أخبار وتقاريرالخليجالشرق الأوسطفلسطينقطر

رئيس الوزراء القطري يدعو “الوزاري العربي الإسلامي” إلى “إجراءات ملموسة وحاسمة”

قطر: "لا أحد بمنأى عن الأذى .. لا خطوط حمراء لإسرائيل .. المجتمع الدولي عاجز  ويكيل بمكيالين"

محمد المكي أحمد:

دعا رئيس الوزراء، وزير الخارجية ، القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية ، إلى اتخاذ إجراءات حقيقية وحاسمة وملموسة على مختلف الأصعدة لمنع المزيد من التمادي،العدواني، البربري، الإسرائيلي”. وأعتبره” سابقة خطيرة ينبغي مواجهتها بكل قوة وحزم من دولنا العربية والإسلامية”.

وووجه انتقادات شديدة لإسرائيل لدى افتتاحه إجتماع وزراء خارجية الدول العربية والاسلامية، في الدوحة، اليوم، تمهيدا لقمة عربية إسلامية غدا الإثنين.

 واقترنت دعوة رئيس الوزراء، لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، لاتخاذ إجراءات ملموسة،  بتحذير واضح، إذ قال لوزراء الخارجية “يجب علينا عدم السكوت والتهاون أمام هذا العدوان البربري، واتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة على مختلف الأصعدة لمنع المزيد من التمادي”.

وقال “إن  تركناه  لن يقف عند حد وستنجد أنفسنا لا محالة أمام سلسلة لن تنتهي من الدم والخراب ولن يكون أحد بمنأى عن أذاها ومخاطرها “. ووصف الهجوم الإسرائيلي على الدوحة  في 9 سبتمبر الجاري  بـ” الهمجي” وأكد أنه “يستهدف أمن المنطقة بأسرها”.

عدوان متهور وغادر

كما وصف العدوان الإسرائيلي بـ” المتهور والغادر، و ارتكب أثناء استضافة دولة قطر لمفاوضات رسمية وعلنية وبعلم الجانب الإسرائيلي نفسه، وبهدف وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن”.

وأضاف “بدلا من أن تقدر إسرائيل جهود دولة قطر وتحافظ على التقدم الذي شهدته المفاوضات قامت بالقصف الجوي لمقر سكني يوجد فيه أعضاء الفريق التفاوضي لحركة حماس”.

إعتداء على مبدأ الوساطة

وقال لوزراء الخارجية، إن هذا  “ما يؤكد لكم، أن ما جرى لم يكن مجرد استهداف لموقع؛ بل اعتداء على مبدأ الوساطة ذاته وعلى كل ما تمثله الدبلوماسية من بدائل عن الحرب والدمار”.

 ورأى أن العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أراضي دولة قطر في وضح النهار يوم الثلاثاء الماضي، عمل يعبر عن غطرسة، وتهور لانتهاك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية ووسيط في عملية السلام، ما يشكل تصعيدا خطيرا يهدد السلم والأمن والاستقرار الإقليمي ويقوض كل وأي جهود للتهدئة في منطقة الشرق الأوسط”.

وأشار إلى أن العدوان الاسرائيلي” استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة “.

إرهاب دولة

وقال إنه “لا يمكن توصيف هذا الاعتداء إلا بأنه إرهاب دولة وهو نهج تتبعه الحكومة الإسرائيلية الحالية المتطرفة ويضرب القانون الدولي بعرض الحائط ويستهدف أمن المنطقة بأسرها في تحد سافر للشرعية الدولية”.

وأضاف أن تمادي إسرائيل في انتهاك القانون الدولي والقيم الإنسانية والأعراف الدبلوماسية تجلى في هذا الهجوم الهمجي الذي استهدف منطقة سكنية تضم مساكن ومدارس ورياض للأطفال وبعثات دبلوماسية، وأدى إلى استشهاد أحد عناصر أجهزة الأمن وسقوط ضحايا مدنيين.

لا خطوط حمراء لاسرائيل

وأعتبر أن” العدوان ( على الدوحة)  لن يؤدي إلا إلى إجهاض محاولات التهدئة، وهو يؤكد نوايا الحكومة الإسرائيلية برفض المسارات السلمية لإنهاء القضية الفلسطينية والاستمرار في تحدي الإرادة الدولية وميثاق الأمم المتحدة وهو ما يتضح من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة بشأن ضم الأراضي الفلسطينية وأوهام إسرائيل الكبرى”.

رسالة مفتوحة

و قال إن تصرف حكومة الاحتلال الإسرائيلي متجرد من الإنسانية لا يمكن تفسيره إلا كرسالة مفتوحة مضمونها أن ليس لدى إسرائيل أي خطوط حمراء تضبط سلوكها وأنها ماضية في زعزعة استقرار أي دولة في العالم وتقويض أي جهود دبلوماسية تتعارض مع أجندتها أو تكشف هشاشة موقفها وكذب ادعاءاتها.

وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار ولن تشعر شعوبها بالعدالة من دون حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 .

انتقاد العجز الدولي والكيل بمكيالين

ووجه الشيخ محمد انتقادا للمجتمع الدولي بقوله  لوزراء الخارجية “لعلكم تؤيدوني إذا قلت إن ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في هذا النهج هو صمت، بل بالأحرى عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها وعدم وجود عواقب لأي جريمة ترتكبها”.

ودعا المجتمع الدولي إلى التوقف عن الكيل بالمعايير المزدوجة ومعاقبة إسرائيل على جميع الجرائم التي ارتكبتها..

وقال ” يجب أن تعلم إسرائيل أن حرب الإبادة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق التي تستهدف نزعه من أرضه وتهجيره قسرا من وطنه لن تفلح  مهما رددت من مزاعم لتبريرها”.

وأضاف أن تلك المحاولات باتت معلومة ومرفوضة من المجتمع الدولي ويكشف ذلك رفض الاحتلال الإسرائيلي المقترح تلو المقترح لوقف إطلاق النار في غزة وتعمده توسيع دائرة الحرب معرضة شعوب المنطقة كلها بما فيها شعبه لوضع بالغ الخطورة.

لا تهاون مع إختراق السيادة

وبشأن الاجراءات  القطرية في مواجهة العدوان، قال ” إن دولة قطر لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني فالسيادة القطرية مسألة لا يمكن التجاوز عنها أو التجاوز فيها وإننا سنواجه أي تهديدا لنا بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي”.

وأكد أن دولة قطر ماضية في نهج الوساطة لحل النزاعات.وقال ” إننا في دولة قطر نؤكد على أن الوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية ليست التزاما قانونيا نص عليه الدستور الدام للدولة فحسب؛ ولكنها التزاماً إنسانياً وأخلاقياً وعقيدةً راسخة في سياستنا وأن السلام العادل والشامل والدائم خيار استراتيجي لا غنى عنه”.

الغوغائية  والهمجية لن توقف الوساطة

وشدد على أن الممارسات الإسرائيلية الغوغائية والهمجية لن تثني دولة قطر عن مواصلة بذل الجهود المخلصة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة لوقف هذه الحرب الظالمة.

دعوة لإجراءات حاسمة

وجدد التأكيد في ختام كلمته على  ضرورة  اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف غطرسة إسرائيل واستمرار ارتكابها جرائم ضد الإنسانية تحت غطاء ازدواجية المعايير من المجتمع الدولي.

مشروع قرار القمة

وذكرت رويترز أن مشروع القرار الذي سينظر فيه رؤساء الدول بالهجوم الإسرائيلي يندد  بالعدوان، ويصفه بأنه تصعيد مزعزع للاستقرار، و أنها ” تعارض خطط إسرائيل لفرض واقع جديد في المنطقة”.

وقالت الوكالة إن مشروع القرار، الذي اطلعت عليه رويترز، لم يذكرأي خطوات دبلوماسية أو اقتصادية ضد إسرائيل. وربما يتغير القرار قبل اجتماع القادة في الدوحة يوم الاثنين.

 مستشار الأمن القومي البريطاني : تضامن مع قطر

و اجتمع  رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ،اليوم، مع  مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، وأفادت وزارة الخارجية أن الجانبين استعرضا علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف الدوحة.

وأكدالشيخ محمد خلال المقابلة، أن دولة قطر ستتخذ كافة الإجراءات لحماية أمنها، والمحافظة على سيادتها تجاه الهجوم الإسرائيلي السافر.

وذكرت وزارة الخارجية القطرية أن  مستشار الأمن القومي البريطاني، أكد  “تضامن بلاده مع دولة قطر، و إدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي، ورفضها القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *