أخبار وتقاريرافريقياالسودانبريطانيا و أوروبا

لامي في البرلمان البريطاني: ثلاث أولويات بشأن السودان

روى مشاهداته في "أدري" ولقاء ممرضات وإمرأة تعرضت للحرق والضرب والاغتصاب

محمد المكي أحمد:

 تعهد وزير الخارجية البريطاني  ديفيد لامي بأن تواصل حكومته حشد الجهود الدولية لوقف الحرب وتحقيق السلام في السودان، وقال ” أتطلع إلى عقد إجتماع وزاري في  الربيع المقبل،  لحشد الدعم الدولي للسلام.

 وكشف في بيان أدلى به في مجلس العموم ( البرلمان)  اليوم 28 يناير 2025 أن هناك  ثلاثة  أهداف تسعى لندن لتحقيقها  بشأن السودان، وقال ” نحن بحاجة لرؤية ثلاثة أشياء، أولا: التزام قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بوقف دائم لاطلاق النار، وحماية المدنيين”.

وأضاف ” ثانيا: وصول  المساعدات الإنسانية بدون قيود إلى السودان وداخله، مع وجود دائم للأمم المتحدة) و” ثالثا: نريد التزاما دوليا بعملية سياسية مستدامة وذات مغزى”.

 وشدد في هذا الإطار على أنه ” بدلا من دخول أسلحة جديدة وأكثر فتكا، نريد أن نرى دعوات متسقة لجميع الأحزاب السياسية  للتوحد وراء رؤية مشتركة لسودان ينعم بالسلام”.

وفي الوقت الذي أكد فيه  أن لندن ستتفاعل وتنخرط في التعاون مع ” جميع الراغبين في العمل على أنهاء الصراع ”  انتقد استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن  ضد قرار قدمته المملكة المتحدة  في وقت سابق بالتعاون مع سيراليون بشأن السودان، وكان يهدف إلى ” معالجة الكارثة الإنسانية” مشيرا إلى استخدام موسكو للفيتو كان مثيرا للصدمة إذ دعم مشروع القرار البريطاني أعضاء مجلس الأمن وبينهم الصين.

وقال  إن  الفيتو الروسي لن يمنع بلاده عن  مواصلة جهودها الدبلوماسية ، وتعهد في  البرلمان  بان تواصل الحكومة “استخدام مقعد  بريطانيا في مجلس الأمن لتسليط الأضواء على ما يحدث في السودان، والعمل مع شركائنا الأفارقة لاصلاح الأمم المتحدة”.

وأكد أن لندن ضاعفت أيضا مساعداتها الانسانية للاجئين بسبب الحرب، و” دعمنا أكثر من مليون لاجيء” ، وقد رأيت تأثير هذه المساعدات في أثناء زيارتي إلى ” أدري” وقال إنه  أعلن تقديم 20 مليون جنية استرليني إضافية لدعم بلغ نحو 250 مليون جنية استرليني، وهو لتوفير غذاء وخدمات أخرى ، مشيرا إلى  أن  بريطانيا  هي ثالث أكبر مانح للمساعدات الانسانية .

وكان الوزير البريطاني استهل حديثه بالاشارة إلى أن الصراع في السودان مستمر منذ  21 شهرا، وقال  إن قوات الدعم السريع هاجمت في نهاية هذا الأسبوع  المستشفى الوحيد العامل في مدينة  الفاشر  المحاصرة ( المستشفى السعودي) في دارفور، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية عدد القتلى من المرضى  واقاربهم  بـ 70 شخصا، كما قصفت قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة معسكر زمزم حيث يُحاصر النازحون خارج الفاشر.

وأضاف في غضون ذلك هناك تقارير واسعة الانتشار عن عمليات قتل خارج القانون من قبل مليشيات متحالفة مع القوات المسلحة السودانية  في ود مدني، وشدد على أن الحكومة البريطانية تدين بأشد العبارات الممكنة  هذه الهجمات.

وقال إن  هؤلاء ( مرتكبو الانتهاكات الحقوقية) لا يُعيرون أي اهتمام للقانون الانساني الدولي وللمدنيين السودانيين الأبرياء، مشيرا إلى أنه من الصعوبة بمكان الحصول على أرقام دقيقة لعدد القتلى والمشردين  السودانيين، ” لكننا نعلم أنه يتم منع وصول المساعدات إلى المحتاجين”.

ولفت إلى أنه كان حريصا  على  زيارة ” أدري” للقاء لاجئين سودانيين، في سبيل أن يكون شاهدا على ما يجري، وليرفع   أصوات أولئك الذين يعانون معاناة مُروًعة، وخاصة  النساء والأطفال الذين يشكلون نسبة 88 في المائة من عدد اللاجئين في ” أدري”.

  وروى لامي تفاصيل لقاءاته في ” أدري”، وقال ” قابلت ممرضات يقاتلن لانقاذ حياة أطفال جائعين، والتقيت إمرأة  ( لاجئة سودانية) أظهرت لي ندوبها ( آثار الجروح) ، لقد تم حرقها ، تعرضت للضرب،  تعرضت للاغتصاب، وهناك سُئلت مرارا وتكرارا ماذا سيفعل المجتمع الدولي لمساعدتنا”.

ويؤشر طرح وزير الخارجية البريطاني هذا السؤال في سياق حديثه لأعضاء البرلمان إلى أن لندن وضعت مأساة شعب السودان في صدارة أولوياتها،  وكان الوزير  شدد  في ” أدري” على أن  ” المملكة المتحدة لن تسمح بنسيان السودان، وفعل ذلك سيكون أمرا لن يُغتفر”.

و في إشارة ذات دلالات قال  أنه  لم يستطع رؤية الفظائع ( في السودان) ويكتفي بهز كتفه، ما يعني  تفاعله الشخصي مع الأزمة السودانية، ودعا الغرب  إلى أهتمام أكبر بما يجري في السودان،  وشدد على أن ” أية حياة بشرية  لها قيمة متساوية”.

 لكن الُبعد الأكثر  أهمية يكمن في قوله  في البرلمان أن ” المصلحة الوطنية للمملكة  المتحدة تكمن في معالجة  هذه الصراعات”.

ولفت في إشارة ذات دلالات إلى  أن الهجرة غير القانونية ( غير النظامية)  من السودان إلى بريطانيا  زادت العام الماضي بنسبة 16 في المائة.

وأضاف أن عصابات التهريب التي وصفها بـ ” عديمة الضمير” تسعى للاستفادة من البؤس في أماكن مثل السودان والكونغو الديمقراطية، وحذر من أنه كلما طال أمد هذه الحروب تضاعفت تداعياتها، ولفت في هذا الإطار إلى  أهمية السودان الذي  يوجد موقعه  على امتداد طرق التجارة الرئيسة في البحر الأحمر.

كلام  وزير الخارجية البريطاني  يعني أن حكومة  حزب العمال بقيادة كير ستارمر ستضاعف جهودها وأدوارها  بحشد الجهود  الإقليمية والدولية  في سبيل  وضع حد للحرب في السودان، وإغاثة الشعب المنكوب، والمساهمة في تهيئة الاجواء لاحلال سلام مستدام.

وهذا معناه  أيضا أن أطراف الحرب، وخصوصا الرافضين لوقف آلة التدمير والتشريد والقتل سيواجهون مزيدا من الضغوط والملاحقات الدولية، و يُتوقع أن تتكامل أدوار الدول الداعمة لوقف الحرب مع  ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية لمتهمين  بارتكاب  جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وستشمل  حملات وعمليات الملاحقة  ،المتهمين القدامي، و الجُدد .

‫3 تعليقات

  1. نتمني يكون عندكم دور لتوضيح وشرح الواقع الماساوي وارفاق صور لصفوف الاطفال لوجبة البليله ومياه الشرب
    وشرح وتعريف الغرب بحجم الاغتصابات والانتهاكات

    وتخصيص شرق الجزيرة بتفاصيل دقيقة من تسمم وضرب وتنكيل وقتل بالسلاح واغتصاب حتي للاطفال

  2. شكرا لانة
    شكرا لندن
    الآن الآن وليس غدا
    خالص التحايا محمد المكى احمد تحياتى
    امتنانى وعرفانى استاذنا ود المكى كونو بخير دمتم كرام ابناء كرام الحمد والشكرلله جزاكم الله خيرا ماقصرتو موفقين دوما وابدا اوفيتم وكفيتم شكرا بريطانيا وخالص التحايا والاحترام لامى ولندن تحياتى

  3. شكرا لامي
    شكرا محمد المكى
    شكرا لندن
    الان الآن وليس غدا
    خالص التحايا والاحترام
    تحياتى الحمد والشكرلله جزاكم الله خيرا ماقصرتو بارك الله فيكم اجمعين الحمد والشكرلله جزاكم الله خيرا ماقصرتو بوركتم كونوا بخير دمتم كرام ابناء كرام الحمد والشكرلله جزاكم الله خيرا ماقصرتو بارك الله فيكم اجمعين الحمد والشكرلله جزاكم الله خيرا ماقصرتو بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *