أخبار وتقاريرالخليجالسودانالكويتسوريالبنان

لامي في دمشق:”استقرار سوريا مصلحة بريطانية” وشراكة مع الكويت لمعالجة أزمة سودانية

وزير الخارجية البريطاني: استقرار سورية يُقلل الهجرة غير النظامية ويضمن تدمير الأسلحة الكيميائية والتصدي لتهديد الإرهاب

لندن- محمد المكي أحمد:

شكًلت زيارة ديفيد لامي إلى سوريا، اليوم 5 يوليو 2025،  وهي الأولى لوزير خارجية بريطاني منذ 14 عاما حدثا تاريخيا  مهما، وعكست موقفا سياسيا ايجابيا، يهدف إلى تحقيق مصلحة مشتركة، وتمثل العنوان الأبرز للخطوة البريطانية في ” أن المملكة المتحدة أعادت رسمياً علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية في أعقاب زيارة وزير الخارجية إلى دمشق ”  حيث أجرى محادثات مع الرئيس أحمد الشرع ونظيره  أسعد الشيباني ركزت على دعم العلاقات بين البدين وقضايا المنطقة الساخنة .

وكان لامي زار لبنان، والتقى الرئيس العماد جوزاف عون، وشدد على ” ضرورة بذل الجهود للوصول إلى سلام دائم في لبنان والمنطقة، كما أكد على أهمية تنفيذ لبنان وإسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر الجيش اللبناني في جميع أنحاء الجنوب”، وسيزور الكويت لتعزيز التعاون التجاري.

ووفقا لبيان أصدرته وزارة  الخارجية  البريطانية ، تلقيت نسخة منه ، أكدت  لندن  أن  “استقرار سوريا يصب في مصلحة المملكة المتحدة، نريد ضمان ديمومة هزيمة داعش على الأرض، وألّا يتمكن التنظيم من النهوض مجدداً، كما نريد منع استغلال السوريين المحتاجين من قبل عصابات التهريب في أنحاء أوروبا، وبناء شراكات دبلوماسية وثيقة مع سوريا يعد أمراً بالغ الأهمية لحماية أمن المملكة المتحدة، وهو ما ينسجم مع خطة الحكومة البريطانية لأجل التغيير”.

 دعم بناء الاقتصاد والانتقال السياسي

ووصفت لندن خطوة تعزيز علاقاتها مع دمشق “بعد ثمانية أشهر من إنهيار نظام ( بشار) الأسد”، بأنها “تجديد للعلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة وسورية” ورأت أن زيارة لامي تؤكد أن ” المملكة المتحدة تدعم الحكومة السورية، للوفاء بالتزاماتها ببناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً للسوريين، وتعزيزالأمن في المنطقة الأوسع والمملكة المتحدة”.

وشددت وزارة الخارجية البريطانية على “الالتزام  بدعم سوريا في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الجديدة إلى إعادة بناء الاقتصاد السوري، وتحقيق انتقال سياسي شامل للجميع، وتمهيد الطريق لتحقيق العدالة لضحايا نظام الأسد”.

وأعلنت لندن “منح تمويل بريطاني جديد للمساعدة في إزالة الأسلحة الكيميائية المتبقية من عهد الأسد، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة في سورية، لتعزيز أمن المملكة المتحدة والشرق الأوسط، ومعالجة الهجرة غير النظامية، الأمر الذي ينسجم مع خطة الحكومة البريطانية لأجل التغيير”.

وقالت إن لامي التقى خلال زيارته بالرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني ” للتأكيد على أهمية انتقال سياسي شامل وممثل للجميع في سوريا، وعرض الدعم المستمر للشعب السوري”.

استقرار سوريا مصلحة بريطانية

وقال  وزير الخارجية ديفيد لامي، في بيان  “بصفتي أول وزير بريطاني يزور سورية منذ سقوط نظام الأسد الوحشي، شاهدتُ بنفسي التقدم الملحوظ الذي أحرزه السوريون في إعادة بناء حياتهم وبلدهم”.

وأضاف “بعد أكثر من عقد من الصراع، هناك أمل جديد للشعب السوري، إذ تعيد المملكة المتحدة العلاقات الدبلوماسية لأنه من مصلحتنا دعم الحكومة الجديدة للوفاء بالتزامها ببناء مستقبل مستقر وأكثر أماناً وازدهاراً لجميع السوريين”.

وأكد ” أن  استقرار سورية يصب في مصلحة المملكة المتحدة، إذ أنه يقلل احتمالات الهجرة غير النظامية، ويضمن تدمير الأسلحة الكيميائية، والتصدي لتهديد الإرهاب، كما يساعد في تنفيذ خطة الحكومة البريطانية لأجل التغيير”.

وأوضحت الخارجية البريطانية أن وزير الخارجية التقى خلال زيارته إلى سوريا بمتطوعي الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لمعرفة المزيد عن العمل الحيوي الذي يقومون به في أنحاء البلاد، بما في ذلك الإزالة بشكل آمن للذخائر غير المنفجرة، وتقديم الخدمات الطبية الطارئة المنقذة للحياة.

سقوط الأسد والأسلحة الكيمائية

وترى بريطانيا أن”سقوط الأسد يشكل فرصة أمام الحكومة السورية الجديدة للإفصاح بالكامل عن برنامج أسلحة الأسد الكيميائية المشؤوم، وإتلاف المتبقي منه. وفي إطار هذه الزيارة، خصصت المملكة المتحدة مبلغ مليوني جنيه إسترليني إضافي خل ال السنة المالية الحالية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدعم عملها الحيوي في معالجة الإرث المروع لأسلحة الأسد الكيميائية في سورية. حيث ستدعم هذه المساهمة البريطانية المتطلبات التشغيلية للمنظمة في سورية في مساعدتها الحكومة السورية على الوفاء بالتزاماتها بالقضاء نهائياً على أسلحة الأسد الكيميائية.

لقاء ممثلات لشركات و94 مليون جنيه دعم إنساني

وأفادت الخارجية البريطانية أنه في إطار التزام المملكة المتحدة المستمر بتحقيق التنمية المستدامة ودعم تعافي سوريا من الصراع، التقى وزير الخارجية بممثلات عن شركات تديرها نساء في سورية، يدعمها برنامج المملكة المتحدة لسبل العيش والتعافي الاقتصادي.

ومن المقرر أن يستمر الدعم البريطاني، مع الإعلان، اليوم، عن تقديم حزمة إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة للسوريين، ودعم تعافي سورية على المدى الطويل من خلال التعليم وتوفير سبل العيش، ودعم الدول التي تستضيف لاجئين سوريين في المنطقة.

مساعدات بريطانية لسوريا ودول بالمنطقة

ووفقا للخارجية، قدّمت المملكة المتحدة مساعدات بلغت 4.5 مليار جنيه إسترليني لسورية ودول المنطقة منذ عام  2011 ، كما قدمت على مدار السنتين الماضيتين أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني للخوذ البيضاء لدعم خدماتهم الطبية الطارئة المنقذة للحياة، وخدمات مكافحة الحرائق، وعمليات البحث والإنقاذ. ويشمل ذلك 2.25 مليون جنيه إسترليني خُصّصت خلال السنة المالية الحالية لمواصلة هذا العمل، وضمان انتقال سلس لأنشطتهم إلى الحكومة.

وكانت  المملكة المتحدة قدّمت مبلغ 837,300 جنيه إسترليني لبعثات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية منذ سقوط الأسد لدعم عملها الفوري في ضمان التدمير الآمن والسريع للأسلحة الكيميائية السورية.

شراكة بريطانية كويتية بشأن السودان

ووفقا لوزارة الخارجية البريطانية، سيتوجه الوزير لامي إلى  الكويت، وأوضحت أن  ” قضايا تعزيز أمن المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية  ستكون على رأس جدول الأعمال في اجتماعاته مع كل من ولي العهد، و رئيس الوزراء، ووزير الخارجية،  كما سيحث تمكين الشركات البريطانية من الاستفادة من فرص جديدة لدعم الأسواق الكويتية المتنامية ، الأمر الذي يعزز التعاون التجاري بين المملكة المتحدة والكويت والمنطقة الأوسع.

 الأزمة الإنسانية في السودان

وستسجل  الأزمة الإنسانية  في السودان حضورا  في محادثات الوزير البريطاني في الكويت ، وعُلم أن لامي “سيعلن إقامة شراكة جديدة مع الكويت لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان، و” سيساعد تمويل جديد في توفير الدعم الغذائي واستعادة إمدادات مياه الشرب النظيفة، في ظل مواجهة السودان للمجاعة وتفشي وباء الكوليرا المدمر، كما سيُتاح الدعم لتمويل الجهود المنقذة للحياة في الصومال، حيث يُفاقم الصراع وأزمة المناخ حجم الاحتياجات الإنسانية الملحة”.

لامي يزور لبنان ويؤكد دعم استقراره

وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي  زار لبنان يوم  الجمعة 4 يوليو 2025 في إطار جولة إقليمية، وأكدت الخارجية البريطانية، في بيان تلقيت نسخة منه ” دعم المملكة المتحدة المستمر لأمن لبنان واستقراره وازدهاره المستقبلي”.

وأشارت إلى أن وزير الخارجية التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القصر الجمهوري، و تمً البحث  في آخر التطورات المحليّة والإقليمية والعلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة ولبنان، وشدد وزير الخارجية على ضرورة بذل الجهود للوصول إلى سلام دائم في لبنان والمنطقة. وأكد على أهمية تنفيذ لبنان وإسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر الجيش اللبناني في جميع أنحاء الجنوب.

وأشاد بالشراكة الثنائية الراسخة والقوية بين لبنان والمملكة المتحدة، بما في ذلك مع الجيش اللبناني، سواء في الجنوب أو على الحدود مع سورية.

115 مليون جنيه استرليني لدعم الجيش اللبناني

وقالت لندن أنه منذ عام 2009، أنفقت المملكة المتحدة أكثر من 115 مليون جنيه إسترليني لدعم الجيش اللبناني بالبنية التحتية والمركبات والتدريب والمعدات، ومنذ عام 2013 دعمت إنشاء أفواج الحدود البرية على الحدود مع سورية.

 وعلم أن وزير الخارجية  أكد أيضًا دعم المملكة المتحدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والدور الذي تضطلع به من أجل الاستقرار في جنوب لبنان، كما هو منصوص في القرار 1701. وطالب بتنفيذ عاجل للإصلاحات الاقتصادية الأساسية وعمليات شفافة بما يخص العدالة والمساءلة.

وقال السفير البريطاني في لبنان، هايمش كاول “سرني استقبال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في لبنان، عقب التوترات الإقليمية غير المسبوقة” ورأى أنه يجب أن تستمر الجهود لتأمين وقف اطلاق نار دائم في لبنان والسماح بالانتشار الكامل للجيش اللبناني في الجنوب، باعتباره المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان.

وترى لندن أن استقرار الشرق الأوسط يمثل مصلحة للجميع،  وأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي أمر أساسي لمستقبل لبنان وأمن المنطقة.

وتضيف أن طريق لبنان نحو التعافي يعتمد على الإصلاحات الأساسية بما فيها الإصلاحات المطلوبة لتأمين اتفاق مع صندوق النقد الدولي لإعادة بناء الاقتصاد وفتح الاستثمارات الدولية ، وأن  المملكة المتحدة تبقى  شريكاً راسخاً للبنان وشعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *