مقالاتالسعوديةعن المكيقطر

لماذا الاحتفاء بمحمد المكي في الدوحة وجدة والرياض؟

دلالات دعوة  الشيخ عبد الله بن ناصر .. والعلاقة مع "الصديق التاريخي" و سهام الظلمة وكيدالأيادي الآثمة

الصافي موسى

( صحافي وكاتب  سوداني)

شهدت الدوحة وجدة ثم الرياض، الأيام الفائتة، لقاءات تجددت وتمددت احتفاء  بالزميل محمد المكي أحمد ، تكريما له.

ها هم(أحباب جدة وهيئة شؤون الأنصار) بمقاماتهم السامية يتقدمهم وزير المالية الأسبق دكتور بشير عمر يحتفون بك ، ويكرمون في شخصك صاحبة الجلالة (الصحافة)التي أعطيتها زهرة شبابك ولازال مدك حاضراً غزيرا مائزا..

يجيء تكريمك يا أستاذ لجملة معايير تتبوأها الكلمة الشريفة الصادقة،التي لم تتلون عندك، أو تحد عن صراط الحقيقة والقول الفصل..

تكريمك لا يتجادل أثنان حول أن من قاموا على أمره (أحباب جدة)  لا يغشى ساحتهم تدليسٌ أو رياء ، لأنهم من طينة جُبلت على قول الحق والوقوف إلى صفه ومن يقف إلى صفه، وأنت في الطليعة.

يراعك النزاز سكب مداداً كثيرا خدمة ونصرة لقضايا الشعوب في السودان وفلسطين وغيرهم، في العيش الكريم، تحت فضاءات الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة..

كان قلمك بتاراً أينما حل الظلم والحيف والضيم بأرض قوم.. تناوشتك سهام الظلمة وكيدالأيادي الآثمة، سعيا منها لإحداث هزة أو ثغرة أو إضطراب في مواقفك،التي ظلت ثابتة ولم تتزحزح قيد أنملة،عن الصدع بالحقيقة دون وجل أو مخاتلة أو مجاملة..

دولة قطر الفتية شهدت أمضى حقبك المهنية، صحافياً طبقت شهرتك وصيتك الآفاق،ماجعل إصدارات وقنوات فضائية وإذاعات عالمية، تتعاقد معك مراسلا لها،هذا فضلا عن الإستعانة بك مستشارا إعلامياً،تسدي الرأي وتقدم المشورة الناضجة،وهذه درجة تضاهى (عيار٢٤ ).

حزت مقاييس الجودة هذه، لأكثر من ثلاثة عقود، مهنيا كامل الدسامة والوسامة، في دوحة العرب، التي طفق مسؤولها يردون لك الجميل عقب مغادرتك لها إضطرارا، للعاصمة البريطانية لندن،بفعل الدس والحفر والكيد لك من موتورين، للجم قلمك وإحداث قطيعة بينك ومكان أحببته، ومهنة جرت منك مجرى الدم..

ولكن هيهات لهم أن يهزوا جبلاً من الثبات..من هنا توالت زيارات المسؤولين القطريين لك في عاصمة الضباب (لندن)، وتكررت دعواتهم لك وتنوعت لزيارة قطر، وفاء وتقديرا لما قدمته من عطاء مائز جسد حبك وتقديرك لقيادات وأعيان الدولة الفتية ،التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل عزتها ونهضتها.

ولن تكون دعوة  الشيخ عبدالله بن ناصر لك لزيارة الدوحة وهو  أول رئيس حكومة شكلها الأمير تميم عقب توليه مقاليد الحكم،لن   تكون تلك الزيارة  الأخيرة لزيارة قطر، ولايعرف أهل الفضل والعطاء إلا النبلاء الأوفياء.

ونشير هنا أيضاً إلى ماأوردته مؤخراً في مقال رصين حول سيرة(صديقك التأريخي) الرجل الهمام عبدالرحمن بن حمد العطية ،وما يكتنز به سفر علاقتك معه ويحتشد بأنبل المعاني وقيم الخير والحق والجمال..من ثم لا غرو أن تترا الدعوات من هنا وهناك لتكريمك والإستئناس بما لديك من ذخيرة معرفية، عجمت السنون عودها، وتوجته مستودعا للخبرة والجودة..

في هذا السياق أشير إلى ما جاء في مقالك عن (أحباب جدة وهيئة شؤون الأنصار )ما يبين بجلاء زبدة خبرة السنين هذه بقولك مشددا (على ضرورة الإصلاح ، لمواكبة تطلعات الشباب في السودان، وأهمية تكليف قيادات جديدة (في هذا الكيان السوداني أو ذاك) لتكون قادرة على التعامل مع الجيل الجديد، ورأيي أنه لا يمكن التعامل بآليات قديمة مع عقليات جديدة.)

وفي الرياض تجسدت بارا(مسقط الرأس وميعة الصبا) أمام ناظريك في بنيها الذين إحتفوا بك في جو مشحون بالدفء والمحبة بقولك:(في ذلك المُناخ الرائع والمشهد عانقت بارا، التي تحتضن بناتها وأبناءها بمحبة ، وهي التي غرست في أعماقهم دفء المودة والمحبة وقيم التفاعل في مجتمع تعدددي، يكره العنصرية، ويحتضن الناس من كل فروع الشجرة السودانية) كما احتفى بك وكًرمك الصحافيون السودانيون  في السعودية  في فندق ( الضباب) الذي شهد أجمل  التفاعلات وعكس أروع الدلالات التي عبًر عنها  زملاء المهنة ،الذين نوهوا بسجل عطائك الصحافي.

من ثم يمكن القول بالفم المليان:طوبى لمن كنت أنت ضيفهم أو مستضيفهم،لا فرق ففى الحالين هم الرابحون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *