السودانمقالات

كي لا ننسى الشهداء والجرحى والمفقودين(١)

محمد المكي أحمد:

تقديم المجرمين الى العدالة أبرز التحديات

في يوم ، ٢٩ رمضان  ٢٠٢٠ ، تحل الذكرى الأولى لجريمة فض الاعتصام الشعبي السلمي، بالرصاص،  الغادر الوحشي، أمام  مقر قيادة الجيش السوداني، ما أدى  الى استشهاد شباب من الجنسين وسقوط جرحى ، و(مفقودين).

كان الاعتصام  جرى تنفيذه أمام مقر قيادة (قوات الشعب المسلحة) في إطار ثورة شعبية دعت الجيش الى الإنحياز  الى  نبض  الشعب، فجرى (بعد إطاحة البشير) قمع الاعتصام بقسوة ووحشية.

لكن الثورة  السلمية واصلت مسيرة الانتصار رغم شراسة التحديات بالأمس واليوم وغدًا.

في هذا اليوم نعود بالذاكرة الى ٢٨ رمضان  ١٩٩٠ ،وعشية عيد الفطر  أيضا، حيث ارتكب نظام الرئيس المخلوع  عمر البشير جريمة بشعة .

النظام المباد أعدم  في  رمضان ، وبدم بارد ٢٩ ضابطًا  واثنين من ضباط الصف ،بتهمة  اقدامهم على محاولة انقلابية، رغم ان  قادة النظام الانقلابي تآمروا وانقلبوا في يونيو ١٩٨٩ ،بقوة السلاح، على حكومة منتخبة ،كانوا يشاركون في برلمانها بأكثر من خمسين نائبا!.

هذه الأيام تقوم قيادة الجيش السوداني بخطوات مهمة بشأن البحث عن موقع دفن شهداء حركة ٢٨ رمضان ١٩٩٠،وصدرت قرارات القائد العام للقوات المسلحة(ورئيس مجلس السيادة) الفريق أول ركن / عبد الفتاح البرهان،  باعتبارهم شهداء،وترقية بعضهم  ليكون الراتب التقاعدي عادلا لأسرهم ،ومنح قطع أرض وسيارة لأسر الذين جرى إعدامهم .

أحيي هذه الوقفة المهمة ، وهذا الموقف الإيجابي والشجاع ، وأشير هنا الى المواقف الشجاعة التي وقفتها أسر شهداء  رمضان ١٩٩٠،فقد تحدوا  كل أساليب القمع خلال السنوات الماضية ،ونظموا وقفات احتجاجية،ورفعوا أصواتهم عالية مطالبين بمعرفة اين دفن الأبناء والأزواج والأخوان والآباء.

اللجنة التي شكلها القائد العام للقوات المسلحة السودانية  أعلنت ان منطقة الاشتباه حول موقع مقبرة شهداء ٢٨ رمضان يقع في منطقة جبل(سركاب ) بمحلية كرري  في أم درمان .

أدعو الى أن يشمل الاهتمام والانصاف  والتكريم (الوطني ) شهداء آخرين صفاهم النظام الديكتاتوري وبينهم مهنيون وسياسيون وطلاب.

السلطات الانتقالية  مدعوة  أيضا الى الاهتمام  (الشامل)  بأسر  كل الشهداء والجرحى والمفقودين وتكريمهم  .

أي أسرة قدمت شهيدا أو جريحًا أو مفقودا ، في اي ساحة من ساحات النضال  ضد الديكتاتورية  قد أضاءت بتضحيات تراكمية   قدمها فلذات  أكبادها دروب الخلاص،ومهدت بفاعلية  لانطلاق الثورة الشعبية الباهرة التي انتصرت بإطاحة النظام القمعي الفاسد الذي حكم بقوة الحديد والنار لمدة ثلاثين عاما.

الأن أمام قادة السلطات الانتقالية  تحديات الانتصار للشهداء والجرحى والمفقودين  بتقديم  المجرمين الى  ساحات العدالة،ومحاسبة من سرقوا موارد البلد وثرواته،  مع ضرورة التمسك بروح وقيم العمل الجماعي، لتحقيق تطلعات الشعب  في حياة حرة وآمنة وكريمة وفضلى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *