محمد المكي أحمد:
أجرت صحيفة (التحرير ) الإلكترونية استطلاع رأي بشأن إيقاف الحرب في السودان واعادة الدولة المدنية وهي قضية الساعة .
سئلت في هذا الاطار سؤالاً طرحته الصحيفة على المشاركين في حلقتي الاستطلاع،وهو:
هل تتمكن تنسيقية القوى الديمقراطية(تقدم) من إيقاف الحرب وإعادة الدولة المدنية؟ :
هنا نص
إجابتي التي نشرتها (التحرير) اليوم 29 أبريل 2024.
محمد المكي أحمد الكاتب الصحافي والمحلل السياسي المقيم في لندن يشير في إفادته لـ (التحرير) إلى أنه ليس في مقدور “تقدم” إيقاف الحرب لأسباب عدة ، لكن في مقدور هذا التحالف الذي يستمد أهميته من تركيبته المدنية أن يساهم في إعلاء صوت المطالبة بإيقاف الحرب والسعي للعب دور فاعل في تشكيل رأي عام سوداني ضاغط على أطراف القتال لإسكات آلة التدمير والخراب، بالإضافة إلى التواصل مع دول الإقليم والمجتمع الدولي لتحريك الملف السوداني نحو السلام بعدما طواه النسيان لفترة طويلة بسبب وجود أولويات أخرى للدول الكبرى.
لكن رغم اختلاف سلم أولويات دول الإقليم والعالم فلديها مصلحة في استقرار السودان كي لا يتحول إلى بؤرة لتصدير العنف والإرهاب.
أرى أن منبر جدة يشكل فرصة مهمة لن تتكرر وإذا أضاعها قادة الجيش و( الدعم السريع) فالاحتمال الأكبر أن يواجهوا عزلة إقليمية و دولية وملاحقات بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
دور “تقدم” أراه محدودا كما أشرت وفي إطار محدد ، وأعتقد بأن مشكلة تحالف “تقدم” أنه لا يمثل كل القوى المناهضة للحرب أو كل القوى السياسية المنحازة للخيار الديمقراطي، وهناك من لا يثق في “تقدم” كما كان الموقف نفسه في الفترة الانتقالية.
أرى أن من أكبر التحديات أمام “تقدم” أن أوساطا سودانية مؤيدة وداعمة للخيار الديمقراطي ترى أن الذين شاركوا في الحكم في الفترة الانتقالية لم يقدموا المثال الذي يرتقي إلى مستوى ثورة الشعب وارتكبوا أخطاء كبيرة وقاتلة أدت إلى تنمر العسكر وسيطرتهم على مقاليد الأمور خلال الفترة الانتقالية وصولا إلى انقلاب عسكري ثم الحرب،
وكان من أكبر أخطاء المشاركين في حكومة الفترة الانتقالية أنهم ابتعدوا عن الشباب من الجنسين، وهم الذين صنعوا إنجاز الثورة الباهر، كما أهمل بعض قادة الأحزاب إصلاح كياناتهم وإضفاء البعد المؤسسي عليها، ما جعلهم بالأمس بعيدين عن مؤيديهم وهم أبعد اليوم.
هذا كله معناه أن عددا من قادة “تقدم ” في مسيس الحاجة إلى محاولة إقناع واستقطاب دعم قوى وشخصيات مؤثرة ابتعدت عن هذا التحالف لأسباب عدة رغم أنها ضد الحرب ومع الخيار الديمقراطي والسلام والعدالة كي يكون تحالف”تقدم” مسنودا بإرادة جماهيرية قوية إذا أراد النجاح ،
هذا يعني أيضا باختصار أن حقائق الوضع الراهن لا تؤشر إلى أن في مقدور حلفاء الأمس واليوم في “تقدم” إكمال العملية السياسية إذا لم يصلحوا أوضاعهم ويقتربوا من نبض الناس، وكما قلت يمكنهم أن يلعبوا دورا داعما للسلام بالخطاب السياسي الواضح البعيد عن المجاملات والغموض والدعوة داخليا وخارجيا لوقف الحرب والتواصل مع دول الإقليم والعالم.
مرحلة ما بعد الحرب ستفرض حقائق جديدة ورموزا جديدة على الخريطة السياسية، ومن الأفضل أن ينصرف بعض قادة الأحزاب إلى إصلاح أحزابهم، ففي غياب أحزاب عصرية تعتمد المؤسسية ومنظمات مجتمع مدني قوية وفاعلة لا يمكن بناء دولة مدنية بمقاييس العصر.
رابط حلقتي الاستطلاع؛
https://www.alttahrer.com/archives/95771
https://www.alttahrer.com/archives/95726