بما في ذلك الأمم المتحدة،  لمعالجة الأزمة الانسانية” في السودان، كما رحبت بما قامت به ” القوات المسلحة السودانية بشأن انشاء مراكز للامدادات الانسانية وتمديد تصاريح  لعبور معبر أدري”.

لخصت بريطانيا موقفها بالتشديد على  أنه ” يجب في العام 2025  أن يعمل  مجلس الأمن والمجتمع الدولي معا، لوضع حد لهذه الحقبة المظلمة  في السودان، وشق طريق  نحو سلام دائم”.

أميركا: أولوية للمساعدات الانسانية 

مندوبة أميركا السفيرة ليندا توماس غرينفيلد وصفت  الوضع في السودان بانه (قاتم ) وقالت إن ” قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية ارتكبت جرائم حرب”  و” أننا سنكافح الاختراقات ونسعى للمساءلة” مع “إعطاء أولوية للمساعدات الإنسانية” ورحبت مندوبة واشنطن بمشاركة مندوبي مصر والسودان في الاجتماع.

 ودعت دول عدة إلى ” وقف فوري لاطلاق النار من دون شروط” وأكدت أن ” لا حل عسكريا ” للصراع في السودان، كما تم التشديد على أهمية حماية المدنيين، وجرى التأكيد على أن السودان يشهد أكبر أزمة انسانية في العالم، وأن  البلد الذي يمثل ” سلة الغذاء العالمي” تحول إلى” أكبر أزمة جوع” بسبب الحرب .

وفيما تم التأكيد على أن نصف سكان السودان يواجهون خطر الجوع ، كشفت المداولات أن” 16 مليون طفل سوداني سيتعرض مستقبلهم للخطر”و تم الترحيب بخطوات “الحكومة”  التي ادت إلى فتح المزيد من نقاط العبور للمساعدات الانسانية.

وحض ممثلو دول  عدة ” الأطراف المتناحرة” على الالتزام بتعهدات إعلان جدة، و دان بعض المتحدثين ” التدخل الخارجي” في الصراع السوداني، وشكلت قضية حماية المدنيين قاسما مشتركا بين ممثلي الدول، كما تم التنديد  بـ “استخدام المجاعة سلاحا في الحرب”.

غوتيرش والتدهور الغذائي

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش  أعرب  في 24 ديسمبر 2024  عن “القلق إزاء تدهور حالة الأمن الغذائي بسرعة في السودان”، مشيرا إلى  ” استمرار تدهور القدرة على الوصول إلى الغذاء والتغذية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي

ووفقا للمنظمة الدولية، أكد تقرير أعدته ” لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” تفشي المجاعة في خمس مناطق  ( ولايات) على الأقل في السودان، متوقعا أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025.

المجاعة تهدد 17 منطقة

وفيما كشف التقرير الأممي  أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة ، قال بيان للمتحدثة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة  إنه بعد أكثر من 20 شهرا من الصراع، يواجه أكثر من 24.6 مليون شخص في السودان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد ( مجاعة).

وقال غوتيرش إن الأمم المتحدة وشركاؤها يعملون على توسيع نطاق تقديم المساعدات الغذائية وغيرها من أشكال الدعم الأساسي للفئات الأكثر ضعفا، لكن القتال المستمر والقيود المفروضة على حركة إمدادات الإغاثة والموظفين لا تزال تعرض عمليات الإغاثة للخطر.

جدد الأمين العام دعوته للأطراف لتسهيل الوصول السريع والآمن وغير المقيد والمستدام حتى تتمكن المساعدات الإنسانية والعاملون من الوصول إلى المحتاجين أينما كانوا.

ودعا أيضا إلى الحاجة إلى وقف فوري للأعمال العدائية لإنقاذ الأرواح ومنع الأزمة في السودان وتأثيرها على الدول المجاورة من التصعيد بشكل أكبر في عام 2025.

كما طالب بتقديم الدعم والتعاون الدوليين العاجلين لتقريب الأطراف من التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال وقف إطلاق نار دائم وزيادة التمويل للعمل الإنساني.

وأكدت الأمم المتحدة أن  تقرير لجنة مراجعة المجاعة  وما كشف عنه التقرير يمثل تفاقما واتساعا غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر الذي تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني.

يُشار إلى أن التصنيف المرحلي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة. ويصنف انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل،  والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحدا على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.

مجاعة في دارفور وجبال النوبة

ووفقا لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، الذي أصدرته الأمم المتحدة  فإن المجاعة التي تم الإعلان عنها في أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، استمرت وامتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية في الفترة من اكتوبر إلى نوفمبر 2024.

وأوضح  أنه من المتوقع أن تتوسع المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 في مناطق شمال دارفور بما في ذلك أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.

وحذر من أن خطر المجاعة يلوح في جبال النوبة الوسطى، وفي المناطق التي من المرجح أن تشهد تدفقات كبيرة من النازحين داخليا في شمال وجنوب دارفور.

وجاء في تأكيدات المنظمة الدولية أن ” التقرير أظهر انعدام الأمن الغذائي عند مستويات أسوأ مما كان متوقعا، حيث من المتوقع في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك”.

وقال إن “هذه النتائج تمثل زيادة حادة قدرها 3.5 مليون شخص مقارنة بالعدد المتوقع في الأصل، وتعادل أكثر من نصف سكان السودان.”.

وفيما أشار التقرير إلى أنه رغم تلك الأرقام، فإن هناك تحسنا طفيفا من حيث حجم انعدام الأمن الغذائي الحاد مقارنة بموسم الجفاف (يونيو – سبتمبر 2024، فأن هطول الأمطار فوق المتوسط ​أدى ​إلى دعم الأنشطة الزراعية حيث سمحت الظروف الأمنية للمزارعين بالوصول إلى الحقول والمدخلات الزراعية، وبالتالي تخفيف انعدام الأمن الغذائي،  ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى خلال موسم العجاف.

لكنه أضاف ” أن جميع السكان لم يستفيدوا من هذا على قدم المساواة. ففي المناطق ذات الكثافة العالية من الصراع، أدت الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشدة، ما أدى إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم ونهبها وتدمير الماشية”.

وقال إنه من غير المرجح أن تستفيد الأسر النازحة، وخاصة تلك التي تعيش في المستوطنات والمباني العامة، بشكل كبير من الحصاد.

 اللاجئون في ليبيا

على صعيد آخر دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعزيز الدعم المالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السودانيين الذين يصلون إلى ليبيا مع زيادة الأعداد وانخفاض درجات الحرارة.

وقالت المفوضية في بيانإنه منذ بداية العام، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الباحثين عن الأمان في ليبيا، مع وصول ما يقدر بنحو 400 لاجئ إلى البلاد يوميا.

وأشارت المفوضية  إلى أنها موجودة في الكفرة، وهي نقطة الدخول الرئيسية من السودان، وتقدم المساعدة المنقذة للحياة للاجئين لدعم السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة،  ويشمل ذلك تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحسين الظروف المعيشية من خلال توزيع إمدادات الإغاثة، وتعزيز الوصول إلى الوثائق التي تقدمها السلطات المحلية لتحسين حرية التنقل والحماية.

وحذرت أن اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المناطق النائية مثل الكفرة يواجهون ظروفا قاسية بشكل خاص، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية في الكفرة التي تعد أعلى بنسبة 19 في المائة من المتوسط الوطني بسبب انقطاع سلاسل التوريد، وارتفاع الطلب ونقص الوقود.

ونسبت الأمم المتحدة إلى  عسير المضاعين، رئيسة بعثة المفوضية في ليبيا قولها إنه إلى جانب التزام السلطات والمجتمعات الليبية بدعم السودانيين الفارين من الصراع، هناك حاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي لتعزيز الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصحة والتعليم”.

وأضافت “لقد تحمل اللاجئون في ليبيا صعوبات هائلة في رحلتهم إلى هنا (الى ليبيا)  ومع دخولنا عاما جديدا، يجب أن نتحرك بسرعة لمنع المزيد من المعاناة وحماية الأرواح”.

وعُلم أن المفوضية تسعى إلى جمع 22 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات المقدرة لـ 449 ألف لاجئ ومجتمع مضيف بحلول نهاية العام 2025.

‫3 تعليقات

  1. (أممية)قال الساسة السابقون عندما حذروا من سيناريوهات كان لديهم بعد نظر لكن لا حياة لمن تنادى
    ازمة السودان خرجت من الجلباب السودانى الى الاممية,المختصر المفيد(أممية)ولاحياة لمن تنادى
    الحمد والشكرلله على كل حال الحمد والشكرلله
    المثل العربى يقول(يداك اوكتا وفوك نفخ)
    (الصيف ضيعت اللبن),ربى اغفر لى الحمد لله

  2. (أممية)قال الساسة السابقون عندما حذروا من سيناريوهات كان لديهم بعد نظر لكن لا حياة لمن تنادى
    ازمة السودان خرجت من الجلباب السودانى الى الاممية,المختصر المفيد(أممية)ولاحياة لمن تنادى
    الحمد والشكرلله على كل حال الحمد والشكرلله
    المثل العربى يقول(يداك اوكتا وفوك نفخ)
    (الصيف ضيعت اللبن),ربى اغفر لى الحمد لله
    حكومة الخرطوم تكابر وتغالط (ذر الرماد فى العيون ،)
    المثل يقول اتنين او قال ليك راسك مافى المسه
    لكن منو البقدر يقول البغلة فى الابريق والماعارف يقول عدس…والجمل ما بشوف عوجة رقبته الحمد لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *