أخبار وتقاريربريطانيا و أوروبافلسطين

ماذا تفعل 27 دولة بعد اغتيال 5 صحافيين ومدنيين في خان يونس؟

إغتيال 244 صحافيا بينهم 10 من قناة الجزيرة ..وقصف مراسل وكاميرا رويترز أثناء بث مباشر.. ومأزق جديد يواجه" 27 دولة"

محمد المكي أحمد:

استهدفت إسرائيل مجمع ناصر الطبي، في خان يونس، بغارة ، أسفرت عن قتل 20 مدنيا  بينهم 5 صحافيين.

 وقُتل في الغارة البشعة مصور قناة الجزيرة محمد سلامة، و المتعاقد مع وكالة رويترز حسام المصري، ومريم أبو دقة التي تعمل مصورة لحساب ” إندبندنت عربية” وعملت مع وكالة أسوشيتد برس، والصحافي المستقل معاذ أبو طه، والصحافي أحمد عزيز .

مريم أبو دقة  ( إندبندنت عربية)

وأكدت مصادر متطابقة أن استهداف مصور وكالة رويترز وكاميرته تم  في أثناء بث مباشر للوكالة .

اغتيال 10 صحافيين في “الجزيرة”

ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة فقد ارتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال الحرب الاسرائيلية على غزة إلى  244 صحافيا، وأفادت ” الجزيرة ” بأن عدد صحافييها الذين قتلوا حتى الآن بلغ 10 صحافيين .

من استهداف خيمة إلى مستشفى

يُشار إلى أن قتل صحافيين اليوم 25 أغسطس  2025  في موقع مستشفى، يأتي بعدما استهدفت طائرة إسرائيلية  في 10 أغسطس 2025 “خيمة للصحافيين” جوار مجمع الشفاء الطبي في غزة ، وأغتالت مراسلي “الجزيرة” أنس الشريف ومحمد قريقع، و مصوري القناة إبراهيم ظافر ومحمد نوفل.

تحديات أمام 27 دولة

و يجيء استهداف صحافيين، اليوم، في خان يونس،  بعد أيام على  إصدار  27 دولة بيانا  دعت فيه  إسرائيل، في 21 أغسطس الجاري ، إلى  السماح بالدخول الفوري والمستقل للإعلام الأجنبي إلى غزة، وأن تمنح الحماية للصحافيين  العاملين فيها، لافتة إلى أن بيانها المشترك يأتي “في ضوء الكارثة الإنسانية التي تتكشف أبعادها في غزة”.

ووقع البيان المشترك الذي صدر عشية  تلك المجزرة ، المملكة المتحدة  وأستراليا، والنمسا، وبلجيكا، وتشيلي، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وألمانيا، وأيسلندا، وإيرلندا، وإيطاليا، واليابان، ولاتفيا، وليثوانيا، ولوكسمبورغ، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسيراليون، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، والسويد، وسويسرا، وهولندا ، وأوكرانيا، وهي  أعضاء  في تحالف حرية الإعلام.

وكان  البيان شدد على أن الصحافيين والإعلاميين يضطلعون بدور أساسي في تسليط الضوء على الواقع المدمر الذي تخلّفه الحرب ( في غزة).

ورأت الدول الموقعة على البيان أن الدخول إلى مناطق الصراع ضروري لأداء هذا الدور بفعالية، وقالوا ” نحن نعارض كل محاولات تقييد حرية الصحافة ومنع دخول الصحافيين في أوقات الصراع”.

وقالت “ندين بشدة كل أعمال العنف الموجهة ضد الصحافيين والإعلاميين، ولاسيما العدد الهائل من القتلى من بينهم وحالات القبض عليهم واعتقالهم، ونطلب من السلطات الإسرائيلية وكل الأطراف الأخرى بذل كل جهد لضمان أن يتمكّن الإعلاميون في غزة وإسرائيل والضفة الغربية والقدس الشرقية – المحليون والأجانب على حد سواء – من النهوض بعملهم بحرية وأمان”.

وشدد البيان على أن ” الاستهداف المتعمَّد للصحافيين غير مقبول، والقانون الدولي الإنساني يمنح الحماية للصحافيين المدنيين خلال الصراع المسلح،  لذا فإننا ندعو إلى التحقيق في كل الاعتداءات ضد الإعلاميين ومحاسبة المسؤولين عنها، امتثالا للقانون الوطني والقانون الدولي”.

رد على بيان الدول الـ 27

وهاهي إسرائيل ترد اليوم على بيان الدول الـ 27 بمجزرة جديدة ، مايضع تلك الدول ودول العالم كافة أمام تحديات ومآزق جديدة، إذ يتواصل قتل صحافيين، ومدنيين  فلسطينيين.

هذا يعني أن الجريمة الجديدة تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية،  وتحديا جديدا يختبر صدقية دول تدعو لاحترام حقوق الإنسان و حماية المدنيين وترفض  قتل الصحافيين، لكنها تفتقر إلى  خطوات عملية ترتقي إلى مستوى الأحداث، لوقف قتل صحافيين،  ومدنيين فلسطينيين بلغ عددهم وفقا لمصادر متطابقة نحو 62 ألف شخص بينهم 18 ألف طفل حتى الآن.

السؤال : ماذا ستفعل الدول الـ 27 بعدما جرى الرد على بيانها بقتل مزيد من الصحافيين، إذ أن صدقيتها على  المحك؟

صحافيو العالم ودور صحافيين بريطانيين

ماذا سيفعل صحافيو العالم ونقاباتهم، للتضامن مع زملائهم ، أي التضامن مع أنفسهم، وحماية لرسالتهم التي تنقل الخبر  بمهنية ، احتراما لحق الناس في الإطلاع على الحقائق؟

صحافيون ينتمون إلى الإتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا نزلوا الى الشارع وتظاهروا أمام مقر رئاسة الحكومة في 10 داوننغ ستريت  في 13 أغسطس 2025 ، وستسلم النقابة خطابا إلى رئيس الوزراء كير ستارمر،يوم الأربعاء المقبل، 27 أغسطس الجاري،  وسيتظاهر صحافيون  في اليوم نفسه، وسينفذون  وقفة احتجاجية ثانية  خلال هذا الشهر ، كما فعلوا في وقت سابق، وتضامنت معهم منظمات حقوقية.

هذه خطوات ريادية تستحق التنويه ، وقد شهدتها لندن ومدن بريطانية ، و تُحسب ايجابا للإتحاد الوطني للصحافيين بالمملكة المتحدة، والمأمول أن تتسع دائرة الاحتجاج الصحافي في كل دول العالم.

إقتران الأقوال بالأفعال هو المحك الذي يختبر المواقف..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *