
محمد المكي أحمد:
حظر التجوال في السودان قرار إيجابي
قرار مجلس الأمن والدفاع الوطني مساء اليوم (٢٣ مارس ٢٠٢٠) بشأن (فرض حظر التجوال في جميع مدن السودان من الثامنة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، اعتبارا من يوم غد الثلاثاء 24 مارس)، قرار إيجابي.
ربما تأخر صدوره لأن مثل الإجراء مهم وحيوي لحماية المواطنين والمقيمين من العوامل التي تؤدي الى انتشار فايروس كورونا.
مجلس الأمن والدفاع ( ممثلا في اللجنة العليا للطوارئ الصحية و السلامة) قرر أيضا كما أوردت وكالة السودان للأنباء (سونا) ايقاف جميع رحلات البصات السفرية من والى ولايات السودان المختلفة اعتبارا من يوم الخميس 26 مارس 2020 السادسة مساء.
القراران فرضتهما خطورة وباء (كورونا ) وضرورات الحفاظ على الأرواح .
أعتقد بأن عدم احساس بعض الناس بخطورة الوباء،ومواصلتهم حياتهم العادية في الأفراح والأتراح تبرر أيضا اتخاذ مثل هذه القرارات التي تعني أيضا ان تكون الدولة حاسمة وذات هيبة في قضايا المواطن والتحديات التي تواجهه في ميادين عدة.
في هذا السياق أنوه بجهود الحكومة التي بذلتها خلال الأيام الماضية،حيث حرص رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك على مخاطبة الشعب،كما خاطبه اليوم رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
أحيي الجهود المحسوسة والملموسة لوزير الصحة.
دكتور أكرم التوم وفريق عمله الذي يتميز بفلسفة العمل الجماعي كان وما زال صاحب المبادرات الأولى، الوزير سارع الى مخاطبة الشعب بشفافية عن ترتيبات وتوجيهات وجهود وزارته لمكافحة (كورونا) .
أحيي أيضا الذين بادروا من رجال الأعمال بدعم وزارة الصحة ومن قدموا أشكال الدعم العيني والتطوع وعمليات التوعية.
أخص بالتحية (ملائكة الرحمة) وهم الممرضات والممرضون والأطباء الذين يعملون ليل نهار ويقفون في خط الدفاع الأول عن كل الناس في السودان ودول العالم كافة،هؤلاء يستحقون المزيد من الاحترام والتقدير والدعم .
المهم في هذا السياق أن تستمر الشفافية في مخاطبة الرأي العام بكل التطورات ، وأن تستمر عمليات التوعية والحزم في تطبيق التوجيهات والقرارات الإيجابية .
تكامل وتفاعل السودانيين مع (أنفسهم) في هذا الظرف الصعب ضروري ومطلوب في شدة ،خصوصا أن النظام الديكتاتوري المباد قد دمر كل جوانب الحياة، وبينها مجال الصحة الذي يفتقر الى ابسط الاحتياجات.
التعاون مع منظمة الصحة العالمية ودول شقيقة وصديقة مهم وحيوي أيضا ، فالكارثة كونية ، وهزت الأغنياء والفقراء ،والدول الكبرى والمتخلفة .
الوباء رغم وحشيته وخطورته القاتلة أرسل رسائل ساخنة الى كل دول العالم وخصوصًا الحكام الديكتاتوريين والظالمين في الإقليم ودول كبرى، كي يراجعوا سياسات الغطرسة والتنمر وظلم البشر،وأن ينصروا المظلومين ويحققوا العدالة ، ويبنوا عالمًا تسوده قيم التعاون والتكاتف واحترام حقوق الإنسان.
هاهو شبح الموت يعبر كل الحدود،ويجتاز الموانع،ولا يفرق بين الناس،كبيرهم أو صغيرهم،كما لا يفرق بين الدول،سواء كانت (كبيرة أو صغيرة) .
كلنا محتاجون للتأمل..
حفظكم الله ..