
محمد المكي أحمد:
نجحت وساطة قطرية في الإفراج عن زوجين بريطانيين، كانا محتجزين في أفغانستان، و أعلنت وزارة الخارجية القطرية، اليوم، أنها “يسرت الإفراج عن مواطنين بريطانيين كانا محتجزين في أفغانستان.
وأفادت بأن بيتر رينولد وزوجه باربي رينولد، وصلا الدوحة، وسيغادران إلى لندن في وقت لاحق. وعُلم أنهما وصلا إلى الدوحة على متن طائرة قطرية.
ونوًه وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية بـ ” التعاون المثمر الذي أبدته كل من حكومة تصريف الأعمال الأفغانية والمملكة المتحدة” ، وأعرب عن تقدير دولة قطر لهذا التعاون.
ولفت الوزير القطري إلى “جهود دولة قطر، وتشجيعها المستمر للحوار المباشر وإيمانها الثابت بالتعاون متعدد الأطراف ، لتعزيز وصون كرامة الإنسان وحماية حقوقه”.
وأكد ” أن دولة قطر تحرص دائما في وساطتها على ترسيخ القيم الإنسانية عبر حماية الأرواح وضمان الحقوق”.
ورأى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، أن “الجهود القيمة التي بذلتها دولة قطر في عملية الإفراج عن مواطنين بريطانيين في أفغانستان تؤكد سعي دولة قطر الدائم لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وقدرتها على التواصل مع جميع أطراف النزاع من خلالها سياستها الحكيمة المبنية على الوساطات والحوارات السلمية”.
“رويترز” تروي قصة الزوجين
أوضحت الوكالة في تقرير شامل أن الزوجين البريطانيين المسنّين كانا محتجزين في أفغانستان منذ نحو ثمانية أشهر، وفق ما أعلنت الجمعة سلطات طالبان وقطر، الوسيط التقليدي بين الحركة والمجتمع الدولي.
ووصلت الطائرة التي كانت تقلّ الزوجين البريطانيين بيتر رينولدز (80 عاما) وباربرا رينولدز (76 عاما) اليوم ،الجمعة إلى الدوحة، وفق ما أكّدت مراسلة وكالة فرانس برس.
وكان الزوجان غادرا مطار كابول، بعد تسليمهما للمبعوث البريطاني الخاص ريتشارد ليندسي، بحسب ما أظهرت لقطات بثّتها قناة سكاي نيوز التلفزيونية.
ورحّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالإفراج عن الزوجين، وقال في بيان:”أود أن أُشيد بالدور المحوري الذي أدته قطر، ولا سيما الأمير تميم بن حمد آل ثاني، في ضمان إطلاق سراحهما”.
و رحّبت عائلة الزوجين بالإفراج عنهما وقالت إن ذلك يمنحها “شعورا عارما بالفرح”.
ماذا قال الزوجان ؟
قالت باربرا رينولدز من مدرّج مطار كابول، “لقد عوملنا بشكل جيد جدا، ونحن نتطلع لرؤية أولادنا”.
و قال ليندسي الذي وقف بجانبها “نشعر براحة كبيرة للعودة إلى الوطن والاجتماع بأفراد عائلتنا في أقرب وقت”.
وتوقع دبلوماسي قطري لفرانس برس أن يبقى الزوجان في الدوحة لإجراء فحوص طبية، قبل أن يغادرا الى بريطانيا غدا ، السبت.
وأصدر وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني هاميش فالكونر بيانا، تلقى موقع ( إطلالة) نسخة منه، وقال إنه “يشعر بالارتياح لأن “محنتهما وصلت إلى نهايتها”.
وأوردت الوكالة معلومات عن الزوجين البريطانيين، وقالت إنهما تزوجا في كابول في العام 1970، وأمضيا حوالى عقدين في أفغانستان حيث يديران جمعية تقدّم برامج تعليمية للأطفال والنساء.
وحصلا على الجنسية الأفغانية، بينما أكدت سلطات طالبان مرارا أنّ محاكمتهما تتمّ بناء على أنّهما مواطنان.
لماذا اعتقلتهما طالبان؟
رفض مسؤولو طالبان الإفصاح عن سبب توقيفهما في فبراير الماضي، أثناء عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان في وسط البلاد.
و وفقا لرويترز ، قالت باربرا رينولدز المولعة بالبلد والتي تعيش فيه منذ 18 عاما، “نتطلّع للعودة إلى أفغانستان إذا استطعنا”.
وأضافت “نحن مواطنان أفغانيان”.
وكان أبناء الزوجين خاضا في الأشهر الأخيرة، حملة عبر الصحافة العالمية لدعم قضية والديهم، كما أعربوا عن القلق على حياتهما في حال بقيا رهن الاحتجاز.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية عبد القهار بلخي في منشور على منصة إكس، إنّ قطر “سهّلت” الإفراج عنهما.
وكانت الدوحة توسّطت للإفراج عن أجانب آخرين كانوا محتجزين في أفغانستان.
إفراج عن أميركيين بجهود قطرية
في مارس الماضي، أفرجت سلطات طالبان عن الأميركي جورج غليزمان بعد احتجازه لعامين، ثم عن الأميركية فاي هول التي كانت أوقفت مع الزوجين البريطانيين في فبراير، وجرت العمليتين بجهود قطرية.
وأعلنت سلطات طالبان السبت الماضي، أن أجانب آخرين محتجزون في البلاد، بينهم أميركي واحد على الأقل، وذلك خلال زيارة نادرة لكابول للمبعوث الأميركي الخاص بالمحتجزين آدم بوهلر.
وصرّح نائب رئيس الوزراء الأفغاني عبد الغني برادار يومها بأن “آدم بوهلر قال إنّ البلدين سيتبادلان سجناءهما، في ما يتعلق بقضية المواطنين المسجونين في أفغانستان وفي الولايات المتحدة”.
وتعتبر بريطانيا واحدة من الدول الغربية القليلة التي أعلنت تخصيص ملايين الدولارات لمساعدة أفغانستان التي ضربها زلزال بقوة 6 درجات في 31 أغسطس، موديا بأكثر من 2200 شخص.
و خلصت الوكالة إلى أن خبراء من الأمم المتحدة تمكنوا من زيارة الزوجين في 21 يوليو ونقلوا رسالة صوتية منهما إلى أولادهما.
يُشار إلى أن حركة طالبان عادت إلى السلطة في أفغانستان في العام 2021، ولم تحظ إلى اليوم سوى باعتراف رسمي واحد من جانب روسيا.