
لندن- محمد المكي أحمد:
أثار الهجوم الأميركي على ثلاثة مواقع نووية إيرانية قلقا في دول مجلس التعاون الخليجي الست ( السعودية ، قطر، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، الكويت) إذ تلعب الجغرافيا دورها في إثارة المخاوف من توسع دائرة المواجهات واستمرارها في المنطقة.
السبب الذي تصدر المخاوف الخليجية يكمن في الخشية من أية اشعاعات قد تنجم عن ضرب أميركا للمواقع النووية الإيرانية.
لكن ما أشاع شيئا من الطمأنينة والارتياح في أوساط الخليجيين والمقيمين في المنطقة صدر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بيان الأمانة العامة لمجلس التعاون
أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي “عدم رصد أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول مجلس التعاون حتى الآن( 22 يونيو 2025)، وقالت في بيان إن المؤشرات البيئية والإشعاعية ما تزال ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنيًا، في ظل ما شهدته المنطقة اليوم (الأحد 22 يونيو 2025) من أحداث.
واستندت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان الطمأنة إلى تقرير مركز المجلس لإدارة حالات الطوارئ ، وقالت انها بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء، ستتم متابعة الحالة وتطوراتها بشكل مستمر عبر منظومات الرصد والإنذار المبكر، و تنشر التقارير الصادرة عنها بصورة مستمرة فور ورودها.
ماذا قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
وفي تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية 22 يونيو 2025 ، أي في اليوم الذي شنت فيه أميركا الهجمات على المواقع النووية الإيرانية، أكدت عدم تسجيل أي زيادة، حتى الآن (اليوم 22 يونيو 2025) في مستويات الإشعاع خارج المواقع النووية الإيرانية الثلاثة التي تعرضت لهجمات أمريكية، وجددت دعوتها لضبط النفس و اتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة للتوصل إلى حل دبلوماسي.
ودعا المدير العام للوكالة، رافائيل ماريانو غروسي إلى اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة، ومن المقرر عقده يوم الاثنين ( 23 يونيو 2025) “نظرا لتزايد خطورة الوضع فيما يتعلق بالسلامة والأمن النوويين”.
وجاء في تقرير الوكالة أن السلطات الإيرانية أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع بعد الهجمات الأخيرة على ثلاث منشآت نووية إيرانية، من بينها موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم. وقال اغروسي: “لا نتوقع حتى الآن أي عواقب صحية على الناس أو البيئة خارج المواقع المستهدفة”.
وأفاد بأن الوكالة ستواصل رصد وتقييم الوضع في إيران، وستقدم المزيد من التحديثات عند توافر معلومات إضافية.
ووفقا لأحدث المعلومات التي تحققت منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل بدء الهجمات على إيران ، فإن المواقع الثلاثة التي استهدفتها الولايات المتحدة – والتي تشمل أيضا أصفهان ونطنز – تحتوي على مواد نووية على شكل يورانيوم مخصب بمستويات مختلفة، مما قد يسبب تلوثا إشعاعيا وكيميائيا داخل المنشآت التي تعرضت للقصف.
وشدد غروسي على أن المنشآت النووية “لا ينبغي مهاجمتها أبدا”، ودعا إلى وقف الأعمال العدائية حتى تتمكن الوكالة من استئناف عمليات التفتيش الحيوية في البلاد، بما في ذلك التحقق الضروري من مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.
وأكد المدير العام لوكالة الطاقة الذرية على أهمية استمرار تبادل المعلومات في الوقت المناسب مع إيران بشأن القضايا المتعلقة بالسلامة والأمن النوويين والضمانات.