السودانمقالات

محاولة اغتيال حمدوك (الرمز) رسالة للشعب وقوى الحرية والعسكريين و لأميركا ودول المنطقة

محمد المكي أحمد:

محاولة اغتيال رئيس حكومتنا المدنية  ،حكومة  الثورة السلمية دكتور عبد الله حمدوك ، الذي يحظى بتأييد شعبي كبير وغير مسبوق ، هي عمل ارهابي  يعبر عن دموية ووحشية من خططوا وأقدموا على ارتكاب هذه الجريمة الدخيلة على المجتمع السوداني.

لم يشهد السودان مثل هذا العمل الارهابي  المدان خلال تاريخه منذ استقلاله  ،ولم يتعرض مثلا الرئيس المعزول عمر البشير -رغم دمويته ووحشية سياساته وظهوره المستفز للشعب في مهرجانات دعائية  في الهواء الطلق –  الى  محاولة اغتيال كالتي تعرض لها رمز الثورة السودانية وقائد حكومتها المدنية حمدوك.

المحاولة تجيء في سياق مخطط واضح لضرب ثورة الشعب السوداني ورأس الحكومة المدنية في إطار  سعي حاقد ومتآمر ومحموم لضرب  الحكومة الانتقالية والجهود  الساعية الى بناء مجتمع ديمقراطي عادل يحقق السلام  والحرية في كل ربوع السودان.

   الشعب السوداني الذي نزل الى الشوارع اليوم (٩ مارس ٢٠٢٠)  تعبيرا عن استنكاره وإدانته لمحاولة اغتيال رمز حكومتنا المدنية  الذي يشرفنا بعلمه ووعيه وحكمته  ووطنيته ،هذا الشعب العظيم سيرد على المتآمرين في ملحمة سلمية وطنية تهز فرائص الطاغين الظالمين  ،أعداء الشعب والحرية والسلام والديمقراطية والعدالة.

أيها الشعب العظيم هذا يوم من ايامك الخالدات التي تعبر فيها مجددًا  عن نبضك الثوري الوطني الخلاق  ودعمك اللامحدود لحمدوك (الرمز)وحكومته والقيم النبيلة التي صنعت فجر الحرية بدماء ودموع بنات وأبناء السودان.

أقول لقوى الحرية والتغيير ان محاولة الاغتيال تدعوكم اكثر من اي وقت مضى الى التلاحم مثلما  توحدت صفوفكم  في الاول من يناير ٢٠١٩ حيث وقعتم (اعلان الحرية والتغيير)،  تجاوزوا الصغائر وقودوا ملاحم التلاحم الجماهيرية التي ترد  على المتآمرين بالمزيد من التماسك والتضحيات  والإنجاز .

وللعسكريين (شركاء )  المرحلة الانتقالية أقول ان محاولة الاغتيال تشكل اختبارًا لمدى انحيازكم لثورة الشعب  ،ما يعني ان تراجعوا خططكم الأمنية،وتحموا ثورة الشعب  وقادته الحكوميين  والسياسيين والعسكريين المنحازين لصفوف الشعب  من  فلول  الطغيان  وحلفائهم الارهابيين  الذين لم يترددوا  يوما في سفك الدماء واشاعة الرعب ولن يوقفوا مخططات التآمر  بعدما فقدوا السلطة والمال .

ثورة شعبنا السلمية تواجه وستواجه المزيد من التحديات الأمنية والاقتصادية في ظل تآمر ملموس تشهده الساحة السودانية ،لكن شعبنا الذي قاوم الطغيان على مدى ثلاثين عاما سينتصر على محاولات إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء ،وسيبني بعون الله ودعم   أنصار الحرية في العالم  دولة الحرية والسلام والعدالة.

وأقول لدول الإقليم والعالم ان محاولة اغتيال حمدوك  هي مقدمة  لمؤامرة كبرى لضرب الاستقرار والسلام لتعود قوى الشر والطغيان والإرهاب الى حكم السودان، واثارة المتاعب في المنطقة كلها.

شعبنا سيرصد مواقف الأشقاء والأصدقاء العملية لا الكلامية التي تدعم حكومتنا المدنية اقتصاديًا وسياسيًا .

ولأميركا ودول الغرب أقول ان شعبنا  اطاح الديكتاتورية ، وهو ضحية الآن بشكل واضح وملموس  للإرهاب كما كان ضحية لارهاب النظام البائد  (نظام التطرف) بأشكال عدة .

أقول لواشنطن ان شعبنا وحكومتنا المدنية  مستهدفة الآن من قوى الإرهاب،ووجود السودانً في قائمة الدول الراعية للإرهاب هو دعم للارهابيين وتاكيد على سياسة اميركية خاطئة تحتاج الى مراجعة سريعة.

كما أقول لدول الإقليم القادرة على دعم السودان اقتصاديا  ان  دعمكم للسودان هو دعم لاستقرار دولكم وان عدم دعمكم لحكومتنا المدنية  هو دعم (غير مباشر)  لقوى الإرهاب،فراجعوا مواقفكم تجاه حكومتنا الانتقالية ،وخصوصا ان شعبنا -رغم التحديات والأزمة الاقتصادية الناجمة عن سياسات النظام  السابق القمعي  والفاشل – متمسك بثورته السلمية وإنجازه التاريخي البهيج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *