
محمد المكي أحمد:
في أول رد فعل عربي وإسلامي على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن ” السلام” في غزة ،التي أعلنها مساء أمس ، أصدرت 8 دول عربية وإسلامية، بيانا ، أكد دعمها للخطة الأميركية.
وأعلن وزراء خارجية السعودية، ومصر ، و قطر ، وتركيا ، والأردن، والإمارات ، وإندونيسيا، و باكستان “ترحيب” دولهم بـ”الدور القيادي للرئيس ترمب وجهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة، ويؤكدون ثقتهم بقدرته على إيجاد طريق للسلام”.
وشدد وزراء الخارجية على أهمية “الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة، ورحبوا في هذا السياق بإعلان الرئيس ترمب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية”.
و شددوا على “التزامهم المشترك بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقا للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحا لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين”.
و أكد الوزراء “استعدادهم للتعاون بشكل إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة”.
نص خطة ترمب
- قطاع غزة يصبح منطقة خالية من التطرف والإرهاب ولا تشكل أي تهديد لدول الجوار.
- يعاد تطوير قطاع غزة لما فيه مصلحة سكانه الذين عانوا بما فيه الكفاية.
- تنتهي الحرب بشكل فوري في حال وافق الطرفان على هذا المقترح، وتنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه تمهيدا للإفراج عن الرهائن. ويتم تعليق كافة العمليات العسكرية خلال هذه الفترة، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وتبقى خطوط القتال مجمدة إلى حين استيفاء الشروط اللازمة للانسحاب التدريجي الكامل.
- يعاد كافة الرهائن الأحياء ورفات الأموات منهم في غضون 72 ساعة من تاريخ إعلان إسرائيل قبولها لهذا الاتفاق.
- بعد الإفراج عن كافة الرهائن، تطلق إسرائيل سراح 250 سجينا محكوما بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 شخص ممن اعتقلوا من سكان غزة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بمن فيهم كافة النساء والأطفال المعتقلين في ذلك السياق. وتسلم إسرائيل جثامين 15 شخص من سكان غزة الذين قتلوا مقابل كل جثمان تتم إعادته من جثامين الرهائن الإسرائيليين.
- بعد الإفراج عن كافة الرهائن، يُمنح أعضاء حركة حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي والتخلي عن السلاح عفوا عاما، ويتم توفير ممر آمن لأعضاء الحركة الراغبين في مغادرة القطاع إلى الدول المضيفة.
- يبدأ إرسال مساعدات كاملة إلى قطاع غزة بشكل فوري عند الموافقة على هذا الاتفاق، وستتوافق كمية هذه المساعدات على أقل تقدير مع ما ورد في اتفاق 19 كانون الثاني/يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، على أن تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات.
- يتم إدخال المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة بدون أي تدخل من الطرفين، وذلك من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر، بالإضافة إلى المنظمات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي من الطرفين بأي شكل من الأشكال. وتخضع إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين للآلية التي تم تنفيذها بموجب اتفاق 19 كانون الثاني/يناير 2025.
- يخضع قطاع غزة لحكم انتقالي مؤقت من قبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية وغير سياسية، تكون مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة اليومية وشؤون البلديات لسكان غزة. وتتألف هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، وذلك تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تدعى “مجلس السلام”، يترأسها الرئيس دونالد ج. ترامب ويشارك فيها رؤساء دول آخرون يتم الإعلان عنهم لاحقا، ومنهم رئيس الوزراء السابق توني بلير. وتضع هذه الهيئة الإطار العام لإعادة إعمار غزة وتمويلها، إلى حين تستكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي على النحو المحدد في المقترحات السابقة، بما في ذلك خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب في العام 2020 والمقترح السعودي-الفرنسي، وتتمكن من استعادة السيطرة على القطاع بشكل آمن وفعال. وستعتمد هذه الهيئة الدولية على أفضل المعايير الدولية لإنشاء نظام حكم عصري وفعال يخدم سكان غزة ويساهم في جذب الاستثمارات.
