مقالات

من يقف وراء (تسريب) خبر (إقالة)  أكرم؟

محمد المكي أحمد:

عندما قرأت اليوم (١٣ مايو ٢٠٢٠) ما جرى  (بثه) وتداوله  بشأن ما سمي  إقرار مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير  اقالة وزير الصحة دكتور اكرم التوم بدا لي واضحًا ان هناك  امرا (غير طبيعي) قد حدث.

سبب تشككي في الخبر المتداول  انني  قرأت  في الوقت نفسه خبرا بثته اليوم وكالة السودان للأنباء  يقول ان مجلس الوزراء اشاد بما تقوم به وزارة الصحة من جهود لمكافحة (كورونا)وأن المجلس استمع  الى افادة من وزير الصحة بشأن الأوضاع الصحية.

تشككت ورأيت عدم التسرع بإبداء اي تعليق فوري ، وكان السؤال الأبرز لماذا يشيد مجلس الوزراء بوزير الصحة  في اجتماع عقده اليوم  ثم يتم بث خبر  يعلن السعي لإقالته.

كما قال وزير الاعلام  الأستاذ فيصل محمد صالح  اليوم ان لا احد فوق النقد ابتداء من رئيس الوزراء الى وزير الصحة وكل الوزراء.

تعليق فيصل يعكس الواقع المعاش ، فقد انتهى عهد الديكتاتورية والتعتيم على الأحداث بنجاح ثورة الشعب السلمية التي رفعت شعار (حرية ،سلام،وعدالة) وقد ودع شعبنا الرئيس المخلوع ووزراءه وقيادات حزبه الذين كانوا يستخفون بالشعب ويطلقون تصريحات مستفزة يذكرها السودانيون .

لكن رغم نفي خبر الإقالة وإعلان ان رئيس الحكومة يجدد دعمه للوزير  فان   المطلوب كشف تفاصيل وخلفيات هذه  (الحكاية)   التي تتطلب جوابًا شافيا من الحكومة، لأن هناك تساؤلات عدة في اذهان السودانيين، وان عدم توضيح كل الحقيقة سيثير المزيد من البلبلة ،في هذه الأيام التي تشهد أحداثا تستهدف ضرب ثورة الشعب.

 في هذا السياق يبقى سؤال: كيف تسرب  خبر الإقالة،من يقف وراء ذلك ؟.

أكرر ان الحكومة مطالبة بكشف التفاصيل،في زمن ينبغي ان تسوده الشفافية الكاملة .

 هذه  الحروف ليست دفاعًا عن اكرم، وهي لا تقويه ولا تضعفه، انها دفاع عن المؤسسية التي يجب ان نبنيها ونحترمها.

ومع هذا أرى ان وزير الصحة الحالي  دكتور أكرم شخصية مثابرة ويتمتع بشفافية وينتقد وزارته  في مؤتمراته الصحافية ويقول (اننا نسعى لمعالجة السلبيات) ،  واعتقد بأنه من ابرز الأصوات المعبرة عن نبض الثورة في حكومة الفترة الانتقالية وهذا يحمد له، اذ ان الكمال لله وحده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *