الصافي موسى:
الأستاذ الرقم محمد المكي، لك التحية والتجلة، ما ذكرته من محاذير، عشية رحيل الإمام الصادق المهدي، في مقالك بعنوان (في يوم رحيل المهدي حذرت من خطورة غياب المؤسسية ) ، حدثت وقع الحافر على الحافر فيما يلي غياب المؤسسية والعمل الجماعي في الساحة السودانية، التي أضحى بنوها أشبه بالأيتام في موائد اللئام.!!
نحييك يا أستاذ وأنت تعيد للأذهان ما سلف من تحذيرات، وأنت تحيي الإمام الصادق المهدي وكثيرون معك في ذكرى رحيله المر، الذي فجع البعيد والقريب..نستلهم في ذكرى الرحيل إرث الإمام الحقاني الذي، غاب فغابت الحكمة والقدرة على المبادرة، في حلحلة العقد والخروج من المطبات،وما يشهده راهننا المزري خير دليل على لوعة الغياب وفداحته؟!!
شهد له أعداؤه قبل خلصائه بفصل الخطاب، والتحلي بمكارم الأخلاق،والترفع كثيراً عن ساقط القول، ومن خبث ومكر وفعل من سنوا سكاكينهم للنيل من شخصه الكريم.
لكنه كان جبلاً لم تهزه أعتى رياح المكر والدس والحفر ، لا سيما وهو القائل ( من فش غبينتو خرب مدينتو)كان شجاعاً لا يخشى في الحق لومة لائم أو سجن دكتاتور..
كان مفكراً كوني المعرفة متقد الذهن، صادق الوعد مع مبادئه وأطروحاته ومؤلفاته الكثر،التي تناولت شتى المواضيع والقضايا..كان علماً في رأسه نور يستضاء به،فهوصناّجة إفتقدته المنابر والمنتديات والقاعات واللقاءات الجماهيرية في الهواء الطلق.
كثيرون غيري يرون أن هذه الحرب العبثية- بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع- لم تكن لتندلع لو كان المهدي موجوداً، أو على أقل تقدير لن تبلغ ما بلغته من ويلات وتداعيات يندى لها الجبين..
كثيرون غيري يرون أن قائمة زعماء العالم ومفكرييه، كثر أو قل عددهم ، سيكون المهدي في صدارتهم:- بكده وإجتهاده،وبذله وعطائه الوافر، وحضوره الفكري المائز هنا وهناك..هو خير إختص الله به السودان الذي يفتقده اليوم في أحلك ظروفه جراء راهن حرب عبثية أتت على أخضره ويابسه..
رحمك الله أيها الإمام الفذ نسيج وحده، ففقدك لا يعوض ولكن لا نقول إلا مايرضي الله ،(إنا لله وإنا إليه راجعون).
الكاتب : كاتب وصحافي سوداني