- يتم وضع خطة تنمية اقتصادية يطرحها الرئيس ترامب لإعادة إعمار قطاع غزة وتعزيز نموه، وذلك من خلال تشكيل فريق من الخبراء الذين ساهموا في بناء بعض من أكثر المدن ازدهارا في منطقة الشرق الأوسط. وقد قدمت العديد من المجموعات الدولية حسنة النوايا مقترحات استثمارية مدروسة وأفكار تنموية مبتكرة، وستتم دراسة هذه المقترحات والأفكار لتحديد الإطار المناسب للأمن والحوكمة، وذلك بغرض جذب الاستثمارات وتسهيلها، وخلق فرص عمل، وبناء الأمل بمستقبل غزة.
- يتم إنشاء منطقة اقتصادية خاصة مع تعريفات جمركية وتسهيلات تجارية تفضيلية يتم التفاوض عليها مع الدول المشاركة.
- لن يجبر أي شخص على مغادرة قطاع غزة، ويستطيع من يرغبون في ذلك المغادرة أو العودة كما يريدون. وسنشجع سكان غزة على البقاء في القطاع وندعمهم لبناء مستقبل أفضل.
- موافقة حركة حماس والفصائل الأخرى على عدم لعب أي دور في حكم غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال. ويتم تدمير كافة البنى التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومصانع تصنيع الأسلحة ويمنع إعادة بنائها. وتجري عملية نزع السلاح في غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، وتشمل إخراج الأسلحة نهائيا من الخدمة من خلال عملية معتمدة وبدعم من برنامج ممول دوليا لشراء السلاح وإعادة التأهيل، على أن يتم ذلك تحت إشراف المراقبين المستقلين. وتلتزم غزة الجديدة بشكل كامل ببناء اقتصاد مزدهر وتعزيز التعايش السلمي مع جيرانها.
- يوفر الشركاء الإقليميون ضمانة بالتزام حركة حماس والفصائل الأخرى بالتزاماتها، وبألا تشكل غزة الجديدة أي تهديد لجيرانها أو شعبها.
- تعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين لإنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة للانتشار في غزة على الفور. وستتمثل مهمة هذه القوة بتدريب قوات الشرطة الفلسطينية المعتمدة في غزة وتقديم الدعم لها، كما تتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال. وتمثل هذه القوة الحل الأمني الداخلي على المدى الطويل، كما ستعمل مع إسرائيل ومصر للمساهمة في تأمين المناطق الحدودية، وذلك بالتعاون مع قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثا. ومن الحاسم بمكان أن يتم منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل تدفق السلع بسرعة وأمان لإعادة إعمار القطاع وإعادة إنعاشه. ويتفق الأطراف على آلية لتجنب أي تصادم أو مواجهات.
- لن تقوم إسرائيل باحتلال قطاع غزة أو ضمه. ومع تحقيق القوة الدولية الاستقرار في القطاع، ينسحب جيش الدفاع الإسرائيلي بموجب المعايير والمراحل والجداول الزمنية المرتبطة بنزع السلاح والتي يتم الاتفاق عليها بين جيش الدفاع وقوة الاستقرار الدولية والجهات الضامنة والولايات المتحدة، وذلك بهدف تحقيق الأمن في غزة وضمان ألا تشكل أي تهديد لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها. ويقوم جيش الدفاع الإسرائيلي عملياً بتسليم السيطرة على أراضي غزة إلى قوة الاستقرار الدولية بشكل تدريجي، وذلك بموجب اتفاق مع السلطات المؤقتة وحتى الانسحاب الكامل من غزة، باستثناء وجود عند نطاق أمني يبقى قائما إلى حين يصبح القطاع آمنا من أي تهديد إرهابي محتمل.
- في حال تأخرت حركة حماس في الرد على هذا المقترح أو رفضته، يتم تنفيذ ما ورد أعلاه، بما في ذلك توسيع نطاق عمليات الإغاثة، في المناطق الخالية من الإرهاب والتي يتم تسليمها من الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية.
- يتم إطلاق عملية حوار بين الأديان قائمة على قيم التسامح والتعايش السلمي، وذلك بهدف تغيير المفاهيم والمواقف السائدة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين والتأكيد على المزايا التي يمكن تحقيقها من خلال السلام.
- مع تقدم عملية إعادة إعمار قطاع غزة واستكمال برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية، قد تتوافر أخيرا الشروط اللازمة لمسار موثوق يفضي إلى تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما نقر به كطموح مشروع للشعب الفلسطيني.
- تقيم الولايات المتحدة حوارا بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والازدهار المشترك.
تفاعلات الإعتذار الإسرائيلي لقطر
وبشأن إتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي برئيس الوزراء القطري، قال البيت الابيض في بيان تلقيت نسخة منه “إن الرئيس دونالد ترمب استضاف اليوم ( أمس ) اتصالا هاتفيا ثلاثيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
وقال البيان إن الرئيس أعرب عن رغبته في وضع العلاقات الإسرائيلية-القطرية على مسار إيجابي بعد سنوات من الخلافات وسوء التواصل.
ألية ثلاثية أميركية قطرية إسرائيلية
وأضاف أن رئيسي الوزراء وافقا على مقترح الرئيس ترمب القاضي بإنشاء آلية ثلاثية لتعزيز التنسيق، وتحسين التواصل، وحل الخلافات المتبادلة، وترسيخ الجهود الجماعية لتجنب التهديدات، كما أكدا على التزامهما المشترك بالعمل معا بشكل بناء وحل الافتراضات الخاطئة والبناء على العلاقات طويلة الأمد بين كل من البلدين والولايات المتحدة.
مضمون الإعتذار الإسرائيلي لقطر
وتابع البيان الأميركي “كخطوة أولى، أعرب رئيس الوزراء نتنياهو عن أسفه الشديد للضربة الصاروخية ضد أهداف تابعة لحماس في قطر والتي أسفرت عن مقتل عنصر خدمة قطري بشكل غير مقصود. وأعرب أيضا عن أسفه لكون إسرائيل قد انتهكت السيادة القطرية باستهدافها قيادة حماس أثناء المفاوضات على تحرير الرهائن، وأكد على أن إسرائيل لن توجه أي ضربة مماثلة في المستقبل”.
ضمانات لقطر
وقال بيان البيت الأبيض أن رئيس الوزراء آل ثاني رحب بهذه الضمانات، مشددا على استعداد قطر لمواصلة المساهمة القيمة في الأمن والاستقرار الإقليميين، وأعرب رئيس الوزراء نتنياهو عن التزامه بتحقيق هذه الغاية هو الآخر.
وأضاف أن القادة ناقشوا مقترحا يرمي إلى إنهاء الحرب في غزة، كما تطرقوا إلى آفاق تحقيق المزيد من الأمن في الشرق الأوسط وإلى ضرورة التوصل إلى درجة أكبر من التفاهم بين دولهم.
وأشاد الرئيس ترامب برئيسي الوزراء، منوها باستعدادهما لاتخاذ خطوات باتجاه المزيد من التعاون لما فيه مصلحة السلام والأمن للجميع.
ماذا قالت قطر عن المحادثة الثلاثية؟
من جهتها قالت وزارة الخارجية القطرية ، في بيان ، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أجرى، اليوم ( أمس) اتصالا هاتفيا، مع الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ورئيس وزراء إسرائيل، في إطار الجهود الأمريكية للتعامل مع تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف حيا سكنيا في مدينة الدوحة يضم مقرات إقامة الوفد المفاوض لحركة حماس، وما نتج عنه من انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر.
وأضاف البيان أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تقدم بالشكر للرئيس الأمريكي على جهوده لتحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك الضمانات بعدم تكرار العدوان على دولة قطر والتزام الولايات المتحدة بالشراكة الدفاعية معها.
وتابع :”من جانبه، قدم رئيس وزراء إسرائيل، خلال الاتصال، اعتذاره عن هذا الهجوم وانتهاك السيادة القطرية ما أسفر عن استشهاد المواطن القطري بدر الدوسري، متعهدا بعدم تكرار أي استهداف لأراضي دولة قطر في المستقبل.
وقالت الدوحة أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أكد رفض دولة قطر التام والقاطع المساس بسيادتها تحت أي ظرف من الظروف، مشددا على أن حماية المواطنين والمقيمين على أرضها تمثل أولوية قصوى.
و رحب رئيس الوزراء القطري خلال الإتصال بالضمانات المقدمة حيال حماية دولة قطر من الاستهداف والتعهدات بعدم تكرار هذه الاعتداءات.
و أكد استعداد قطر لمواصلة الانخراط في العمل للوصول لنهاية للحرب في قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس الأمريكي، استمرارا على النهج الذي طالما التزمت به الدولة تجاه حل الأزمات عبر السبل الدبلوماسية، وبما يتوافق ودورها في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.