السودانمقالات

مقالي الأول عن انقلاب البشير و ثلاث رسائل ودرس

محمد المكي أحمد:

التوثيق  في ذكرى  ثورة (ديسمبر)  السودانية، السلمية ،المدهشة، مهم،وسأحرص من وقت لآخر على نشر ما أراه مناسبًا في هذا الشأن،وصولا  بعون الله الى  مرحلة جمع كتاباتي ونشرها  مع بعض الذكريات  .

في ١١ يوليو ١٩٨٩ كتبت المقال الأول عن (انقلاب الثلاثين من يونيو  ١٩٨٩)  في صحيفة (العرب) القطرية،  هذه الصحيفة احتضنت مقالاتي الرافضة للانقلاب والممارسات القمعية في زمن صعب .

 أكدت  في مقالي الأول ان الديمقراطية هي اختيار الشعب السوداني ، ووصفت ما جرى بانه (انقلاب) ولم اذكر يومًا كلمتي   (ثورة الإنقاذ)  لانهما تحملان كل معاني الكذب والتضليل والضلال .

ما زلت  احتفظ بنسخة ورقية من المقال الأول ، اذ لم يكن  هناك وجود للإنترنت آنذاك ، أي لم تكن هناك مواقع اليكترونية  للصحف.

 المسيرة  استمرت من خلال عمود (سودانيات) في صحيفة (العرب) القطرية أيضًا، ثم  تواصلت مسيرة القبض على الجمر، من خلال إطلالات إذاعية وتلفزيونية،   من الدوحة الى لندن التي  شكل مناخها منصة دولية اتاحت لي فرص الحديث الى نحو عشر منصات  تلفزيونية وإذاعية ، تفاعلا ودعما لثورة  شعبنا البطل،ما شكل لطمة قوية للنظام القمعي البائد ،  الذي  ظن واهمًا  أن تشريدي  سيسكت صوتي.

في مثل هذه الأيام التي يحتفل فيها شعبنا المعلم بالذكرى الأولى لثورته،( ثورة ديسمبر ٢٠١٨) لا بد من توجيه التحية لبنات وأبناء السودان الذي صنعوا تاريخًا مشرقًا، ووضعوا نهاية للديكتاتورية وأرسلوا رسائل عدة ومهمة .

أعتقد بان  ذكرى الثورة ترسل رسائل عدة الى اكثر من جهة، وهي قادة وعناصر النظام البائد ليتعلموا من الدرس ويتركوا المزايدات ،والى القوى السياسية والنقابية لترتقي الى مستوى نبض الجيل الجديد،والى دول الإقليم والعالم لتدرك أن التعددية خيار سوداني ولتتعلم من تجاربها  الفاشلة مع النظام القمعي، لتفتح صفحة جديدة ، تحترم إرادة الشعب السوداني وحقه في الحرية والتعددية والعيش الكريم،وخصوصا ان دول الإقليم والعالم أصيبت بالدهشة والمفاجأة الكبرى عندما  أطاح  الشعب السوداني  الديكتاتور الرئيس المخلوع عمر البشير،لأنها كانت تسمع بأذن واحدة ، ولم تقرأ تاريخ الشعب السوداني لتستوعب مكامن قوته وإرادته الفولاذية التي لا تلين ، ولا تقبل استمرار الظلم والظالمين الطاغين  .

الرسائل في مجملها تقول ان الجيل السوداني الجديد صنع الثورة بدماء الشهداء والجرحى وأوجاع المفقودين  وأحزان اللاجئين وضحايا التعذيب،  وتضحيات بناته وابنائه، وعطاء المهنيين  وصمود قادته السياسيين  من كل ألوان الطيف، الرافض للظلم .

(الرسائل) تؤكد أن  شعار (حرية وسلام وعدالة) هو اختيار شعبي لا تراجع عنه أو مساومة بشأنه، وان السودانً الجديد ينبغي ان يكون منفتحا في علاقاته التي تحقق المصلحة المشتركة مع كل الأشقاء في دولة جنوب السودان وافريقيا والخليج  والعالم العربي ودول العالم،خصوصًا الدول الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان.

وفي سياق الإشارة الى (الرسائل) أعيد هنا نشر ما كتبته عن (الحراك السوداني) في يناير ٢٠١٨ في صحيفة(التحرير) الإلكترونية عندما كنت رئيسا للتحرير (مرفقة أيضًا صورة  مقالي الأولى في يوليو ١٩٨٩ وصورة من عمود (سودانيات ) في  أكتوبر ١٩٩٠).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *