أخبار وتقاريرالسودان

مسؤولة أممية: “حالة طواريء جنسانية” في السودان

ماذا قال مسؤولان دوليان عن مشاهداتهما في بورتسودان وولايتي الخرطوم و الجزيرة وما طبيعة التجاوزات ضد المدنيين ؟

 لندن – ( إطلالة)

كشف تقرير جديد نشرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة  أن الأسر التي ترأسها ( تُعيلها) نساء  في السودان تواجه خطرا مضاعفا بثلاث مرات لانعدام الأمن الغذائي الشديد مقارنة بالأسر التي يرأسها رجال، مع تتفاقم الأزمة الإنسانية  حيث   تصاعد المجاعة والنزاع، وتتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر .

وأوضح التقرير الذي صدراليوم، الثلاثاء 5 أغسطس 2025 أن 75 في المائة من الأسر التي تعيلها نساء لا تستطيع تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية، وقد تضاعف انعدام الأمن الغذائي الشديد تقريبا في عام واحد. وقال إن ” هذه الأزمة تُغذّي أوجه عدم المساواة المنهجية بين الجنسين، والتي تتفاقم بسبب النزاع والنزوح.”

وأضاف انه مع ازدياد عدد النساء اللواتي تقع عليهن مسؤولية إعالة الأسر – غالبا بسبب وفاة أو اختفاء الأقارب الذكور – فإنهن يواجهن أصعب الحواجز أمام الحصول على الغذاء والدخل والمساعدات.

حالة طوارئ جنسانية

وأكدت سالفاتور نكورونزيزا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان:  أنه مع وصول الظروف الآن إلى عتبات المجاعة في عدة مناطق بالبلاد، فإنها ليست مجرد أزمة غذاء، بل هي حالة طوارئ جنسانية ناجمة عن فشل في العمل المستجيب للنوع الاجتماعي”.

وشددت على أن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر لانعدام الأمن الغذائي الشديد، مع موارد أقل، ووصول أقل إلى المساعدات، وتعرض أكبر للمخاطر.

ولفتت إلى أن “المنظمات التي تعمل في جميع أنحاء السودان و تقودها النساء  تعمل على تشغيل مطابخ الطعام، وتقديم الوجبات، ودعم الأسر النازحة – غالبا دون تمويل كافٍ. وقد اضطرت إحدى هذه المنظمات العاملة في ثماني ولايات إلى إغلاق أكثر من نصف مطابخها بسبب نقص الموارد.

الحرب دمرت حياة المدنيين

وجددت  الأمم المتحدة  تحذيرها من ما وصفته  بتدهور كارثي في أوضاع حقوق الإنسان، وجددت التأكيد أن النساء والفتيات يتحملن أعباء انعدام الأمن الغذائي والنزوح القسري وسط غياب الحماية والمساعدات الكافية. كما شددت على ضرورة ألا يدير العالم ظهره عن معاناة الأطفال

وجاء في تقرير ” أخبار الأمم المتحدة ) أن رضوان نويصر خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان  دق ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في خضم تصاعد الأعمال العدائية.

وقال الخبير الأممي المعين من قبل المفوض السامي لحقوق الإنسان: “كل يوم يستمر فيه النزاع في السودان، تُفقد أرواح بريئة، وتتمزق المجتمعات، وتستمر الصدمات في مطاردة الأجيال. لقد دمرت الحرب المستمرة حياة المدنيين وحولت البقاء اليومي إلى صراع مستمر”.

وأضاف: “لا زلت قلقا للغاية من الانتهاكات والتجاوزات واسعة النطاق ضد المدنيين في السودان، بما فيها عمليات القتل خارج نطاق القانون، والعنف الجنسي، والتهجير القسري، والاحتجاز التعسفي. ومع استمرار النزاع، يتدهور وضع حقوق الإنسان والوضع الإنساني بوتيرة مقلقة”.

وخلال زيارته إلى بورتسودان، التقى نويصر العديد من المسؤولين السودانيين، مشيرا إلى أن مناقشاته معهم اتسمت بالصراحة والشفافية. والتقى أيضا بمجتمعات النازحين.

صعوبات هائلة تواجه أصحاب الإعاقة

وأضاف الخبير الأممي قائلا: “استمعت مباشرة من النساء النازحات داخليا في موقع يستضيف الأسر التي تعيلها نساء، واللواتي روين تأثير النزاع على حياة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار. وعلى وجه الخصوص، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبات هائلة في مغادرة مناطق النزاع، ونقص الخدمات في مناطق النزوح”.

أطفال السودان يموتون بالجوع والمرض

 وأعرب شيلدون يت، ممثل منظمة اليونيسف في السودان عن أسفه إزاء تدهور وضع الأطفال بسرعة في جميع أنحاء البلاد، محذرا من أن الأطفال يموتون بسبب الجوع والمرض والعنف المباشر وأنهم يُحرمون من الخدمات التي يمكن أن تنقذ حياتهم.

أكبر أزمة إنسانية على الأطفال والعائلات

وتحدث ممثل اليونيسف إلى الصحافيين في جنيف اليوم الثلاثاء، وأفاد بأنه سافر من بورتسودان إلى ولايتي الجزيرة والخرطوم، خلال الأسبوع الماضي، وشهد تأثير هذه الأزمة – وهي أكبر أزمة إنسانية في العالم – على الأطفال والعائلات.

وأضاف: “هذا الأمر ليس افتراضيا. إنها كارثة وشيكة. نحن على وشك أن يلحق ضرر لا رجعة فيه بجيل كامل من الأطفال – ليس لأننا نفتقر إلى المعرفة أو الأدوات لإنقاذهم، ولكن لأننا نفشل جماعيا في التصرف بالسرعة والنطاق الذي تتطلبه هذه الأزمة. نحن بحاجة إلى الوصول إلى هؤلاء الأطفال”.

وتابع: “خلال المهمة، رأيت منازل ومبانٍ مدمرة. رأيت مستودعا في الخرطوم وقد نُهب وتحول إلى ركام. رأيت إمداداتنا الإنسانية في ذلك المستودع قد دُمرت. رأيت مجتمعات اقتُلعت من جذورها وأطفالا أُجبروا على الفرار يعيشون في أحياء مكتظة”.

وأوضح ممثل اليونيسف أنه زار منطقة جبل أولياء، إحدى المنطقتين في ولاية الخرطوم اللتين تم تحديدهما على أنهما معرضتان لخطر المجاعة الشديد وتفشي الكوليرا، مشيرا إلى أن المراكز الصحية القليلة ومراكز علاج سوء التغذية العاملة في المنطقة مكتظة للغاية ومليئة بالناس.

نداء للعالم  بشأن أطفال السودان

ورغم أن الوضع الأمني لا يزال محفوفا بالمخاطر، قال ممثل اليونيسف إن المنظمة وشركاءها يبذلون قصارى جهدهم ويواصلون دعم خدمات الصحة والتغذية، والمياه والصرف الصحي، وإعادة تموضع الإمدادات الحيوية حيث تشتد الحاجة إليها. كما تقوم المنظمة بإنشاء مساحات آمنة للأطفال للتعلم واللعب والتعافي.

وأضاف أن العديد من شركاء اليونيسف في ولاية الخرطوم وأماكن أخرى في السودان اضطروا إلى تقليص نطاق عملهم بسبب التخفيضات الأخيرة في التمويل. وأكد الحاجة إلى الموارد والوصول المستدام “لنتمكن من توسيع نطاق العمل بسرعة في المناطق التي يمكننا الوصول إليها الآن”. واختتم حديثه مشددا على ضرورة ألا يدير العالم ظهره لأطفال السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *