أخبار وتقاريرأميركاافريقياالاماراتالخليجالسعوديةالسودانقطر

ما هي خلفيات سعي ترمب إلى  “تيسير السلام في السودان” ؟

ماذا قال ترمب لزعيم أفريقي خلال إجتماعه مع قادة أفارقة و ماذا قال ولي العهد السعودي للرئيس الأميركي عن السودان؟

لندن- محمد المكي أحمد:

أثار إعلان دونالد ترمب أنه يسعى إلى “تيسير السلام في السودان ” إهتمام مراقبين للشأن السوداني، و تعليقات عدد من السودانيين في وسائل التواصل الإجتماعي، وخصوصا أن تصريح الرئيس الأميركي هو الأول من نوعه  الذي لخص موقفه إزاء الحرب في السودان .

وكان ترمب  قال إن إدارته ستعمل على “تيسير السلام في أماكن مثل السودان حيث توجد مشاكل كثيرة، وكذلك في ليبيا”.

كلام ترمب جرى بثه  مساء  الأربعاء 9 يوليو 2025 لدى اجتماعه مع  قادة  السنغال والغابون وغينيا بيساو وليبيريا وموريتانيا .

 وفي إشارة إلى اهتمامه بالشأن السودان لفت إلى دور الإدارة الأميركية في تحقيق اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية في البيت الابيض قبل أيام.

وكانت قطر لعبت دورا مهما في استضافة اجتماعات مهدت لتوقيع وزيري خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام  في واشنطن.

ونسبت CNN  إلى مسؤول في البيت الأبيض قوله إن اجتماع ترمب مع القادة الأفارقة ركز على “الفرص التجارية”، وأن القادة  الخمسة أشادوا  بترامب، وشجعوه على الاستثمار في بلدانهم وتنمية مواردها الطبيعية الوفيرة.

وأشارت إلى أن ترامب أشعل تفاعلًا واسعًا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا أسلوب حديثه مع أحد الزعماء الأفارقة خلال اجتماع في البيت الأبيض، وكيف طلب الرئيس منه الإدلاء باسمه واسم بلده في سبيل تسريع وتيرة الاجتماع، حيث استوقفه وقال: “علينا أن ننطلق، لكنني أُقدّر ذلك كثيرًا”.

بعدها التفت ترامب إلى أحد القادة الأفارقة ليقول: “ربما علينا أن نسرع ​​أكثر من ذلك قليلًا لأن لدينا جدول زمني حافل. لو تستطيع أن تخبرني باسمك وبلدك فقط، لكان ذلك رائعًا”.

جولة ترمب الخليجية والوضع السوداني

وبشأن السودان، نشر موقعي  ” إطلالة”  في مايو الماضي تفاعلات الاهتمام الأميركي بالملف السوداني خلال جولة ترمب الخليجية ، وأفاد ” إطلالة”  أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي زار  السعودية في  13 مايو  في إطار جولة خليجية  شملت قطر والإمارات، بحث مع قادة خليجيين ” أزمة الحرب في السودان” وركز على “دور السعودية ومساعيها الهادفة لإطفاء نار الحرب عبر الحوار، والحل السلمي”..

وكانت مصادر متطابقة أكدت لموقع ( إطلالة)  عشية جولة ترمب الخليجية أن “تداعيات الوضع الإنساني المأساوي في السودان ستسجل حضورا ضمن أجندة  محادثات ترمب في الخليج”، مشيرة إلى “قلق إقليمي ودولي من ارتفاع عدد النازحين الذين بلغ  عددهم أكثر من 13 مليون شخص”.

 و نشرت  أن مؤشر إهتمام أميركي  بالملف السوداني ظهر  عشية جولة ترمب الخليجية، في اتصال جرى بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في السابع من مايو 2025.

ولفت ” إطلالة”  إلى أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس أشارت إلى أن   روبيو أشاد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي في مايو 2025  بـ “جهود الحكومة السعودية للمساعدة في وقف القتال الدائر في السودان”.

وذكر “إطلالة” أن من أدلة الاهتمام الأميركي بالملف السوداني الساخن ما جاء  على لسان سامويل وربيرغ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في حوار نشرته  صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، في 11 مايو 2025 ، إذ شدد على أن “إدارة الرئيس ترمب مهتمة بالشأن السوداني، وضرورة إيقاف الحرب، والعمل على أمن واستقرار السودان” وتوقع  ”تعيين مبعوث أميركي رفيع المستوى للسودان،  لمزيد من الجدية التي تضع الأمور في نصابها الصحيح”.

وكان وربيرغ قال “إن مسألة وجود قطع عسكرية أميركية في مواقع الحرب في السودان، ستكون موضع تحقيق، للتأكد من إيقاف حرب المسيّرات”.

رسالة محمد بن سلمان “سعودية خليجية”

وجاءت  أحدث وأقوى رسالة سعودية في شأن السودان على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في  القمة الأميركية الخليجية، في 14 مايو 2025،  إذ شدد على موقف بلاده الذي يحظى بدعم أميركي حينما قال ( سنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية أمريكية، وصولًا إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان).

وقال مصدر خليجي لموقعي ( إطلالة) إن الموقف السعودي المُعلن في القمة الأميركية الخليجية التي ضمت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست ( السعودية، قطر ، الكويت، الإمارات ، سلطنة عمان، البحرين)  يؤكد أن تشاورا سعوديا أميركيا خليجيا  قد جرى بشأن الحرب في السودان وأن هناك دعما أميركيا وخليجيا للدور السعودي.

وجاء التاكيد السعودي بشأن السعي لحل الأزمة السودانية على لسان ولي العهد،  وقد  ربط  بين أهمية الاستقرار والأمن  و التنمية، مشيرا إلى التحديات في المنطقة، كما  شدد على أن ”المستقبل الذي نتطلع عليه من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب وجود بيئة مستقرة وآمنة، ونحن مدركون حجم التحديات التي تواجهها منطقتنا”.

وخاطب الأمير محمد بن سلمان، الرئيس ترمب أثناء زياراته للسعودية بفوله ” نسعى معكم فخامة الرئيس وبالتعاون مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لوقف التصعيد في المنطقة وأكد أنه  “من هذا المنطلق سنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية أمريكية، وصولًا إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان”.

كل هذه التفاعلات تعني  أن تصريح ترمب الأول عن سعيه إلى” تيسير السلام في السودان” لم يأت من فراغ، بل هو نتاج مشاورات واتصالات وتفاهمات تبلورت أكثر من أي وقت مضى خلال جولته الخليجية، وفي لقاءات واتصالات شهدتها واشنطن الأيام الماضية مع  مسؤولين خليجيين، وفق مصادر متطابقة  تحدثت لـ” إطلالة”.

أشير أيضا إلى أن ترمب يرى أنه ” رجل سلام” وهو  يفخر بانه اوقف صراعا عسكريا بين الهند وباكستان و قد نجح في منع انفجار حرب مدمرة بين بلدين نوويين، وهو  يسعى لحل أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا لكنه بدا محبطا هذه الأيام من ما وصفه   بعدم  تجاوب  الرئيس الروسي بوتين مع مساعيه لوقف الحرب ، وهو يضغط  هذه الأيام لوقف الحرب في غزة، وجاء حديثه عن “تيسير السلام في السودان” ليصب في إطار سعيه إلى تحقيق ” السلام ” في العالم بحسب قوله ،  وهو يخوض في هذا الميدان من خلال المفاوضات مع المعنيين في  بؤر التوتر، أو  عبر ” سلام   القوة”

PEACE THROUGH  POWER .

وينسجم تحرك ترمب الهادف لأطفاء بعض الحرائق في العالم ، سواء عبر المفاوضات أو باستخدام القوة مع تعهدات أطلقها  في خطاب القسم، بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، في 20 يناير 2025 ، إذ تعهد الرئيس الأميركي الـ 47  في احتفال أقيم في الكابيتول ( مبنى الكونغرس) أن يضع نهاية للحروب ، وقال “ستُوقف قوتنا الحروب، وتجلب روحا جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضبا وعنيفا، وغير قابل للتبؤء تماما” وقال إن القوات المسلحة ستركز على مهمتها الوحيدة وهي الحاق الهزيمة بأعداء أميركا.

وكان موقع ( إطلالة) أشار في يوم تنصيب ترمب لولاية ثانية ( 20 يناير 2025)  إلى أن تعهداته تؤشر  إلى أنه “سيضع ملف الحرب في السودان ومعاناة السودانيين المتفاقمة في  ملف أولوياته”.

أشير في هذا الإطار إلى مقالة  نشرتها في 17 يناير 2025 بعنوان ” هل بدأت رياح ترامب تهبُ في السودان؟وماذا يعني كلام واشنطن عن البرهان وحميدتي وحكم السودان ؟

هنا رابط المقالة في يناير 2025:

هل بدأت رياح ترامب تهبُ في السودان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *