أخبار وتقاريرالسودان

ماذا قالت مسؤولة أممية زارت “طويلة”عن معاناة سودانيات تعرضن للعنف.. والوضع في كردفان؟

'' الأولوية الملحة وقف العنف الجنسي .. وإمرأة  فرت من الفاشر برفقة أطفالها الثلاثة .. اثنان على ظهر حمارها والثالث على ظهرها"

لندن – ( إطلالة)

روت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون مشاهداتها في منطقة طويلة في شمال دارفور  التي تزورها هذه الأيام ، ويقيم بها حاليا 600 ألف نازح، فرّ معظمهم من الفاشر والمناطق المجاورة لها، ومن الخرطوم في بداية الحرب في أبريل 2023.

وفي حديثها  عبر الفيديو إلى الصحافيين في نيويورك، وصفت مدى صعوبة الوصول إلى طويلة التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن مدينة الفاشر المحاصرة.

قالت: “اضطررنا لتغيير مسارنا كثيرا بسبب كثرة خطوط الجبهات داخل السودان، مما يجعل الوصول إلى حيث يجب أن نذهب صعبا للغاية،  لقد استغرق وصولنا إلى طويلة خمسة أيام و 5000 كيلومتر، عبر ثلاث دول، وثلاث طائرات مختلفة، وثلاثة أيام من القيادة”.

ووفقا للأمم المتحدة، أوضحت المسؤولة الدولية أن السبب الرئيسي لوجودي في طويلة ، هو أنها مركز للاستجابة، منسق الشؤون الإنسانية يحتاج إلى الوجود على الأرض. لكن الأمر يرجع أيضا إلى قربها من الفاشر.

وقالت إن لدى الأمم المتحدة فريقا جيدا على الأرض لكن ليس بوسعها تقديم “الخدمات التي يجب أن نقدمها لأننا لا نملك المال للقيام بذلك”.

قصص الفرار والمعاناة

وقالت : إن الناس ما زالوا يفرون من الفاشر، مسلطة الضوء على قصص نساء من الفاشر وصلن إلى طويلة هربا من العنف وقد قُتل أزواجهن وأطفالهن.

ولفتت إلى  قصة امرأة فرت من الفاشر برفقة أطفالها الثلاثة – اثنان منهما على ظهر حمارها وآخر على ظهرها – وقد استغرقت رحلتهم سبعة أيام للوصول إلى طويلة.

وأضافت: بالطبع كان الطفل الرضيع يعاني من سوء تغذية حاد. هذه مجرد نتيجة يجب أن نتوقعها لأناس يمرون بهذا الوضع المروع ويضطرون للمجيء إلينا، بدلا من وصولنا إليهم”.

أوقفوا العنف، أوقفوا الحرب

وعن  بعض الاحتياجات الملحة، وفي صدارتها وقف العنف قالت: “أوقفوا العنف، أوقفوا الحرب.. اسمحوا لنا بالمرور. نريد الوصول إلى حيث يوجد الناس.. لا نريد أن ننتظر وصول الناس إلينا، لأنهم، لأكون صريحة جدا، سيكونون عندئذ في وضع صعب للغاية”.

وأكدت المسؤولة الأممية على ضرورة الوصول إلى الناس في الفاشر، مشيرة إلى  دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إلى وقف إطلاق النار .

“وقالت :” نحن منخرطون على كافة مستويات منظومة الأمم المتحدة لتحقيق ذلك، ولكن حتى نحصل على ضمان للمرور الآمن، لا يمكننا إرسال الشاحنات التي هي جاهزة للانطلاق، ولا الأفراد الذين هم جاهزون للانطلاق، بسبب عدم وجود هذا الضمان. لقد فقدنا بالفعل أكثر من 120 من عمال الإغاثة الإنسانية منذ بداية الحرب”.

العنف الجنسي

ورأت أن الأولوية الملحة هي وقف العنف الجنسي، “الذي سبق أن أبلغت الأمم المتحدة عن أنماطه المرتبطة بالنزاع والتي تُستخدم كسلاح حرب، و يشمل الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي، والعنف الجنسي الذي يرقى إلى مستوى التعذيب”.

وقالت  المسؤولة الأممية  عن العنف الجنسي إنه  “قبيح للغاية”، وتحدثت عن معاناة الناجيات ممن التقت بهن وما يمررن به من معاناة.

 وشددت على  أن “هذه قضية حماية رئيسية، وليس لدينا ما يشير إلى أي تباطؤ في هذا الوضع المروع”.

وقالت إن الحماية، بشكل عام، تمثل مشكلة رئيسية، مشيرة إلى أن المدنيين في السودان يدفعون ثمنا باهظا جدا للعنف في ظل التحرش، التخويف، الاغتصاب، القتل، وتعطل الخدمات الاجتماعية الأساسية.

سوء التغذية .. وضع قابل للانفجار

وعن  سوء التغذية  أكدت أنها تشكل أزمة شديدة، وأن “سلاسل الإمداد معطلة ونحن لا نستخدم الطرق،  لأنها  في حالة سيئة للغاية،  كنا نقود بجانب الطرق، والشاحنات الوحيدة التي عبرتنا كانت شاحنات برنامج الأغذية العالمي واليونيسف.

وأوضحت أن  الشاحنات التجارية عددها قليل جدا، لذا فإن الإمدادات محدودة في السوق، و أسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني، والحصول على المياه النظيفة محدود، والصرف الصحي سيء للغاية،  ولهذا لدينا وباء الكوليرا وحمى الضنك.

 وأضافت :” أريد أن أشدد على أن هذا وضع قابل للانفجار بالنسبة للأطفال الصغار”.

الوضع في كردفان

وبشأن  الوضع في كردفان  شددت على ضرورة “أن نبقيها في مركز اهتمامنا”، وقالت إن “الأمر لا يقتصر على دارفور والفاشر، وهو وضع مروع، بل لدينا حالات مماثلة في كردفان، حيث تتعرض طرق الإمداد للإعاقة، وأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني، والمساحة الإنسانية محدودة جدا”.

وتابعت :”عندما أتحدث عن المساحة الإنسانية، فإنني أقصد قدرة المجتمع الإنساني على العمل، وتقديم الإمدادات والخدمات أيضا”.

عدد المحتاجين 30 مليون شخص

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إن عدد المحتاجين في السودان – الذي توازي مساحته فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا مجتمعة – يبلغ أكثر من 30 مليون شخص. بينما يبلغ إجمالي عدد النازحين داخل البلاد أكثر من 10 ملايين نازح.

وأفادت بان  خطة الاستجابة الإنسانية في السودان هي الأعلى تمويلا، “لكننا ممولون بنسبة 25% فقط. لذا، كان كل اجتماع حضرته منذ وجودي في السودان يدور حول الاحتياج الحاد والضخم، والاستجابة المحدودة، لأنه ببساطة لا نملك الموارد للقيام بالمزيد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *