أخبار وتقاريرالاماراتالسعوديةقطر

هل بحث أمير قطر الملف السوداني مع رئيس الإمارات؟

الدوحة: ندين استهداف المرافق الحيوية  في كسلا وبورتسودان وندعو لانهاء الحرب بوسائل سلمية

محمد المكي أحمد:

في تطور لافت بشأن العلاقات القطرية الإمارتية زار أمير قطر الشيخ  تميم بن حمد آل ثاني دولة الإمارات العربية المتحدة  4 مايو  2025 ، وتكتسب محادثاته في أبوظبي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية على أصعدة عدة،  ثنائية واقليمية ودولية.

ووصفت الدوحة وابو ظبي  الزيارة بأنها  ” أخويه”  وهذا تعبير  درج الخليجيون على استخدامه في وصف علاقات قادتهم  خلال زياراتهم المتبادلة.

و قالت  الإمارات إن  ” الشيخ محمد بن زايد بحث مع الشيخ تميم بن حمد العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك وتنميتهما في المجالات المختلفة، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين ويعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين”.

واضافت أبو ظبي أن القائدين “استعرضا عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة بشأنها وتبادلا وجهات النظر حولها”.

أما رأي الدوحة  بشأن نتائج  القمة القطرية الإماراتية فقد جاء  في تغريدة  نشرها  تميم  في  حسابه على منصة “إكس” ، إذ قال ” لقاء بناء جمعني اليوم ( 4 مايو 2025) بأخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مدينة أبوظبي، تطرقنا فيه إلى الفرص والآفاق الكبيرة لتطوير التعاون الثنائي في مجالات متنوعة، بما يعود بالنفع على شعبينا الشقيقين والعلاقات الأخوية الوطيدة بينهما” وأضاف “ناقشنا أيضا التطورات التي تشهدها المنطقة، وقضايا إقليمية ودولية أخرى، وما يبذله بلدانا من جهود مشتركة لصالح أمن المنطقة واستقرارها وازدهار شعوبها “.

الملف السوداني يحظى باهتمام الدوحة وابو ظبي

ورغم أن الجانبين القطري والإماراتي  لم يحددا طبيعة القضايا الاقليمية والدولية التي جرى بحثها، فان مؤشرات وبراهين عدة تؤكد  أن الملف السوداني الساخن يَحظى باهتمام القيادتين القطرية والإماراتية ، وفي ضوء ذلك  رجحت مصادر خليجية  متطابقة  “أن تكون تطورات الحرب في السودان وآفاق حل الأزمة  قد وجدت مكانا ضمن قائمة القضايا الاقليمية التي جرى بحثها، وتبادل الأراء بشأنها”.

يُذكر  أن التطورات الايجابية في علاقات  التعاون والتشاور بين قيادتي قطر والإمارات جاءت عشية جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخليجية، التي تبدأ في 13 مايو الجاري، وتشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، وستشهد الجولة   قمة أميركية خليجية  في السعودية ، بمشاركة  ترمب و قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، وفق مصادر خليجية.

يُشار إلى أن محادثات محمد بن زايد وتميم بن حمد جاءت بعد شكوى قدمتها قيادة الجيش السوداني ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية  بشأن  اتهامها أبو ظبي  بـ”التواطوء في ابادة جماعية” من خلال دعم قوات ” الدعم السريع”  في الحرب الحالية في السودان.

كما عُقدت القمة الإماراتية – القطرية  غداة  إعلان ابو ظبي أنها كشفت”خلية” لتهريب أسلحة وعتاد إلى الجيش السوداني.

الدوحة تدين استهداف مرافق حيوية في السودان

في غضون ذلك، وفي أحدث موقف خليجي بشأن  تطورات الحرب في السودان، بعد موقف سعودي “أدانت  دولة قطر استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في مدينتي كسلا وبورتسودان بجمهورية السودان الشقيقة”، ورأت أنه يشكل ” عملا منافيا للقوانين والأعراف الدولية وتهديدا خطيرا لأمن المنطقة”.

وشددت وزارة الخارجية القطرية ، في بيان صدر 4 مايو  على ” رفض دولة قطر القاطع لاستهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية، ودعت إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب عبر الوسائل السلمية”.

وأضاف البيان أن “وزارة  الخارجية جددت دعم دولة قطر الكامل لوحدة وسيادة واستقرار السودان، ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق لتحقيق تطلعاته في التنمية والازدهار”.

وكانت قطر والمملكة المتحدة  أعلنتا  في بيان مشترك صدر في 29 أبريل 2025  في ختام أعمال ” الحوار الاستراتيجي الثاني” ” عزمهما العمل معا لمعالجة النزاع المدمر في السودان” و ”  دعم الجهود الرامية إلى حماية المدنيين ، وايصال المساعدات إلى حيث تشتد الحاجة اليها ، وعملية سلام بقيادة سودانية”.

وبدا واضحا أن البيان القطري بشأن ادانة استهداف المرافق الحيوية في السودان ينسجم مع الموقف السعودي إزاء تطورات الساعة في السودان، الناجمة عن حرب  يبدو انها دخلت مرحلة جديدة بعدما  ضربت مُسيرات بورتسودان التي تتخذ منها قيادة الجيش مقرا لها، وهي أيضا مقر لسفارات  دول عدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *