أخبار وتقاريرالسودان

مفوضية اللاجئين تروي مأساة الطفلة حواء و 4 ملايين لاجيء سوداني

72 % من اللاجئين تعرضوا لعنف جسدي وجنسي واحتجاز وتجنيد قسري .. وأزمة الأطفال مدمرة جسديا ونفسيا

لندن- محمد المكي أحمد:

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أربعة ملايين شخص من السودان فروا إلى الدول المجاورة منذ بداية الحرب، ووصفت ذلك بانه  يمثل “نقطة تحول كارثية في أزمة النزوح الأكبر في العالم”.

وأطلقت تحذيرا أكدت فيه أنه “إذا استمر الصراع، سيستمر آلاف في الفرار، ما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر”.

عدد اللاجئين في تشاد تضاعف

وكشفت  المفوضية في تقرير أصدرته الأمم المتحدة ،اليوم 3 يونيو 2025 ،أن عدد اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، تضاعف بأكثر من ثلاثة أضعاف ” في ظل  الصراع الدامي في بلدهم ”  .

وجاء في صدارة التقرير أن المفوضية “دقّت ناقوس الخطر إزاء تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية” للاجئين السودانيين  ، مشيرة إلى أنه بدون زيادة كبيرة في التمويل، “لا يمكن تقديم المساعدات المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين”.

ووفقا للمفوضية، منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، عبر أكثرمن 844 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد، التي كانت تستضيف بالفعل ما يقرب من 409 آلاف سوداني فروا من موجات سابقة من الصراع في دارفور منذ عام 2003.

 وقال منسق المفوضية في تشاد دوسو باتريس أهوانسو، لصحافيين من الحدود التشادية السودانية  إن هذا الوضع يضغط على قدرة تشاد على الاستجابة.

1400 شخص يعبرون الحدود يوميا

وجاء في التقرير الدولي أن  عدد اللاجئين تصاعد بشكل كبير منذ تكثيف الهجمات على المدنيين في شمال دارفور في أواخر أبريل، بما في ذلك على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين وفي الفاشر. وأشار إلى أن  ما يقرب من 69 ألف شخص وصلوا  إلى تشاد خلال ما يزيد قليلا عن شهر، وبلغ متوسط ​​عدد الذين يعبرون الحدود يوميا 1400 شخص في الأيام الأخيرة.

وأضاف أهوانسو إن هؤلاء المدنيين “يفرون برعب، والكثير منهم تحت النار، ويتنقلون عبر نقاط التفتيش المسلحة والابتزاز والقيود الصارمة التي تفرضها الجماعات المسلحة”.

انتهاكات صارخة لحقوق الانسان

وأكد إن ما يقرب من 72% من اللاجئين الذين قابلتهم المفوضية مؤخرا أبلغوا عن تعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجسدي والجنسي، والاحتجاز التعسفي، والتجنيد القسري، وقال 60% منهم إنهم انفصلوا عن أفراد أسرهم.

 قصة حواء ومأساة الأطفال

وأضاف مسؤول الوكالة الأممية أن أزمة الأطفال المدمرة تتكشف أيضا، حيث إن ثلثي الأطفال الوافدين حرموا من المدرسة لسنوات، وأصيب الكثير منهم بجروح جسدية ونفسية عميقة.

وروى قصة فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تُدعى حواء، بترت ساقها نتيجة هجوم على مخيم زمزم فقدت فيه والديها وشقيقين. وقال إن هناك “العديد والعديد من الأطفال الذين يواجهون وضعا مشابها لحواء”.

وشدد على ضرورة توسيع نطاق توفير الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية لمعالجة المعاناة الفورية وإرساء أسس التعافي والمصالحة.

وقال أهوانسو أنه على الرغم من جهود الشركاء الإنسانيين والسلطات المحلية، لم تتم تلبية سوى 14% من الاحتياجات الحالية بسبب النقص الخطير في التمويل، مما يترك عشرات الآلاف معرضين للظروف الجوية القاسية وانعدام الأمن.

خمسة لترات ماء للشخص يوميا

وأشار إلى أن اللاجئين لا يحصلون حاليا إلا على خمسة لترات من الماء للشخص الواحد يوميا، وهو أقل بكثير من المعيار الدولي الذي يتراوح بين 15 و20 لترا لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية. وأضاف أن حوالي 239 ألف لاجئ ما زالوا عالقين على الحدود، معرضين لتقلبات الطقس وانعدام الأمن وخطر المزيد من العنف.

أزمة إنسانية، وأزمة أمن، وأزمة طفولة

وخلص المسؤول الأممي إلى القول: “هذه أزمة إنسانية، وأزمة أمن، وأزمة طفولة. إن حياة ومستقبل ملايين المدنيين الأبرياء، بمن فيهم أطفال مثل حواء، على المحك. وبدون زيادة كبيرة في التمويل، لا يمكن تقديم المساعدة المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *