السودانمقالات

 دلالات الإطلالة التلفزيونية الشفافة للبرهان وحمدوك

محمد المكي أحمد:

شعبنا انتصر في ساعة مبكرة  من صباح اليوم الأربعاء(١٥ يناير ٢٠٢٠) عندما أطل  تلفزيونيًا رئيس مجلس السيادة الفريق  عبد الفتاح البرهان و رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور عبد الله حمدوك، ليعلنا للشعب السوداني والعالم  ان قوات الجيش والدعم السريع  حسمت تمرد عناصر من  منسوبي (هيئة  العمليات) المحلولة التي كانت تتبع لجهاز المخابرات.

البرهان شدد في موقف قيادي وطني وقوي وواضح  ومسؤول على ان القوات المسلحة ستحمي الثورة وستردع بكل قوة من يحاولون العبث بأمن المواطنين،وان جميع مباني جهاز المخابرات تحت سيطرة الجيش .

حمدوك نوه بدور الجيش السوداني والدعم السريع  في حسم التمرد الذي أراد وقف مسيرة الشعب،وقال ان التمرد سعى لقطع الطريق امام نماء الشعب والانتقال لديمقراطية  سلسة.

عقب ذلك شرح رئيس اركان الجيش الفريق محمد عثمان الحسين  عملية حسم التمرد وقال(تمكنا من القضاء على التمرد بأقل الخسائر).

ظهور البرهان وحمدوك والحسين في بث فضائي مباشر  يشكل خطوة تعبر عن  شفافية مطلوبة دائما، ما يعكس روح الشراكة القوية بين العسكريين والمدنيين  ،لحماية إنجاز الشعب السلمي الباهر البهيج واستقرار الشعب وأمنه.

تعزيز الشراكة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية ضرورة ملحة لحماية ثورة الشعب من المتآمرين ،الذين كشفتهم أكثر من أي وقت مضى عملية تمرد قادها عسكريون في جهاز المخابرات،ما يؤشر الى أهمية مواصلة هيكلة هذا الجهاز كي يحمي الشعب  حتى لا يرتكب عمليات ترويع للناس بإطلاق النار في الشوارع والتآمر على خيارهم الديمقراطي .

ما جرى أراه  درسًا مريرًا ومهمًا لمجلس السيادة ومجلس الوزراء  في سبيل مواصلة تفكيك وازالة عمليات التمكين التي فرضها النظام القمعي المباد  في كل المؤسسات.

العدالة ضرورية لحماية الشعب وثورته،وهيبة الدولة  يجب فرضها بالقانون،وبتكاتف وتعاون وتماسك قوى الحرية والتغيير التي يجب ان توقف بعض مكوناتها المناكفات و الحساسيات القديمة،  وان ترتقي الى مستوى الجيل الجديد الذي رسم اروع صور التلاحم في تظاهراته وفي اعتصامه التاريخي أمام قيادة الجيش السوداني.

عناصر النظام السابق وقياداته لم يتعلموا  من درس الثورة الشعبية،وهم يواصلون حاليا التفكير بالعقلية  الانقلابية ل(الجبهة القومية الإسلامية) ذات المرجعية (الإخوانية) .

لا مستقبل للانقلابين، الظالمين ،المستقبل لخيار الشعب (حرية ،سلام وعدالة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *