قطرمقالات

لماذا أتفاعل مع أفراحهم وأشواقهم؟ تغريدة تميم و عبدالله بن ناصر(الإنسان)

محمد المكي احمد:

منذ سنوات أتجنب الإشادة الشخصية بأي مسؤول خليجي أو عربي عرفته خلال مسيرة عملي الصحافي في اليمن وقطر حتى لو كانت الإشادة مستحقة كما أرى.

في هذا السياق تجنبت كثيرا أثناء عملي في الدوحة الإشادة( الشخصية) بمسؤولين يستحقون الإشادة ،وكنت اركز أكثر على الأفعال والأعمال المحسوسة والملموسة .

لكن عندما غادرت الدوحة الى لندن حيث أقيم حاليا وجدت نفسي خارج دائرة أية تأثيرات أو تأويلات ، وبات ممكنا الحديث عن الناس في مقالاتي كما عايشتهم عن قرب لأكثر من ثلاثين عاما .

في هذا الإطار كتبت مقالي الأول بعد مغادرتي الدوحة في اول ديسمبر ٢٠١٦ تحت عنوان ( مناخ العصيان ورسالة محبة الى الدوحة والخليج )  كما كتبت مقالي الثاني في نوفمبر ٢٠١٩بعنوان (زيارتي الى الدوحة.. دلالات ومشاهدات) (الرابط مرفق لمن يريد القراءة ) .

اليوم أكتب بحرية تامة عن تقدير شخصي لرجل غادر موقع رئيس الوزراء ووزير الداخلية ، وكنت عرفته على مدى سنوات عدة.

(الإنسان ) الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني تم الإعلان في الدوحة عن استقالته رسميا اليوم ٢٨ يناير ٢٠٢٠ ، عرفته قبل نحو ١٥ سنةً ،وبالتحديد في فترة بدء عمله وزيرا للدولة للشؤون الداخلية في العام ٢٠٠٥.

التقيته للمرة الأولى، وجهًا لوجه، في الديوان الأميري أثناء مؤتمر صحافي لشخصية قيادية في الديوان الأميري.

في تلك اللحظة أشعرني الشيخ عبد الله من خلال سلامه وروحه الودودة وكلامه الطيب أنه يقدر دوري الصحافي في خدمة قطر بمهنية (في صحيفة الحياة حيث كنت مراسلا للصحيفة اللندنية).

في تلك اللحظة السريعة غمرني باحترام محسوس ،وهذه هي طريقته في التعامل مع الناس.

اذكر كيف خصني بجزء من وقته، في بيت عزاء لأحد أقاربه، أمام جموع الناس ليسأل عن الحال ، وليستمع الى بعض ملاحظاتي في العام ٢٠١٥.

احترمت في الشيخ عبد الله انسانيته وتواضعه الجم ودفء مشاعره الإنسانية .

كان الأمر طبيعيًا أن أقول في أول مقال كتبته بعد مغادرتي الدوحة الى لندن (هناك رجل احترمه وأقدره ) وهو الشيخ عبد الله بن ناصر رئيس الوزراء ووزير الداخلية انذاك ) (المقال مرفق لمن يريد قراءته).

بعد زيارتي الى الدوحة في نوفمبر ٢٠١٩ كتبت مقالا تحت عنوان (زيارتي الى الدوحة .. دلالات ومشاهدات) فوصفت الشيخ عبد الله بأنه (رجل رصين،يعمل كثيرا ويتكلم قليلا).(المقال مرفق لمن يريد قراءته) .

الآن بعدما غادر الشيخ عبد الله منصب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أجدد له مشاعر التقدير والاحترام،وهي راسخة في القلب والعقل والوجدان.

يكفي ان أقول الآن(من دون الخوض في تفاصيل أخرى مهمة ) أنه مثال للإنسان القطري المتواضع ،الرصين،الذي يفرض على الآخر احترامه بوقاره وهدوئه وسعيه الى نصرة المظلوم في (كعبة المضيوم).

لم استغرب تغريدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في (تويتر) اليوم تعبيرا عن تقديره لعطاء الشيخ عبد الله.

تميم كتب قائلا( نشكر الأخ عبد الله بن ناصر على كل الجهود المخلصة التي بذلها في كل مواقعه على مدى السنوات الماضية،والتي كان لها أ ثرًا إيجابيًا في مسيرة دولة قطر والمنجزات التي تحققت على كل الصعد برغم التحديات، الشيخ عبد الله كان جنديا من جنود قطر ،وسيبقى كذلك في خدمة هذا الوطن الغالي).

هذا هو نبض تميم ويعكس قوة العلاقة والثقة والاحترام المتبادل بينه والشيخ عبد الله.

تميم -كما عرفته من خلال عملي ومتابعتي للتطورات القطرية – شاب يفكر بطريقة عصرية وانسان يتميز بتواضعه واحترامه للناس ،وإدراكه لمقومات بناء الدولة الحديثة التي تحترم حقوق الإنسان، وبينها حقوق المقيمين الذين باتوا يحظون بمكانة في خطاباته في المناسبات المهمة وتشمل افتتاح دورات انعقاد مجلس الشورى .

كلمات تميم المضيئة عن عبد الله بن ناصر تعبر عن أخلاقه ووفائه وتقديره لرجل قدم الكثير من الجهد وسهر طويلا لخدمة وطنه وشعبه .

لم استغرب أيضًا تغريدة الشيخ عبد الله التي حملت امتنانه للأمير تميم و(شكره على الثقة الغالية والتوجيهات السديدة) وكان لافتا ورائعا ان حيا وشكر الشيخ عبد الله كل الذين عملوا معه وساندوه في اداء مهماته، هذه أخلاق الكبار .

أخلص الى القول ان الرجال معادن،ومعادن الرجال تتجلى في الظروف الصعبة،وهكذا عرفت الأخ العزيز ،الإنسان،الشيخ عبد الله بن ناصر.

أتمنى لرئيس الوزراء ووزير الداخلية الجديد الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني كل التوفيق والنجاح في مسؤولياته الكبيرة،وسيرته تقول انه خريج أميركا (ادارة أعمال) وعمل في مواقع عدة أكسبته خبرة ومن أهمها عمله في شركة للغاز ورئيسًا للديوان الأميري ومديرًا لمكتب تميم على مدى سنوات عدة ،ما يعني أنه ملم بكل الملفات وتفاصيلها.

أشير في ختام حروفي الى أن علاقتي بقطر وأهلها راسخة بعون الله ،لأنها نتاج معايشة لأكثر من ثلاثة عقود، ولهذا فمن الطبيعي أن أتفاعل مع أفراحهم وأتراحهم وأشواقهم والتحديات التي تواجههم، كما أدعم جهود القيادة الهادفة الى بناء وترسيخ دعائم دولة المؤسسات وسيادة القانون التي تحترم حقوق الإنسان وتنصر المظلوم، وتحقق المزيد من المكاسب للشعب، وتنصف المقيمين باعتبارهم شركاء يستحقون الاحترام كما جاء في خطاب الأمير تميم لدى افتتاحه دورة جديدة لمجلس الشورى في نوفمبر ٢٠١٩.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *