السودانقطرمقالات

محمد سليمان.. عطاء وطني وصلابة موقف

محمد المكي أحمد:

 

نعى سودانيون في قطر المفكر والقيادي السياسي محمد سليمان عبد الرحيم، الذي انتقل إلى رحمة الله في الدوحة أمس الخميس 8 أغسطس 2024 .

 

عرفت الفقيد العزيز خلال سنوات عملي صحافيا في الدوحة لأكثر من ثلاثين سنة.

 

تميزت شخصيته بعطائه الانساني والفكري والوطني.

 

عاش في ربوع الدوحة سنوات عدة، و تميز بنبض وطني محسوس وملموس.

 

التقيته مع آخرين مرات عدة في بيته ، كان انسانا اجتماعيا، وسجلت قضايا الوطن وهموم إنسانه وتطلعاته المشروعة حضورا في حدقات العيون .

 

رحيل محمد سليمان فقد كبير لوطنه السودان ولسودانيي الدوحة، وخصوصا عشاق الحرية والعدالة والسلام والديمقراطية.

 

كان الراحل مناضلا رافضا للديكتاتورية، والانقلابيين، ومشعلي نيران الحروب في السودان، الذين صادروا حرية الناس ونهبوا ثروات البلد وممتلكات الناس، وأحالوا حياة الشعب إلى جحيم التشرد، والفقر، والجوع، و الذل الشديد داخل السودان وخارجه.

عرفت الفقيد قويا بمواقفه، واضحا برؤاه، صلبا ، لم يتلون أو يهتز في أصعب الظروف ولم ينكسر ، أو يساوم بشأن قناعاته وتمسكه بحقوق أهل السودان في الحرية والعيش الكريم.

 

بعد مغادرتي الدوحة في العام 2015 كان يتفاعل برسائل وتعليقات عن إطلالاتي في تلفزيون( بي بي سي) وقنوات فضائية عن تفاعلات ثورة الشعب ،السلمية، والباهرة أواخر العام 2018 واستمرت لأشهر حتى جرت الإطاحة بحكم ديكتاتوري ظالم في 11 أبريل 2019.

 

كان محمد سليمان- على سبيل المثال- في كل محطات الثورة السودانية وحتى رحيله فاعلا ومتفاعلا، بمشاركته بالفكر والرأي ، وبنبضه الوطني الجميل.

 

رحيله فقد كبير للوطن السودان، ولعشاق الحرية والعدالة والسلام، ولرواد التحديث والتجديد، الذين يرفعون أعلام الدعوة للقوى السياسية السودانية كافة كي تصلح حالها لتواكب روح العصر.

 

محمد سليمان رحل بعدما أعطى للوطن عصارة فكر، وصلابة موقف، ونضار عطاء.

 

الموت حقيقة كبرى..

قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

 

التعازي لأسرته وأهله ، وزملائه في حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) ولأصدقائه في قطر والسودان و العالم.

( إنا لله وإنا اليه راجعون)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *