السودانمصرمقالات

دموع طفلة سودانية في مصر …

محمد المكي أحمد:

مشاهد الحزن والوجع  الشديد ، الناجم عن الحرب الحالية في السودان لا حصر لها..

قتلي ، جرحى ، مرضى ، جوعى ، مشردون ، في الداخل وخارج السودان ..

في سياق ما يتداوله السودانيون من أخبار وصور، تلقيت من  أخ وصديق  عزيز في لندن  فيديو لطفلة سودانية  مع شقيقها في  مصر، اذ  لجأ اليها  عدد كبير من السودانيين ،فوجدوا فيها المأوى، الذي يحميهم من رصاص الحرب وضرب المدافع والطائرات  !.

فيديو الطفلة   متداول كغيره من صور الأحزان ، ويستحق  توسيع دائرة انتشاره ..

وقائع حديث  الطفلة مناسم  يحمل براءة  أطفال السودان وأخلاق السودانيين التي اشتهروا بها، قبل  أن  تفرز أحداث الأمس واليوم سلوكيات  مدمرة وقبيحة، لا علاقة لها باخلاق  عرفتها شعوب العالم كافة،واشتهر بها السودانيون في سنوات  ماضيات .

رغم ان تاريخ تسجيل الفيديو غير معلوم فان كلام هذه الطفلة  البريئة الرائعة، الحزينة، المكلومة  يؤكد أن   ظروفا   قاسية  اجبرتها  لتكتوي بنيران الهجرة  وسوء الحال مع والدتها .

المشهد   يحكي جانبا من مأساة أهل السودان ،  وحال التشرد منذ سنوات ،ثم  توسعت دائرة  النزوح واللجوء  بعد الحرب التي دخلت  الآن شهرها الثامن ..

نبض هذه الطفلة  يحمل رسالة ساخنة الى من دمروا السودان ثم أشعلوا الحرب، وسكبوا بدم بارد  الوقود  على نيرانها ،وما زالوا متمسكين  بأوهام السيطرة على رقاب الناس، في سبيل  كراس  لم تعد  ساخنة،  بل باتت محطمة وغير موجودة  او فاعلة ،ومثارا للسخرية والاحتقار  ..

هل  يسمع  اللاهثون وراء السلطة ومفجرو الحرب ودعاة استمرار القتل  نبض هذه الطفلة التي تعكس مشهدا  يحكي شيئا من  مواجع الموجوعين داخل السودان وخارجه ؟

هل تحرك  أو تحيي دموعها مشاعر  إنسانية  في نهاية النفق المظلم ،الذي  جلس داخل دهاليزه   حملة معاول الهدم وآلة القتل ، أو غادروها  ، ليتركوا أبناء السودان،  يقتتلون .. ويتبادلون سموم  الحقد والكراهية والبغضاء ، ويتشردون  بالأمس واليوم كهذه الطفلة  الرائعة …

يالها  من مأسأة ، تدمي أي قلب حي  ..

ما  أقسى   أن يتعرض الطفل   للتشرد والجوع والمرض  والقتل  في السودان، وفي غزة   بفلسطين   حاليا  ، وفي أي مكان في العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *