أخبار وتقاريرأميركاالاماراتالسعوديةالسودانقطرمصر

ماذا يعني إعلان مستشار ترمب أن طرفي حرب السودان يقتربان من محادثات مباشرة؟

لماذا قال مسعد بولس إن "الإعلان عن شيء ما " سيتم "قريبا جدا" وما هي توقعات مصادر متطابقة؟

محمد المكي أحمد:
شكلت أحدث تصريحات ، أدلى بها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط ، مسعد بولس، أهم رسالة أميركية، بشأن الحرب المشتعلة في السودان.

في أول تصريح من نوعه، قال إن طرفي الحرب في السودان (الجيش وقوات الدعم السريع) “يقتربان من محادثات مباشرة لإنهاء إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”.

اذا تأملنا ما تشهده نيويورك ، هذه الأيام، على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، نلحظ أن اجتماعات مكثفة قد بحثت الشأن السوداني.

أهم المشاورات تمت بمشاركة خليجية أميركية ، وخليجية بريطانية، وسجلت مصر حضورا، في تطور يؤشر إلى تنسيق القاهرة مواقفها مع أميركا ودول خليجية بشأن السودان، إذ تُشارك مصر حاليا ، في عضوية مجموعة ” الدول الأربع”.

المداولات بين هذه الدول تؤشر إلى حرصها على تنسيق المواقف، وأتخاذ قرارات مشتركة، تحدد كيفيات التعامل مع تداعيات الصراع الدموي في السودان.

لكن تصريحات مستشار ترمب للصحافيين، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تكتسب أهمية إضافية.

التصريحات صدرت على لسان شخصية أميركية تُمسك بالملف السوداني، وتُعبًر عن موقف الرئيس الأميركي، ومكلفة بعقد لقاءات سرية مع طرفي الحرب.

تأكيد بولس أن ” الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الجيش وقوات الدعم السريع، للاتفاق على مبادئ عامة للمفاوضات” يؤشر إلى إن إدارة الرئيس دونالد ترمب بدأت تحريك الملف السوداني، وتسخينه.

تصريحات مستشار ترمب لشؤون إفريقيا في هذا الشأن تحمل إشارات واضحة إلى أن هناك ” طبخة” تجري بعيدا عن الأضواء مع “طرفي الحرب الأساسيين” وتساهم في دعمها أطراف إقليمية ودولية.

أهم رسالة أطلقها بولس هذه الأيام ، تكمن في  أنه  أعرب عن أمله في “الإعلان عن شيء ما قريبا جدا” ، ولم يغفل تفسير السبب ، إذ قال إن “أيا من الطرفين ( الجيش والدعم السريع) لا يسيطر على الوضع الراهن لذا كلاهما مستعد للتحدث”.

هذا التصريح ” القنبلة” صدر بعدما كًثفت الإدارة الأميركية اتصالاتها ومشاوراتها، بشأن حرب السودان، مع وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر خلال الأيام الماضية.

“الدول الأربع” أطلقت في 12 سبتمبر الجاري مواقف محددة ،ولافتة، إذ دعت إلى “هدنة 3 أشهر” في السودان ، وشددت على ” إنتقال سياسي وتسوية سياسية “.

وتركز ” الدول الأربع” بعد ” الهدنة” على ضرورة ” إطلاق عملية انتقالية شاملة خلال 9 أشهر، تؤدي إلى حكومة مدنية مستقلة ،وذات شرعية واسعة”.

ظهر جلياً موقف أميركي سعودي مصري إماراتي محدد الملامح بشأن مستقبل السودان، إذ قالت هذه الدول إن “مستقبل السودان لا تحدده “جماعات متطرفة عنيفة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين”.

اللافت أن وزراء خارجية ” الدول الأربع ” وجهوا للمرة الأولى تحذيرا من دور تلك الجماعات ” في إذكاء العنف وعدم الاستقرار في المنطقة”وفق ما جاء في بيان” الدول الأربع” .

وإذا تأملنا تشديد “الدول الأربع” على مواجهة ما وصفته بـ “تهديدات الجماعات المتشددة العابرة للحدود، وحماية أمن البحر الأحمر” يبدو أن تحرك وقلق هذه الدول، ينبُع من ” مخاوفها ومصالحها”.

أي  التحرك يهدف- وهذا أمر طبيعي ومشروع-  إلى ” حماية أمنها”، أو منع ظهور مصادر قلق جديدة ، تُهدد استقرارها ، وهذا يعني ان تلك الدول تسعى للحؤول دون أن يسيطر على دولاب الحكم مَن يسمون أنفسهم ” الإسلاميين” بعدما سيطروا على عجلة ودولاب الحكم، في السودان، لأكثر من ثلاثين عاما، ودمروا السودان ، ووضعوا بذور الحروب  .

في سياق هذه التصريحات والأجواء الساخنة ، تكثفت الإتصالات الأميركية خلال الأيام الماضية مع أطراف فاعلة في المنطقة .

على سبيل المثال، أجرى وزير الخارجية الأميركي إتصالا مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ،في 21 سبتمبر الجاري، عشية وصوله إلى نيويورك للمشاركة في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ناقش وزير الخارجية ماركو روبيو مع الوزير السعودي الملف السوداني ، وقضايا أخرى، ساخنة في المنطقة.

بالعودة إلى بولس مستشار ترمب ، فقد قال في تغريدة، أن البلدان الأربع ( أميركا والسعودية والإمارات ومصر) أكدت مجدداً على أهمية إنهاء النزاع في السودان واستعادة السلام، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني.

ما أضفى أهمية إضافية على تصريحه ، يتضح في قوله أن” أمد الحرب طال بما فيه الكفاية، والرئيس الأميركي يريد السلام”.
و كشف بولس أن قوات الدعم السريع وافقت على السماح لشاحنات المساعدات بدخول الفاشر، وأضاف أن “بعض الإمدادات بدأت بالتدفق بالفعل والأمور بدأت تتبلور الآن”

وهاهي أحدث المشاورات بشأن السودان، أجراها مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس‬⁩، مع وزير الدولة الإماراتي، شخبوط بن نهيان آل نهيان.

واشنطن أعلنت أن بولس وشخبوط بحثا “سبل تعزيز السلام في السودان، ودعم جهود ترسيخ الاستقرار في ليبيا، وأهمية تعميق التعاون الإقليمي بما يسهم في تعزيز الأمن والازدهار”.

ووفقا لمصادر متطابقة تحدثت لـ ” إطلالة” فان واشنطن بدأت بالفعل ممارسة ضغوط شديدة، على ” أطراف الصراع في السودان مقرونة بتحذيرات”.

وقالت المصادر إن هذه “الضغوط مدعومة بمواقف إقليمية ودولية، ضاغطة أيضا”، وتوقعت أن تظهر نتائجها قريبا، في مواقف علنية يعلنها ” طرفا الصراع ” .

المصادر توقعت أن تعود الأضواء قريبا إلى ” منبر جدة” في سبيل الدفع نحو الوفاء بالتزامات وتعهدات لم تُنفذ في السودان، واهمها حماية المدنيين.

ومعلوم أن ” منبر جدة” يحظى بدعم خليجي ودولي، وكان،  أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال  في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة  ”  بالنسبة للسودان الشقيق، فإن شعبه ما زال يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة استمرار العنف”.

وأضاف “نحن ندعو مجددًا جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا، والانخراط في حوار شامل يقود إلى سلام مستدام، ويحفظ وحدة السودان واستقلاله وسيادته، ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية”.

وأكد الأمير  “دعمنا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق هذه الغاية”.

موقف تميم مهم، وهو  يعكس  موقف قطري  و تفاعلات تجري في المنطقة والعالم بشأن الملف السوداني .

وتوقعت مصادر أن “تبدأ أية خطوات عملية لإسكات  البنادق بإعلان  إجراءات  عسكرية و أمنية، تؤدي إلى ضمان حماية المدنيين، وتسهم في تيسير تدفق المساعدات الإنسانية كأولوية”.

ولم تستبعد المصادر أن” تسعى أطراف مشاركة في الحرب إلى خوض معارك شديدة خلال الأيام المقبلة ، وقد بدأت مظاهرها واضحة هذه الأيام في  إقليمي دارفور وكردفان بغرب السودان ، في محاولة لترجيح كفة السيطرة ( لصالح هذا الطرف أو ذاك) قبل دخول غرفة المفاوضات”.

كل المؤشرات تشير إلى  أن دخول غرفة المفاوضات، سواء تم ذلك برغبة أو من دونها ، طال الزمن أو قصر،  فسيتم تحت الضغط الأميركي ،الإقليمي ، والدولي، وتأثيرات حالة الإنهيار الشامل  الذي تعاني منه البلد، بعدما قتلت  الحرب أعدادا كبيرة من السودانيين، و يصعب على منظمات دولية تتسم بصدقية تحديد عددهم بشكل دقيق الآن، خصوصا أن آلة الحرب تحصد أرواحا يوميا..

كما شردت  الحرب ملايين البشر  ، وعرضتهم للجوع وسلاح  التجويع،  وأذلت بنات و أبناء السودان ، وأفقرت الناس ، ودمرت البلد تدميرا شاملا.

من دون أدنى شك ، يتحمل مسؤوليات سفك دماء السودانيين من أشعلوا الحرب، ويشاركون في عمليات القتل على الهوية ،  ومن يستميتون في إشعال المزيد من النيران، بمختلف أنواع الأسلحة أو بالكلام الأجوف، السطحي، والأكاذيب ، وأساليب التضليل، والمعارك  العنصرية البغيضة.

‫2 تعليقات

  1. سلامات استاذ محمد المكي
    اخاف ان التفاوض مع البرهان وحميدتي يكون مجرد حبر علي ورق نحن في هذه اللحظة الحرجة من الواقع المعاش
    الان هو فقدان الامن والتفلت الحاصل من المسلحيين من الجانبين وكذلك العصابات المسلحة التي تجوب الاحياء في القري والمدن وترهيب المواطنين العزل نحن الان نجاوزنا مرحلة الاتفاقات والتوافق التي كانت منشودة في البدايات اما الان فقد وصلنا مرحلة الانهيار والسيولة الامنية حقيقة
    نحن الان في حاجة مآسة لقوات دولية افريقية اي مسمي لاعادة الامن وضبط المتفلتين وارجاع الاسر لسكناهم ..اخاف ان يكون زمام الامور الذي كان بايديهم اي بايدي البرهان وحميدتي قد فلت
    بلا رجعة وصار الامر بيد المسلحين والمليشيات الذين يعوثون في الارض فسادا ويستقصدون المواطنين العزل لنهبهم وازلالهم …ان يعجلوا لنا بقوات اممية خير لنا من الجري وراء اتفاق بين البرهان وحميدتي ..علما بان الكيزان عندما اشعلوها حربا لم يستشيروا البرهان الذي كان يفاوض خصمة لدرء الحرب لانه بيدهم كان السلاح الذي تمتلكه مليشياتهم بكل مسمياتها ..ولكن بالرغم …قد حدث ماحدث
    وشكرا
    منعم مالك

  2. دة كلو لعب عيال

    لأن المشاورات والقرارات الدولية لا إلزام لها علي أرض الواقع كفاقد الشئ لا يعطيك مما لا يملك عبارة عن زيادة أمد للحرب وليس إلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *